أطباء نفسيون: الأعمال الدرامية العسكرية تعزز الولاء والانتماء
فرويز
"في ثمانينيات القرن الماضي عرض ولأول مرة مسلسل رأفت الهجان الذي يحكي ملحمة بطولية للمخابرات المصرية، حينها التف الشعب حول هذا المسلسل حتى إنه لم يكن هناك شخص واحد لا يعرف شيئا عنه، بل إن الجميع كان يلتف حوله يوميا كي يعرف ما آلت إليه الأحداث"، بهذه الكلمات بدأ دكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، كلامه والذي أكد من خلاله على أن الأعمال الدرامية العسكرية لها دور بالغ الأهمية في تعزيز الولاء والانتماء لدي المواطن لما تحمله من تفسيرات منطقية لأحداث سمع المواطن عنها ولكن لم يرها.
وتابع استشاري الطب النفسي "لما الفرد بيشوف بعنيه حاجة ويكون عنده خلفية معلوماتية عنها، بيتولد لديه يقين يستحيل زعزعته"، ويشير إلى أن تلك الأعمال تسرد قصصا وأعمالا بطولية، وهذا ما يولد شعورا خفيا لدى المواطن أنه يعيش داخل العمل ويدرك ما يدور من حوله، حيث إنه يعزز من قيمة الوطن لدى المواطن: "حب الوطن غريزة عند كل واحد وعلشان تتحرك الغريزة لابد من عوامل خارجية تؤثر عليها وتحركها، والأعمال دي بمثابة المفتاح اللي بيحرك الغريزة".
وطالب "فرويز" بضرورة أن يتم إنتاج تلك النوعية من الأعمال بشكل مستمر لما لها من صدى كبير على المواطنين والقدرة على تعزيز الثقة بين الشعب والجيش.
يمسك بطرف الحديث دكتور أحمد عيسى الإخصائي النفسي، ويقول إن الأعمال الدرامية تؤثر بشكل مباشر على المخ، ومن ثم يؤدي ذلك إلى تولد شعور داخلي ورغبة في التصدي لمحاولات هدم الدولة، وهذا يثبت بشكل واضح السبب الحقيقي في ازدياد أعداد المتقدمين للكليات والمعاهد العسكرية في الآونة الأخيرة، وذلك لأن تلك النوعية من الأعمال تدعم المعلومات المتراكمة في الخلفية الذهنية من المخ ومن ثم تحرك لدي الفرد غريزة الدفاع عن الوطن.
ويقول دكتور محمد وائل، أخصائي الطب النفسي، إن الأحداث الأخيرة ولدت لدى المواطن رغبة في الانتقام ممن أرهبوهم لسنوات: "الأعمال دي وحدت الصفوف من تاني، وقت فيلم الممر كان أغلب المتابعين شباب وأطفال، وده رجع تاني الثقة المتبادلة بين الشباب والكبار، لأن دايما كان جماعات السر بتحاول تهز الثقة دي من خلال الترويج لفكرة إن الآباء مخطئين وهم سبب مانحن فيه الآن وأن الشباب هم الثوار، الذين لا يجب أن ينحازوا للأباء، لكن النوعية دي من الأعمال وحدت الصفوف من تاني".