"حطم أصنامهم بفأس العقل فقتلوه".. "الخطيب" يحكي قصة اغتيال فرج فودة
الدكتور فرج فودة
تناول الكاتب الصحفي أحمد الخطيب مدير تحرير جريدة "الوطن"، في موضوع حلقة اليوم من برنامج "كلم ربنا" المذاع على الراديو 9090، المفكر الراحل فرج فودة.
وقال "الخطيب"، إن المفكر الراحل هو شهيد عظيم، اختار طريق العقل، أي الاستقلال وعدم الخضوع لمرشد أو أمير جماعة أو حتى شيخ طريقة، متابعًا: "معناه أن الماضي مينفعش يكون قاضي يحكم على الحاضر اللي ماشفهوش أو الحاضر مينفعش يكون حكم على الماضي اللي معاشهوش، والعقل يقول إن كل زمان له رجاله، ومشكلاته وتحدياته وكل عصر وله آذان، والعاقل هو من يعرف كيف يصبح أن يكون ابن زمانه ويفهم قيمة التفكير في المستقبل والعمل للغد في ذات الوقت".
وأضاف، أن فرج فودة كان لديه الشجاعة الأدبية في مواجهة الأفكار المتحفية التي تنشر الإرهاب والتطرف، موضحًا أن عبقريته كانت في بساطته وقدرته على فضح الأفكار "البايرة" بأسلوب بسيط.
وتابع: "بساطته مثلت أكبر تهديد للتطرف والمتطرفين، هزت عرش الكهنوت الديني وكشفت ملعوبه، عاش عمره مشدود للمستقبل، عشان كده كان طبيعي يكون هدف للرصاص الطائش من تماثيل الماضي، اللي خرجت من المتاحف وصور لها غرورها إنها تستطيع الحكم على الحاضر".
وأردف، أن فرج فودة نموذج للمؤمن الحقيقي بقضية، عاش يدافع عنها بكل طاقته وقوته، وفي الختام مات في سبيلها.
وحول سيرته الذاتية، قال الخطيب، إنه ولد في قرية الزرقا في دماياط عام 1945، وفي نفس العام الذي تخرج فيه وعين معيدًا في كلية الزراعة، استشهد شقيقه الملازم محيي الدين فودة، في حرب يونيو 1967: "عاش عمره كله يفتخر بشقيقه، حتى قابله على مقاعد الشهداء في عام 1992".
وواصل: "خاض فودة معركة التنوير لاستكمال معركة التحرير التي بدأت عام 1973، وجوهر التنوير من وجهة نظره أساسه التحرير، تحرير العقل من أي سلطة، أو سلطان، ألف كتبًا كشف فيها الأفكار المزيفة، التي تحاول كل جماعات التطرف نشرها بين المصريين، التي حولتها الجماعات لأصنام معبودة، تعامل معها بفأس العقل والعقلانية واستطاع تدميرها صنمًا وراء صنم، ودخل في مناظرات مباشرة معهم وكشف أفكارهم المتحفية أمام آلاف المصريين".
وأشار، إلى أن الشهيد كان صاحب حجة وعقل يجيد السباحة في بحار الأفكار لكي يرجع بلؤلؤة الحقيقة: "فكك في مناظراته بسهولة التي عاشت جماعات التطرف أكثر من 80 سنة تعتبرها بديهيات، وأثبت زيفها ووضح أنهم كانوا يخدعون الناس باسم الدين، وأن بعضهم تحول من خداع الناس في الدين إلى خداعهم في الدنيا، وأن الأمر وصل بهم إلى حد الدفاع عن بعض الشركات اللي لمت فلوس الناس وضيعت عليهم شقاء عمرهم".
وواصل: "فرج فودة قدر يكشف الملعوب الكبير اللي لعبته الجماعات المتطرفة على المصريين لما زيفت وعيهم بالدين والدنيا ودفعت عناصر منها إلى النصب والسرقة والقتل باسم الله، وبفضل فرج فودة بدأت نظرة ناس كتيرة لهذه الجماعات تختلف".
وأتم، أنه في اللحظة التي شعرت فيها هذه الجماعات أنه سيسحب البساط من تحت أقدامها قررت قيادتها قتل الشهيد فرج فودة، ليلقى وجه ربه قبل عيد الأضحى بساعات، بعدما كشف أن هذه الجماعات تتاجر بـ"شوية إنشاء وشوية شعارات فارغة".