"الطيب وجمعة وعلام" يصلون الجمعة "ظهراً" والتراويح فى منازلهم
المؤسسات الدينية تلجأ إلى الدعوة الإلكترونية لتلبية حاجة الناس الروحية
شوقي علام
يشهد رمضان هذا العام تغييرات كبيرة فى العادات والعبادات بسبب انتشار فيروس كورونا، حيث استمر الإغلاق الكلى للمساجد ومنع صلاة الجمعة والجماعة خشية انتشار الفيروس، الأمر الذى حمل قيادات المؤسسات الدينية الثلاث؛ الأزهر والإفتاء والأوقاف، على أداء صلوات الجمعة والتراويح فى منازلهم، فيما لجأت المؤسسات إلى التحول السريع للدعوة الإلكترونية لتلبية حاجات المواطنين الروحية فى هذا الشهر الفضيل.
وقالت مصادر بمشيخة الأزهر، لـ«الوطن»، إن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، سيؤدى صلاة الجمعة، اليوم، ظهراً فى منزله بالأقصر، وكذلك صلاة التراويح، حيث يوجد خلال تلك الفترة هناك، بسبب وباء كورونا.
وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، فى بيان، مساء أمس، أنه سيصلى فى منزله، قائلاً: «بإذن الله، وإن كان فى العمر بقية، سأصلى الجمعة الأولى فى رمضان بمنزلى، وكذلك التراويح».
ويصلى الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، الجمعة والتراويح فى منزله، غير أنه لم يحسم، هل سيكون ذلك فى منزله بالقاهرة، أم فى البحيرة، حيث مقر إقامة العائلة.
وقررت دار الإفتاء المصرية التوسع فى خدمة الفتاوى الإلكترونية لتكون على مدار اليوم، وعدم التقيد بمواعيد عمل محددة، كما كان الأمر من قبل، وذلك مع زيادة الإقبال من السائلين عبر موقع الدار والتطبيق الإلكترونى.
فيما أطلقت وزارة الأوقاف إدارة كاملة للتحول الرقمى، سمّتها إدارة الدعوة الإلكترونية، وقال الشيخ جابر طايع، وكيل أول الوزارة، إن العمل الدعوى إلكترونياً ليس جديداً على الوزارة، إلا أنها تتوسع فيه الآن بشكل كبير، وخصصت له إدارة كاملة، فى ظل الظروف الراهنة، وأطلقت العديد من التطبيقات والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى، وكثفت العمل عليها، فى ظل تحول أغلب العمل الدعوى للمجال الإلكترونى بعد قرار الوزارة إغلاق جميع المساجد.
وأضاف «طايع»: تقرر إطلاق إدارة متخصصة لتلبية حاجات الناس المتزايدة على الدعوة، ومواكبة ما يشهده العالم كله من تحولات فى مجال ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعى.
وتابع: «قامت الإدارة مؤخراً بإطلاق دورة الفكر المستنير الإلكترونية للدعاة والواعظات، وقد لاقت إقبالاً كبيراً من الدعاة والأئمة»، وأوضح أن العمل بالإدارة لن يكون مرتبطاً بالوقت الحالى والظروف الراهنة، ولكن يظل عمل الإدارة مستمراً بعد انتهاء أزمة وباء كورونا، وسيتم التوسع فى العمل الدعوى الإلكترونى، لأنه آلية جديدة جاذبة للشباب ولتقوم الوزارة بسد الفراغ الدعوى والدينى على مواقع التواصل الاجتماعى والإلكترونى بصفة عامة، ووقف حالات الاختطاف الفكرى للشباب على تلك الوسائل.
وأوضح وكيل أول الوزارة أنه يجرى حالياً العمل على وضع قواعد لاختيار من يعملون بهذه الإدارة، وستتم الاستفادة فى ذلك بجميع الأئمة والواعظات ممن اجتازوا بتفوق دورات الحاسب الآلى ودورات السوشيال ميديا بأكاديمية الأوقاف لتدريب الأئمة والواعظات وإعدادات المدربين.
وأطلقت مشيخة الأزهر العديد من الحملات الإلكترونية التوعوية على «فيس بوك وتويتر وإنستجرام»، منها ما تم تخصيصه للتوعية من فيروس كورونا، وتزويد أفراد المجتمع بكافة المعلومات والرسائل التوعوية، والإرشادات اللازمة، للقيام بدورهم فى مكافحة فيروس كورونا، وتوضيح أعراض الإصابة، وطرق انتقال العدوى، وكيفية التعقيم، وعرض التوصيات النموذجية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية لمتابعى صفحات التواصل الاجتماعى بالأزهر، فضلاً عن تزويد المتابعين بأدعية ورسائل من الهدى النبوى فى التعامل مع الأمراض والأوبئة، وأطلق مجمع البحوث الإسلامية حملة توعوية إلكترونية لمواجهة الشائعات، وأطلق المركز العالمى للفتوى، التابع للمشيخة، حملة «أُذن واعية» لحثِّ الناس على التعاون والترابط فيما بينهم، ومواجهة السلوكيات والظواهر السلبية التى تطرأ فى أوقات الأزمات، لا سيَّما أزمة كورونا «كوفيد - 19».
دعوة مقيمى موائد الرحمن لتوزيع أموال البر على الفقراء
من ناحية أخرى، دعت وزارة الأوقاف ومركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية مقيمى موائد هذا العام للتبرع بأموال الموائد بعد قرار منع إقامة موائد الطعام. وقال الدكتور أسامة الحديدى، مدير مركز الأزهر، لـ«الوطن»، إنه يمكن لمن يقومون بإعداد الموائد فى القرى أن يقوموا بطهى الطعام وتوزيعه على الأسر الفقيرة فى منازلهم حتى نتلاشى التّجمّع والزحام، كما يمكن توزيع الأطعمة مغلفة بدون طهى؛ حتى نحقق التكافل المجتمعى فى ظلّ هذه الظروف.
ودعت وزارة الأوقاف، فى بيان لها، جميع أهل الخير ولجان البر والجمعيات والجهات التى كانت تقيم موائد إفطار فى الشهر الكريم أن تبادر بإخراج ذلك نقداً أو سلعاً غذائية للفقراء والمحتاجين قبل دخول الشهر المبارك، مع تأكيد أن النقد أنفع للفقير لسعة التصرف فيه.