سائق منسي: كان في المقدمة دائما.. وبيخاف على جنوده زي ولاده
حراز: فقدت عيني في الهجوم.. ولو كان كمينا آخر لرفعوا أعلامهم عليه
سائق المنسي خالد حراز
"لو كمين آخر لكان الإرهابيون رفعوا أعلامهم عليه، لكن هذه هي كتيبة المنسي"، هكذا يتحدث خالد محمد مستجير حراز، 27 عاما، سائق البطل الشهيد أحمد منسي قائد الكتيبة 103، والذي أصيب في معركة كمين البرث، وظل يخضع للعلاج لمدة تزيد على 5 أشهر بعد الحادث.
"فيه رجال من شكل خاص، وكل واحد على سلاحه لآخر نفس، وكانوا أبطالا ولم يستشهدوا من فراغ"، يحكي ابن مدينة المنزلة بمحافظة الدقهلية، تفاصيل الملحمة البطولية لأسود الصاعقة الذين لقنوا الإرهابيين درسا لن ينسوه أبدا.
يتذكر "حراز" أثناء حديثه لـ"الوطن" تفاصيل إصابته في تلك اللحظات العصيبة وبطولات الشهداء، "سمعنا حرس سلاح الجميع تحرك في أقل من دقيقة، حاولت أقفز من الشباك، كانت السيارة المفخخة تقترب من الكمين وانفجرت، وقع فوقي حائط، من شدة انفجار السيارة المفخخة، فلم أستطيع أن أتحرك، وفقدت الوعي ولم أدر ما حدث حولي، ولكن الضرب كان شديدا، وأشد ما هو موجود في مسلسل (الاختيار)".
وأضاف حراز، "ظللت على الأرض والحائط أعلى رجلي لنحو 4 ساعات حتى سمعت أصوات الطائرات من حولي، وكانت ضرباتها تهز مبنى الكمين، ولم أتمكن من الحركة حتى وصلت الإمدادات ونقلوني إلى مستشفى العريش، ثم انتقلت لاستكمال العلاج في مستشفى كوبري القبة بالقاهرة".
فقد ابن الـ27 عاما عينه اليمنى جراء الهجوم الغادر، وأجرى جراحات عدة في وجهه وساقيه، حتى أصبح قادرا على الحركة لكن قدرته على تحريك ذراعيه بسيطة، وأصبح لا يقدر على العمل في مهنته لا سيما أنه "قشرجي".
"خدمت مع الشهيد المقدم رامي حسانين، ثم مع الشهيد أحمد منسي، ورأيت فيه مثالا القائد، الذي يخاف على العسكري قدر خوفه على أبنائه، وكان دائما في المقدمة، وفي الصفوف الأولي لأي معركة، وكنت دائما أقود له السيارة، وأحيانا كان يقودها بنفسه".