إقبال كثيف على شراء المحاصيل الزراعية.. والتجار: تكافح الأمراض
فارس بدوى
تماشيا مع الأوضاع الراهنة التي تشهدها البلاد بسبب انتشار فيروس كورونا، شهدت أسواق الخضراوات الجملة والتجزئة، إقبالا كثيفا من قبل الزبائن على عدد من المحاصيل ومنها "البطاطس" والذى تدرج سعر الكيلو فيها من 3 جنيهات فى سوق الجملة، وحتى 5 جنيهات في أسواق التجزئة، فيما تدرج كيلو "البصل" من 4 جنيهات، جملة، وحتى 6 جنيهات بالتجزئة، أما الليمون والذي تضاعف الاقبال عليه بصورة لافتة ليسجل الكيلو فيه نحو 13 جنيها جملة، وحتى 15 جنيها بأسواق التجزئة، فيما سجلت "الفراولة" فى سوق الجملة 10 جنيهات للكيلو، وزادت 2 جنيه فى التجزئة، مشيرين إلى توقعاتهم باستمرار الإقبال حتى الانتهاء من أزمة الفيروس.
طارق الحلوانى، 50 عاما، تاجر بطاطس بسوق العبور، وابن محافظة سوهاج، الذى جاء إلى سوق العبور بصحبة والده منذ أكثر من 40 عاما، لتجارة الخضراوات، يقول: "من يوم ما وعيت على الدنيا وأنا بشتغل هنا فى السوق، لأن دى كانت شغلانة أبويا وكنت باجى معاه وأنا صغير، ولما مات أنا شيلت الشغل مكانه"، مضيفا أنه مع بداية ظهور فيروس "كورونا" زاد إقبال المواطنين عليه لشراء "أجولة" البطاطس، وتخزينها لديهم بدل من شراء كميات كبيرة من أسواق التجزئة بأسعار ترتفع عن الجملة: "البطاطس كان بيبقى عليها سحب فى الطبيعى، لكن دلوقتى السحب بقى مضاعف، خصوصا من الناس اللى بتيجى بعربياتهم كل شهر تاخد كميات كبيرة جملة".
وأوضح أن سعر الكيلو الواحد من البطاطس يتراوح بين جنيهين ونصف إلى ثلاثة جنيهات، ومتوفرة داخل السوق بكميات كبيرة تكفى لمدة طويلة: "أحسن بطاطس عندنا فى السوق ما تزدش عن 3 جنيه، ومفيش فيها نقص بالعكس".
وأنهى "الحلوانى" حديثه، بقوله: "مش عارف إيه علاقة البطاطس بالفيروس، بس أكيد الناس عندها سبب لزيادة الطلب عليها".
من جانبه يقول فتحى عدلى، فى أوائل الخمسينيات، وتعود جذوره إلى محافظة سوهاج، يعمل بهذه المهنة منذ 30 عاما: "سوق العبور يعد أكبر أسواق الخضار، ومعروف إن زباينه بتيجى تشترى بالجملة مش بالكيلو، ودايما مليان بالزباين"، مضيفا أنه منذ سماعه عن أزمة انتشار الفيروس، أصبح يشهد تضاعف الكمية المطلوبة من البطاطس والبصل، من قبل تجار التجزئة والمواطنين الذين اعتادوا شراء احتياجاتهم من الخضار بالذهاب إلى أسواق الجملة: "التاجر إللى كان بياخد منى 10 أشولة بطاطس بقى ياخد 20، ونفس الكلام فى البصل، مع إن كل حاجة موجودة مش هتخلص".
ويتابع: "رغم إن الطلب كتير إلا إن الأسعار قليلة ومفيش فيها أى زيادة".
وأضاف "عدلى" أنه سمع عن أن هناك علاقة بين الفيروس والخضراوات التى تحتوى على أنواع عدة من الفيتامينات التى تقوى الجهاز المناعى لدى الفرد، لذلك يرى أن هذا هو السبب الرئيسى سواء فى زيادة عملية التصدير أو البيع داخل الأسواق: "الناس عاوزة تحافظ على نفسها بأى شكل، وأهم حاجة حماية الجهاز المناعى".
لم يختلف الوضع كثيرا داخل سوق 6 أكتوبر، إذ شهدت عدد من المحاصيل الزراعية إقبالا كبيرا من قبل التجار والمواطنين، مع بداية أزمة فيروس "كورونا"، منها البطاطس والبصل والليمون والفراولة، فيقول فارس بدوى، 51 عاما، تاجر خضار بالسوق، إن الأسعار داخل أسواق الجملة منخفضة على الرغم من الإقبال الذي تشهده على عدد من المحاصيل.
وتابع: "البطاطس الصغيرة سعرها 2 جنيه، والكبيرة 3 جنيه، والبصل الأبيض الجديد يتراوح ما بين 3: 4 جنيه، لكن البصل الأحمر سعره 4 جنيه".
وأضاف "فارس" أن سعر الكيلو الواحد من الليمون يسجل 13 جنيها، فيما سجلت الفراولة 7 جنيهات للكيلو الواحد.
وأنهى "فارس" حديثه، بقوله: "السوق وضعه طبيعى وحركة البيع والشراء فيه كويسة، والفيروس مش مأثر على شغلنا الحمد لله".
أما عصام سلطان، 47 عاما، تاجر خضراوات بسوق 6 أكتوبر، منذ 20 سنة مضت، إذ ترك مسقط رأسه بمحافظة قنا، وجاء إلى القاهرة بصحبة والده، للعمل فى تجارة الخضروات والفواكه داخل السوق، يقول: "أبويا هو إللى علمنى الشغلانة دى، ولما خلصت الدبلوم إشتغلت معاه"، مضيفا أن هناك إقبالا كثيفا على شراء الفراولة مع بداية نزولها إلى الأسواق، إذ انخفض سعرها مع حلول فصل الصيف بسبب توفرها بكميات كبيرة: "الفراولة أول ما نزلت كانت بتتراوح ما بين 20 جنيه لـ 15 جنيه، لكن دلوقتى بقت بـ 10 جنيه".
وتابع "سلطان" أن الفيروس ساعد في ازدهار حركة البيع والشراء داخل أسواق الخضار والفاكهة، لاحتوائها على فيتامينات عدة تساعد فى تقوية المناعة، وبأسعار فى متناول الجميع: "الفترة دى الناس محتاجة تأكل حاجات فيها فيتامينات، والخضار والفاكهة يعتبر أسعارهم أرخص حاجة".فى نفس السياق شهدت مجموعة المحاصيل الزراعية المذكوره أعلاه، إقبالا كبيرا من قبل المواطنين داخل أسواق التجزئة، وذلك بحسب رجب الخضرى، 45 عاما، بائع خضار بمنطقة الدقى، إذ أكد على مضاعفة كمية السحب لديه خاصة على الليمون والفراولة، فيقول: "البطاطس والبصل طول الوقت عليهم سحب، لإن وجودهم أساسى فى كل بيت زيهم زى العيش"، مضيفا أن الليمون والفراولة بدأ أن تتناقص الكميات المعروضه منها داخل السوق، نظرا لزيادة الطلب عليهم: "البطاطس سعرها 5 جنيه، والبصل 6 جنيه، والليمون فيه ب 15 جنيه وفيه 20 جنيه، والفراولة 12 جنيه".
أما عبدالله محسن، 36 عاما، بائع خضار بشارع سليمان جوهر منطقة الدقى، أوضح أن زيادة الإقبال على تلك المحاصيل يعود للخوف الشديد لدى المواطنين، الذين يبحثون عن أى طريقة لتأمين صحتهم وصحة ذويهم من الإصابة بالفيروس، وذلك لإحتوائها على فيتامينات عدة، فيقول: "كان فيه كمان إقبال كبير على البرتقال لكن خلاص دلوقتى ما بقاش الموسم بتاعه، طبعا عشان فيتامين سى والبرد والإنفلونزا".