الخفاش المصري.. يتغذى على الفاكهة ومتهم بنشر وباء إيبولا
في الوقت الذي ازداد فيه الحديث عن الخفافيش في العالم خلال الأشهر القليلة الماضية، نتيجة اتهامها بالتسبب في تحور فيروس كورونا وانتقاله بين البشر ليصبح جائحة عالمية، أصبحت الخفافيش خلال الساعات الماضية حديث الساعة بعد أن هاجمت قرية الحزانية في محافظة القليوبية، إلا أن الخفاش المصري له طبيعته الخاصة.
وحسب الموقع الرسمي للمنظمة الدولية للحفاظ على الخفافيش، الخفاش المصري يعرف بأنه خفاش الفاكهة، ويطلق عليه اسم روزيتا Rousettus، ويوجد 10 أنواع من الخفافيش تندرج تحت خفافيش الفاكهة المصرية، والتي تعيش في معظم أنحاء قارة أفريقيا، وخاصة في مصر.
ويمكن العثور عليها أيضًا في تركيا وقبرص إلى باكستان وشبه الجزيرة العربية، وتعيش في مجموعة متنوعة من الأماكن ذات الطبيعة المختلفة التي تتأقلم معها بسهولة، من الأراضي المنخفضة إلى الجبال، ومن الأماكن الجافة إلى الاستوائية، وتسكن في المقابر والمباني القديمة المهجورة، والشقوق الصخرية، وأشجار الحدائق، ومزارع التمر.
خلال طيران خفافيش الفاكهة المصرية في الظلام ، يطلقون مكالمات صاخبة وطقطقات عالية النبرة، حتى يمكنهم تحديد مواقعهم وأماكنهم بالصدى، وهي الجنس الوحيد من الخفافيش الكبيرة الذي تستخدم صدى الصوت من أجل التواصل وتحديد المواقع..
النظام الغذائي لخفاش الفاكهة المصري هو عصائر الفاكهة ورحيق الزهور وثمار النخيل البري، وخلال الحصول على الرحيق من الزهور المختلفة، تحمل هذه الخفافيش حبوب اللقاح من مكان إلى آخر، أي أنها تساعد على تلقيح العديد من أشجار الغابات المطيرة الاستوائية.
وتعيش خفافيش الفاكهة المصرية في مجموعات صغيرة يمكن أن تتكون من خفاشين أو ثلاثة، أو مجموعات كبيرة وضخمة يمكن أن يصل عدد الواحدة منها إلى ألفي خفاش، وتتجمع الخفافيش من الذكور والإناث معا في مستعمرة بالقرب من بعضها البعض، مما يجعل الاتصال الجسدي دائم ومتواصل، خاصةً مع صغارها.
عادة ما تلد هذه الخفافيش طفل واحد فقط كل عام، ولكن في بعض الأحيان يكون لديهم توائم، والخفافيش الأم تحمل صغارها في البداية، ثم تتركهم في مخبأهم وهم يبحثون عن الفاكهة، ويبلغ عمر الأطفال حوالي 3 أشهر قبل أن يتعلموا الطيران بمفردهم، كما يبقى الصغار في نفس المستعمرة التي تعيش فيها أمهاتهم وآبائهم في معظم حياتهم إن لم يكن كلها.
ويصل طول جسم خفاش الفاكهة المصري إلى 15 سم، وطول جناحيه إلى 60 سم كمعدل وسطي، ويزن 160 جراما تقريبا، وتكون الذكور منها أكبر حجماً من إناثها، كما أنه يطلق عليه "الثعلب الطيار" لطول أنفه الذي يشبه أنف الثعلب، ويعتبر من أقدم الخفافيش وأقواها وأضخمها.
خفاش الفاكهة المصري موضع اتهام بالتسبب في نقل الفيروسات والأمراض الخطيرة، ففي عام 2014، قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، عبر موقعها الرسمي، إن فيروس إيبولا القاتل انتشر في غرب إفريقيا بسبب تناول بعض أنواع الحيوانات البرية كغذاء بما في ذلك بعض خفافيش الفاكهة.
وأكدت المنظمة في تقرير لها، أنها تعتقد أن المصدر الأكثر احتمالاً للفيروس، والذي يُحتضَن عادة دون ظهور أعراض سريرية للمرض، هو خفافيش الفاكهة، التي عادة ما تؤكل مجففة أو في حساء حار، في بعض مناطق غرب إفريقيا، ويجب الآن تجنبها كلياً.
وأثبتت دراسة سابقة أجراها باحثون في جامعة "كامبريدج" الأمريكية، أن خفافيش الفاكهة يمكن أن تكون موطنا لأنواع عديدة من الفيروسات، أبرزها فيروس "لاجوس" والفيروسات "المخاطانية"، ويمكن أن تنتقل هذه الفيروسات من الخفافيش للإنسان بسهولة.
تعليقات الفيسبوك