الجمال: مساعدة المحتاجين وإطعام الجائعين شكر لله على نعمة المال
وزير الأوقاف
أكد الدكتور على الله الجمال، أحد علماء وزارة الأوقاف، أن الشكر مقابلة النعمة بالقول والفعل والنية، فيثني على المنعم بلسانه، ويبذل الجهد في طاعته، ويجتنب معاصيه في السر والعلن، فالمؤمن الحق هو الذي يقر بأن ما به من نعم وفضل، مرده إلى الله وحده، قال تعالى: {وما بكم من نعمة فمن الله}، فهو في كل طرفة عين، ونبضة قلب، يشكر الله تعالى على نعمه المتجددة، بتجدد الليل والنهار، قال تعالى: {وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا}.
والشكر: دليل على صفاء النفس، وطهارة القلب، وسلامة الصدر، وكمال العقل، وهو -في حد ذاته- نعمة من الله تستحق الشكر عليها، فنشكر الله تعالى أن ألهمنا شكره، ومن هنا يتوالى الشكر ولا ينقطع.
وأشار خلال كلمته بملتقى الفكر الاسلامي، إلى أن من تمام شكر الله تعالى: أن يستعمل الإنسان نعم الله (عز وجل) فيما خلقت له، وأن يضعها في المواضع التي ترضيه، فالعين نعمة: وشكرها أن يستعملها في النظر إلى ما أحله الله، لا إلى ما حرمه الله، واليد نعمة: وشكرها أن يستعملها في الطاعة لا في المعصية، في الخير لا في الشر، والأذن نعمة: وشكرها أن يستعملها في الاستماع إلى ما يعود علينا بالثواب من الله.
والعقل نعمة: وشكرها أن يستعملها في التفكير السليم الذي يعود علينا وعلى المجتمع كله بالخير والرخاء، وكذلك المال نعمة: وشكرها أن يوجه للخير، وأن نساعد به المحتاجين، ونمسح به دموع المنكوبين، وننفقه في مصالح العباد والبلاد، وغير ذلك من نعمة الصحة والشباب والجاه والسلطان، فكلها نعم سامية، يجب أن يشكر الإنسان عليها ربه (عز وجل) بتسخيرها للخير ونفع العباد، وبالوقوف عند حدود الله تعالى.
وكذلك كل نعمة أنعم الله بها على الإنسان، يجب أن يستعملها في طاعة الله سبحانه، يقول عز وجل: {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون}.
وفي ختام كلمته، أوضح أن حقيقة الشكر: أن تكون حركات العبد وسكناته وخواطره ومشاعره، وما يتمتع به من نعم موجهة للخير، وفي سبيل الله ومن أجل مرضاته، مشيرا إلى أن الشكر نعمة تقرب العبد من مولاه، وتجعله موضع حبه ورضاه، حيث أخبر الحق سبحانه في كتابه، أن رضاه في شكره، وأن سخطه في كفران نعمته، فقال: {إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور}.