دخل المستشفى بسبب كورونا.. ماذا يحدث إذا لم يستطع جونسون القيام بمهامه؟
الدستور البريطاني لا يحدد طريقة لخلافة رئيس الوزراء
دخل المستشفى بسبب كورونا.. ماذا يحدث إذا لم يستطع جونسون القيام بمهامه؟
بعد قرابة العشرة أيام منذ إعلان ثبوت إيجابية تحاليله وإصابته بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، عادت مرة أخرى الأسئلة حول من يخلف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون حال عدم القيام بمهام عمله، خاصةً بعد دخوله المستشفى منذ ساعات قليلة.
ووفقًا لـ"رويترز"، لا يقدم الدستور البريطاني إجابة واضحة على السؤال الذي يشغل بال الكثير من أذهان البريطانيين، ماذا يحدث إذا لم يستطع رئيس الوزراء بوريس جونسون، الاستمرار في القيادة.
وأجمع الخبراء على أن الدستور لا يقدم "خطة ب" رسمية أو سيناريو خلافة رسمية، حيث قالت كاثرين هادون، زميلة في معهد الحكومة لـ"رويترز" بعد تشخيص جونسون لأول مرة: "لم نختبر هذا الأمر من قبل، لم يكن علينا التفكير فيه"، مؤكدة أنه في حين أن نائب الرئيس في الولايات المتحدة يتقدم إذا توفي الرئيس أو أصبح عاجزًا، فإن بريطانيا ليس لديها نائب رسمي أو رئيس وزراء مؤقت يتولى المسؤولية.
وزير الخارجية سيحل محل جونسون رغم عدم وجود دليل دستوري أو سابقة تاريخية
وعلى الرغم من أن داونينج ستريت قالت بالفعل إن وزير الخارجية دومينيك راب سينوب إذا لزم الأمر، إلا أنه لا يوجد أي دليل حول مثل هذه الظروف في دليل مجلس الوزراء الذي يحدد القواعد والاتفاقيات لإدارة الحكومة، وليس هناك أسبقية تذكر يمكن الاعتماد عليها.
ولدى سؤاله عمن سيترأس لمنصب رئيس الوزراء، قال المتحدث باسمه: "لرئيس الوزراء سلطة تفويض المسؤولية لأي من وزرائه، لكنه الآن رئيس الوزراء ومن ثم وزير الخارجية".
وبالعودة في تاريخ المملكة المتحدة قليلًا للبحث عن وقائع مشابهة، نجد أنه في يونيو 1953، عانى رئيس الوزراء آنذاك ونستون تشرشل من سكتة دماغية أثناء توليه منصبه، وظل مرضه سرا لدرجة أن بعض كبار الوزراء لم يكونوا على علم، إلا أن تشرشل فاجأ الأطباء بالتعافي ليواصل مهامه، وعاد إلى داونينج ستريت وأدار الحكومة بعد شهرين من المرض.
حديثًا، خضع توني بلير مرتين لعلاج مرض في القلب أثناء توليه رئاسة الوزراء في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وفي كل مرة يخفض عبء عمله لفترة قصيرة لبضعة أيام، وقال المسؤولون حينها إنه لو عجز بلير، لكان نائبه جون بريسكوت قد تولى منصبه حتى انتخاب زعيم جديد.
جونسون يقود الحكومة منذ الإصابة.. وخبراء: يجب أن يحدد الدستور شكل خلافته
وقال بوب كيرسليك، رئيس الخدمة المدنية من يناير 2012 إلى سبتمبر 2014 ، إن دور جونسون كان حاسمًا في هذا الوقت، حيث استمر في قيادة جهود الحكومة من خلال استخدام المؤتمرات عن بعد رغم الإصابة بكورونا، مشددًا على أن القيادة المرئية ضرورية.
وقال كيرسليك في حديث لشبكة "سكاي نيوز" الشهر الماضي بعد أن جاءت نتائج اختبار جونسون إيجابية، إن المسؤولين سيحتاجون إلى معرفة ما سيحدث إذا لم يتمكن كبار الوزراء من أداء وظائفهم.
وقال بيتر بون، أحد المشرعين في حزب جونسون، الذي حاول مرارا إدخال قانون لإضفاء الطابع الرسمي على من سيحل محل رئيس الوزراء في حالة العجز، في الشهر الماضي إنه لا يبدو أن أحدا يعرف ما سيحدث، مضيفًا لصحيفة "ميرور": "في حالة الطوارئ الوطنية، لا نريد أن يزداد القلق بشأن المسؤول".