"كورونا والامتحانات" يثيران الخوف بين الطلاب وأولياء الأمور والمدرسين
طلاب الثانوية خائفون من الكورونا والامتحانات
حالة من القلق الممزوج بالخوف يعيشها حاليًا أولياء الأمور وطلاب الثانوية العامة، ليست بسبب رهبة الامتحانات فحسب مثلما كان يحدث سنويًا، لكن في هذا العام كان فيروس كورونا "كوفيد - 19" السبب الرئيسي للقلق والضغط النفسي الكبير، خوفًا من انتشار الفيروس من خلال تجمعات الطلاب أثناء فترة امتحانات الثانوية العامة.
"مؤمن": من الأفضل إلغاء مواد التربية الدينية والوطنية من أجل تقليل وتخفيف تجمعات الطلاب في مكان واحد
مؤمن عادل، طالب بالصف الثالث الثانوي الشعبة الأدبية من محافظة الأسكندرية، سيذهب إلى لجنة الامتحان خائفًا من انتشار فيروس كورونا، ومرتديًا الكمامة الطبية، مع استعمال الكحول باستمرار، حسبما أوضح، قائلا: "خايفين بس مش في ايدينا حاجة، وبصراحة احنا عاوزين نخلص من الثانوية العامة لأننا جبنا آخرنا خلاص بسبب الظروف اللي احنا عايشين فيها دلوقتي"، مشيرًا إلى أنه سيمنع التعامل المباشر والمصافحة بالأيدي مع كافة أصدقائه وزملائه، خوفًا من انتقال الفيروس إليه "إحنا مش خايفين على نفسنا احنا خايفين على أهالينا اللي في البيت".
ويرى "مؤمن" أنه كان من الأفضل إلغاء امتحانات مواد التربية الدينية والوطنية، من أجل تقليل وتخفيف عدد ساعات تجمعات الطلاب في مكان واحد، متابعًا: "هياخدوا الإجراءات والاحتياطات في المدارس، طيب والمواصلات هيحكموها إزاي بين الطلاب"، مطالبًا بمنع تجمعات الأهالي خارج اللجان وأبواب المدارس، على أن تتولى قوات الشرطة الإشراف على منع كافة صور التجمعات أثناء فترة الامتحانات.
"ميسون": ماما قالتلي لو الظروف فضلت زي ما ممكن إني أأجل السنة دي كلها عشان العدوى
فيما ترى ميسون علي، طالبة بالصف الثالث الثانوي شعبة علمي علوم، تسكن بمنطقة فيصل، أنه كان من المفترض تأجيل الامتحانات حتى تهدأ ذروة انتشار فيروس كورونا، وأنه ستكون هناك صعوبة في السيطرة على عدم انتشار العدوى مهما كانت الاجراءات والاحتياطات، قائلة: "ماما قالتلي لو الظروف فضلت زي ما هي كدة وبردو هنتمحن جوه فصول مش مكان مفتوح ممكن إني أأجل السنة دي كلها عشان العدوى".
وتوضح "ميسون" أن الخوف من الإصابة بكورونا بمثابة ضغط نفسي آخر إلى جانب الرهبة من امتحانات الثانوية العامة، مضيفة: "هلبس كمامة واستخدم الكحول ومش هسلم على أي حد وهاخد مسافة مع اي حد بتعامل معاه"، متوقعة أن ترتفع الإصابات بشكل أكبر خلال تجمعات امتحانات الثانوية العامة.
"أماني": يجب تأجيل الامتحانات حتى انتهاء فترة ذروة كورونا وانخفاض أعداد المصابين
وعلى الجانب الآخر يعيش حاليًا أولياء أمور طلاب الثانوية العاملة فترة عصيبة خوفًا على سلامة أبنائهم خلال فترة الأمتحانات، حيث ترى أماني محمد، 42 عامًا، ولي أمر طالبة بالصف الثالث الثانوي، أنه كان يجب تأجيل الامتحانات حتى انتهاء فترة ذروة مرض كورونا وانخفاض أعداد المصابين، قائلة: "ايه المشكلة لو اتاجلت شوية ومعاها يتأجل دخول الجامعة والسنة الدراسية الجديدة، ده ظرف استثنائي العالم كله عايش فيه، ورغم إننا هنا في البيت عايزين نخلص من الثانوية العامة، بس يهمني في الأساس صحة وسلامة بنتي".
تتخوف "أماني" من الاحتمالية الكبيرة للإصابة بالفيروس بين الطلاب في اللجان أثناء تأدية الامتحانات، مضيفة: "أعداد الطلاب اللي هيأدوا الامتحان كبيرة، والطالب الواحد المصاب هينقل الفيروس لعدد كبير من زمايله والمخالطين بيه، وبقى البيت بين قلق الامتحانات والخوف من الوباء المنتشر، لأن كل واحد هيتصاب هينقل المرض لأهله كلهم في البيت"، مشيرة إلى أنها خائفة أيضًا من عدم تعقيم المدارس واللجان بشكل جيد، وعدم الالتزام بالاحتياطات والاجراءات الاحترازية بين الطلاب والمعلمين.
وأكدت "أماني" أنها ستُجبر أبنتها على ارتداء الكمامة الطبية، ورش المطهر الكحولي باستمرار، وأنها مازلت تفكر في وسيلة المواصلات التي ستنقل أبنتها إلى لجنة الامتحان نظرًا لخوفها من وسائل المواصلات العامة، متابعة: "ازاي عايزين نخفف من التجمعات وفي نفس الوقت هتنزل الطلاب مع الناس اللي رايحة شغلها في نفس الوقت، وكلنا كأولياء أمور خايفين جدا ومش عارفين أولادنا هيرجعوا لينا كويسين ولا لأ".
"عباس": سألتزم بارتداء الكمامة الطبية واستعمال المطهر الكحولي بشكل مستمر
القلق والخوف لم يتوقف عند الطلاب وأولياء الأمور، بل يُعاني منه أيضًا المعلمون، ومن ضمن هؤلاء كان أحمد عباس، 30 عامًا، مدرس لغة عربية ثانوي عام، وأحد المُكلفين بالمراقبة على لجان الامتحانات، متسائلا هل ستستطيع وزارة التربية والتعليم التأمين والحفاظ على سلامة هذا العدد الكبير من الطلاب والمدرسين في ظل أزمة انتشار الوباء التي تمر بها الدولة خلال الفترة الحالية.
سيلتزم "عباس" بكافة الإجراءات الاحترازية أثناء امتحانات الثانوية العامة، سواء ارتداء الكمامة الطبية، أو استعمال المطهر الكحولي بشكل مستمر، أو التعامل عن بُعد مع الطلاب قدر الاستطاعة، قائلا: "للأسف الفيروس ممكن يتنقل واحنا بنلم الورق من الطلاب، لأن اكتر من واحد هيمسك الورق ده بعد ما كان قدام وش الطالب ساعتين أو تلاتة، ومنهم المراقب ورئيس اللجان والكنترول وهكذا".
ويُطالب "معلم اللغة العربية" بالالتزام الكامل بالكشف على الجميع قبل دخول لجان الامتحان وقياس درجة الحرارة من أجل التأكد من سلامة كافة الطلاب، "لو طالب واحد متصاب هينقل الفيروس على الأقل لكل الموجودين في اللجنة بتاعته وكل اللي اختلط بيه"، مشيرًا إلى أنه من الضروري تنظيم خروج الطلاب بعد الانتهاء من أداء الامتحان، "الطلاب بتتجمع على أبواب اللجان بعد كل امتحان يسلموا على بعض ويراجعوا مع بعض، عشان كدة لازم ننظم الخروج حتى لو اضطرينا مغادرة طالب طالب من المدرسة".
"استشاري مكافحة عدوى": يجب الكشف على الطلاب وتنظيم الدخول والخروج وتعقيم اللجان يوميًا
ومن أجل الحفاظ على سلامة الطلاب والمعلمين أثناء فترة الامتحانات والسيطرة على عدم انتقال فيروس كورونا، يجب تطبيق بعض الاحتياطات والاجراءات الاحترازية والتي توضحها الدكتورة مها التوني، أستاذ أمراض الباطنة واستشاري مكافحة العدوى بكلية الطب جامعة عين شمس، من أهمها إعداد المكان الذي سيؤدي به الطلاب الامتحانات، من حيث تنظيفه وتعقيمه جيدًا، وتحقيق التباعد بين كل طالب وآخر مسافة مترين، قائلة: "لازم المكان يكون جيد التهوية، ويفتحوا كل الشبابيك ومايشغلوش المراوح نهائيًا، ويتم الاعتماد على التهوية الطبيعية".
وتؤكد "استشاري مكافحة العدوى" أنه يجب توقيع الكشف على كافة الطلاب قبل دخول اللجان، عن طريق الفرز البصري عند البوابات باستخدام كاشف الحرارة عن بعد والسؤال عن الحمى والأعراض التنفسية، وأنه على من يظهر عليه أعراض فيروس كورونا سواء ارتفاع درجات الحرارة أو أعراض تنفسية العزل فورًا، ومن الممكن أن يتم تجهيز أماكن للعزل وحمامات خاصة بها لهؤلاء الطلاب، بالاضافة إلى الحفاظ على التباعد أثناء الوقوف في طابور الكشف قبل دخول اللجان.
وتشير "التوني" إلى أنه يجب تطهير اللجان يوميًا عقب انتهاء الامتحان ومغادرة الطلاب بالماء والكلور، وذلك لكافة الأشياء التي من المحتمل أن يلمسها الطلاب سواء المقاعد أو الحمامات أو سور السلم، مع فرض ارتداء الكمامة الطبية على الجميع طلاب ومعلمين قبل دخول اللجان، على أن يتم توفير كحول على أبواب اللجان، وأن يتم تنظيم حركة الدخول والخروج للطلاب بشكل تدريجي.