عمال مشروع تطوير مصر الجديدة: تشجيع الريس مقوينا.. مش خايفين من كورونا
الشغيلة: سايبين بيوتنا علشان نخدم بلدنا واستنوا تشوفوا بعنيكم
عمال مصر الجديدة
في ظل التخوف العالمي المتزايذ من وباء كورونا لازال العمال المصريون يكدون عرقا حتى لا تتوقف عجلة التنمية والتطوير، غير مكترثين بهذا الوباء المستجد ما يشغل بالهم في تلك المرحلة إنجاز المهمات المكلفين بها، ومع تزايد أعداد الإصابات بهذا الفيروس تبدأ الشركات التي تعمل في المشروعات القومية زيادة التدابير الاحترازية اللازمة لمواجهة كورونا حفاظا على العاملين في المشاريع، الجميع يرتدي الكمامات والجوانتي ولا يسمح للعاملين بالتجمع في منطقة واحده منعا لانتقال العدوى.
شارع طويل وممتد يبدأ من شارع جسر السويس حتى ميدان الالف مسكن، العمال منتشرين بشكل لافت للنظر، مقسمون إلى مجموعات لكل منها قائدها، والذي يتخلص دوره في توزيع المهام اليومية على فريقه، هذا القائد يتغير يوميا، ويتغير معه فريق العمل التابع له.
تتحرك عقارب الساعة نحو الحادية عشر والنص، ترفتع حرارة الشمس، يختبأ بعض المواطنين في ظلال العمارات، ولكن هناك فئة ترفض ترك أماكنها، مهما كانت ظروف الطقس، يعملون بجهد كبير حتى يتمكنوا من توزيع أكبر عدد ممكن في "البندورات" وهي عبارة عن حوائط صد خرسانية يتم تثبيتها كجدار لأحواض المزروعات إلى جانب وضعها كأساس قبل البدء في وصف ممرات المشاة، حيث تستخدم كحوائط، يتم توزيعها من خلال العمال على الموقع، بواسطة "لودر" صغير، يتحرك في الموقع بخفة كبيرة حاملا أطنان من تلك الكتل الخرسانية، ثم يقوم بإنزالها بشكل منفرد، ليقوم العمال بعد ذلك بوضعها في أماكن حددت لها سابقا، بوضع معين، حتى يأتي عامل البناء، ويقوم بوضعها جنبا إلى جنبا وتثبيتها بـ"المونا" حتى تتماسك وتزداد قدرتها على حجز الرمال وكذلك الأشجار التي تزرع بداخل الأحواض، إلى جانب قدرتها على صد المياه حتى لا تتسرب إلى الشارع أثناء ري النباتات.
حجاج: بنشتغل بأقصى جهد علشان ننجز المشروع في أسرع وقت.. ووقت الراحة بنقضيه في الموقع
محمد حجاج، 27 سنة، أحد العاملين بالمشروع، تقتصر مهمته اليوم على توزيع "البندورات" بامتداد الشارع: "الشغل بيتغير كل يوم بحسب الاحتياج، النهاردة بوزع بندورات وبكرة عادي لو اشتغلت في البلاط"، يبدأ يوم حجاج الساعة السادسة صباحا، يستيقظ بعد أن قاوم النعاس، وبرودة الطقس في تلك الوقت، ليتوجهه بعد ذلك إلى "الكرفان" المكان المخصص لتجميع العمال حتى يتم توزيعهم على مناطق العمل: "الشغل في مشاريع قومية شرف لنا، وذكري حلوة نفتكرها بعدين".
يشير" حجاج" إلى أنه يتم توزيع كمامات وجوانتي على العمال كل صباح، على أن تنتهي مواعيد العمل الرسمية في الخامسة مساءا، كي يعادوا إلى أماكن سكنهم في مدينة نصر: "كورونا إيه اللي نخاف منها ولا فارق معانا، احنا معانا ربنا، وكمان لو قعدنا وبطلنا شغل حال البلد يقف وحالنا كمان يقف، بنشتغل بطاقة اكبر كمان من قبل كدة".
يلمح "حجاج" إلى أن عملية إزالة الجزيرة الوسطى تم بشكل علمي، حيث أن مساحتها كانت 12 مترا، تم اقتطاع 8 أمتار منها وإضافتها يمينا ويسارا، على أن تكون الجزيرة الحديثة على مساحة 4 أمتار فقط، حتى لا تعيق حركة مرور السيارات.
ويقول محمد شعبان، 33 سنة من محافظة المنيا، أنه يعمل في المشروعات القومية منذ 7 سنوات: "شاركت في تطوير استاد القاهرة الدولي ومبسوط إني بشتغل في مشروع خدمي مهم زي ده، مش مسموح لينا نقعد قريبين من بعض، ولو حد قلت الكمامة بيتجازي".
تحركت عقارب الساعة نحو الثانية عشر ظهرا، وهو الموعد المخصص لتناول وجبة الغداء، لا يمكن لهم أن يتركوا مواقعهم، الجميع يتجمعون بجوار المعدات يفترشون أرض الموقع بكشائر الأسمنت الفارغة، على أن تنتهي فترة الراحة في الواحده ظهرا، تناول الغداء في الموقع له طقوس خاصه، الجميع يلقى متاعبه اليومية جانبا، ويكون المرح سمة أساسية لوقت الراحة، لا تغيب عنهم روح الدعابة، القليل من الفول وأقراص الطعمية والخبز الساخن، بمثابة وجبة دسمة لهم، حيث أنهم إعتادوا على أن يكون الغداء بسيط حتى يتمكنوا من مواصلة العمل دون خمول بعد الغداء.
على "لودر" صغير جلس رضا عادل، 25 سنة من محافظة المنيا، وبجواره جلس العمال متابعدين على الأحجار بعد أن انتهوا من تناول وجبتهم، ستة أشهر قضاها "عادل" في شوارع مصر الجديدة، مهنته ذات طبيعة خاصة تتطلب منه القدرة العالية على التحكم في مركبته الصغيرة، حتى يتمكن من وضع الأحجار ومواد البناء في مواضعها التي خططت لها الإدارة الهندسية للمشروع، يقول "عادل" إنه يعمل على تفريغ حملات السيارات الكبيرة، وتشوينها في الموقع قبل توزيعها: "شغلنا مهم جدا لأننا بتوسع الشوارع علشان نخفف الزحمة".
وعن إجراءات السلامة المتبعة في الموقع، يقول "عادل" أن هناك التزام كبير من جانب العمال وعند شعور أحدهم بالتعب يمنح إجازة، وعند الجلوس لتناول الغداء يتفرقون في جماعات صغيرة حول الطعام.
لا يختلف عمله عن باقي العمال بل يزيد أهمية في بعض الأوقات حيث أنه الحارس الأمين على أرواح العاملين بالمشروع، أحمد السيد، 35 سنة، من محافظة سبين الكوم، يعمل "سيفتي" مهتمه تقتصر على وضع معدات الأمان والاستاندات حتى يحمي العمال من السيارات: "أول ما استلم الموقع بخرج المعدات، الحفار واللودر وأدوات الرفع، وبحط الاستاندات، شغلي بيبدأ من 8 الصبح لحد 8 بليل، وبعد كدة يستلم مني شيفت بليل"، يعمل "السيد" أيضا على تهيئة الطريق حال خروج المعدات: "بظبط الطريق علشان مفيش آله تخبط في عربية ولا يحصل أي مشكله".
يمسك بطرف الحديث، خالد السيد مهندس مساحة ويؤكد أن أعمال المساحة في المشروع لا تقل أهمية عن باقي أقسام المشروع، حيث أنه يتم من خلالها، ضبط الميل في الشوارع حتى يمكن وضع ممرات للمطر في الجانب الاخر من الطريق، بدلا من حفر الطريق ووضع المواسير: "الجنينة كانت فاضية وأشجارها قديمة، وكانت مليانة قمامة، والقهاوي بتستغلها، وبترني الزبالة فيها، ده غير الباعة الجائلين اللي كانوا مالين الميدان، كل ده تم القضاء عليه بشكل تام"، ويتابع: "بظبط الميول علشان المطر ميركنش في مكان، بعملها بميل برميه الناحية التانية علشان مقطعش الطريق بالمواسير"