مناعتي ضعيفة بس وافقت.. "ألماظ": استخرت الله وشاركت في نقل مصابي كورونا
المسعف
راميا حموله على المولى عز وجل، غير عابئ بما يخفيه له القدر، عالما أن ساعته لن تتقدم أو تتأخر لحظة، رغم حرصه الشديد على طفلته الصغيرة، وتخيره بين الموافقة أو الرفض على المشاركة، في نقل الحالات المصابة بفيروس كورونا، خاصة أن مناعته ضعيفة، وبنيته الجسمانية ضعيفة، لكنه لم يتردد لحظة في المشاركة في تلك اللحظات العصيبة التي تمر بها بلدان العالم، لإنقاذ أرواح أبرياء.
يروى أحمد كمال ألماظ 32 عاما، خريج معهد فنى صحي قسم فني خدمات طبية عاجلة، أحد رجال الإسعاف المشاركين في نقل حالات الإصابة بفيروس كورونا لـ"الوطن"، قصته قائلا: منذ 11 عاما وأنا أعمل في تلك المهنة، أحضر 3 مرات أسبوعيا من محافظة الدقهلية محل إقامتي للعمل هنا في دمياط، شاركت في نقل الكثير من حالات مصابة بفيروس كورونا، بينهم كبار سن، وأحدهم كان عمره لا يتخطى الـ35 عاما.
وأضاف ألماظ، أن الأخير كان يعانى من كانسر القولون، وكانت تظهر عليه أعراض الفيروس واضحة، وبعض كبار السن ظهرت عليهم الأعراض أيضا، ونقلت المصابين لمستشفيات العزل بـ"العجمي محافظة الإسكندرية، وكفر الدوار بالبحيرة، وقها بالقليوبية، وبلطيم كفر الشيخ".
وأوضح جمال: "لا نخالط مصابين كورونا بقدر الإمكان، حيث أركب إلى جانب السائق، مشيرا إلى مشاركة رجال الأمن في نقل الحالات، يسهل المهمة عليهم كثيرا".
وأستطرد أحمد قائلا: "للأسف الناس وجودها في الشوارع دليل على استهتار كبير منهم، فقد يكون بينهم من هو مصاب ولا تظهر عليه أعراض الفيروس، ويتسبب في نقله لغيره، الذي قد يتضرر كثيرا، لكونه ضعيف المناعة أو كبير سن أو مريض بمرض مزمن".
وطالب المواطنين، بالكف عن الاستهتار والبقاء في منازلهم، موجها رسالة لهم: "خليكم في بيتكم خافوا على عيالكم، وعلى نفسكم، وأحرصوا على ارتداء الكمامات".
ويضيف أحمد، "بالتأكيد بكون خايف على نفسي وأسرتي، وبعقم السيارة أول بأول، والبدلة بتتعدم بعد كل مرة بنقل حالة فيها أما الحذاء والنظارة، يتم تعقيمهم جيدا، ليتم إرتدائهم مرة ثانية"، متابعا: أنا وغيري نعيش أخطر مرحلة في حياتنا، فهي عصيبة جدا، ويوميا نكون على أعصابنا، خاصة بعد نقل كل حالة، فأنا 24 ساعة على أعصابي، خوفا على أسرتي، ولعل أصعب يوم زملائي حكوا لي عنه، هو يوم تم نقل 15 حالة مصابة، وتوفي 2.
وقال ألماظ: "مش منتظرين حاجة من حد، بتمنى فقط تقديرنا من المواطنين، لما تم إبلاغي بالمشاركة من عدمه في نقل الحالات المصابة، استخرت ربنا وتوكلت على الله، واخترت بإرادتي الكاملة الموضوع، خاصة أنه بات وارد جدا إصابة أي حد في أي مكان بالفيروس"، مشيرا لنقلهم الحالات المشتبه فيها لمستشفيات "الحميات والصدر"، أما الإيجابية فتنقل لمستشفيات العزل السابق ذكرها.