فى الوقت الذى يجلس فيه الأطفال بمنازلهم يشاهدون أفلام الكارتون ويلعبون مع أشقائهم، كانت آلاء عبدالرحمن، 11 عاماً، من قرية المعتمدية التابعة لمحافظة الجيزة، واحدة من المتطوعين بالقرية الموضوعة تحت العزل الصحى، بسبب اكتشاف عدة حالات إصابة بفيروس كورونا داخلها، تؤدى مهمة بتسجيل البيانات الشخصية لغير القادرين، وتسليم كشوفات بأسمائهم للحصول على شنط المواد الغذائية.
تخرج «آلاء» من بيتها فى الثامنة صباحاً، متوجهة إلى المعهد الأزهرى بالقرية، لتبدأ فى القيام بمهامها التطوعية، التى اتفقت على تنفيذها مع والدها، باعتباره مسئولاً عن إحدى مبادرات توزيع السلع الغذائية على أسر العمالة اليومية ومحدودى الدخل: «قلت لبابا عايزة أساعده ويكون ليّا دور فى الأزمة وأسند جيرانى وأهلى فى القرية»، وتتبع الإجراءات الوقائية، بوضع كمامة وقفازات وتطهير وتعقيم المكان الذى تجلس فيه باستمرار، وأيضاً تنظيم صفوف المواطنين، بحيث يقفون على مسافات متباعدة. «برافو عليكى يا آلاء»، أول إشادة تحصل عليها كانت من والدها مشجعاً إياها على العمل التطوعى، وعلى تنظيم وقتها بين العمل واستكمال مشروعها البحثى، المقرر تقديمه على موقع وزارة التربية والتعليم خلال الأيام المقبلة: «بعد ما باخلص شغل باروح البيت أذاكر كويس عشان أحضر للمشروع بتاعى»، ورغم المجهود الكبير الذى تبذله يومياً، فإنها لا تشعر بإرهاق أو تعب، بل تشعر بفخر وهى تقوم بهذه المهمة.
تعليقات الفيسبوك