لا يعرف المعدن الأصيل للأشخاص سوى في الأزمات والمحن، كم من يد تمسك وقليل منها يفلت، وقت عصيب يمر به العالم في حالة تخبط بحثا عن طوق نجاة وسط محيط من الأزمات التي تجعل القوي ضعيف خاصة في حالة المرض وتفاقم الأزمات.
وفي تلك العتمة نجد بصيص من الأمل يبعثه "أبناء البلد" ضاربين مثلا للشهامة والشجاعة وحب الخير بإنشاء مجموعة "جروب" عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "إغاثة مرضى كورونا" يضم عددا من المتعافين من فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" الذي بات كالكابوس نتمنى ألا نراه كل ليلة، بالإضافة لمجموعة من الأطباء في جميع التخصصات سخروا جهدهم ووقتهم لتلبية احتياجات المرضى المتعثرين في إيجاد أماكن داخل المستشفيات أو البعض منهم أصحاب الأعراض البسيطة والمتوسطة من المرض ويحتاجون لاستشارات ونصائح تنقذهم.
محمد هواري أحد المتعافين من كورونا المستجد، سخر وقته وجهده لخدمة المصابين عن طريق توصيل أسطوانات الأكسجين بسيارته الخاصة وتركيب المحاليل وقياس النبض وغيرها من الأمور الطبية التي اكتسبها أثناء مرضه دون أي مقابل مادي.
وفي رسالة بالغة الإنسانية، قال هواري: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء، كلنا في نفس المركب ومش عاوز أشوف شر في أهلي ولا حبايبي عشان كدة مبخلتش إني أساعد ولأني حسيت بالمرض واللي بيسببه من عجز وألم مش عاوز غيري يحس بكده".
الاهتمام بإتباع طرق الوقاية من كورونا المستجد حتى وإن كان من المتعافين كان نمط تعامل هواري مع المرضى من تطهير والحفاظ على مسافة آمنة بينهم.
وعلى جانب آخر، قال الدكتور حسام مصطفى أخصائي الجلدية بجامعة الأزهر، أحد المؤسسين للمبادرة في حديثه لـ"الوطن"، إن الفريق يعمل على إغاثة مرضى كورونا في المنزل من حالات ظهر عليها الأعراض سواء بسيطة أو متوسطة وبعض منها من يحتاجون لأجهزة تنفس وهؤلاء حالتهم أكثر صعوبة لضرورة توفير أجهزة أكسجين لهم في المنزل، الفريق مكون من مجموعات من أطباء في جميع التخصصات متطوعين وأفراد تم تعافيهم فعليا من المرض ومشاركين دون أي مقابل.
وأوضح مصطفى، أن الأعراض البسيطة والمتوسطة لكورونا يمكن معالجتها والحد منها منزليا دون الحاجة للذهاب للمستشفى ولكن الصعوبة في الحالات الأشد أعراضا خاصة من أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن الذين يكونون في ضرورة للخضوع تحت جهاز الأكسجين والذي يجدون صعوبة من حين لأخر في توفيره.
وأضاف مصطفى، أنهم يستخدمون عدد محدد من أسطوانات الأكسجين مما تم التبرع بهم من متطوعين وعند تحسن الحالة يتم استرجاعها واستخدامها مرة أخرى لمصاب آخر.
وأشار الدكتور حسام إلى أنه من الضروري عدم تجاهل الأعراض وإن كانت طفيفة لأن المرض بينتهي وتستمر مضاعفاته من بكتيريا والتهابات بالرئة، وعن استخدام البلازما للمصابين، قال، "يتم أخذها وإعطائها للمريض في الأماكن المخصصة لذلك والمجموعة تعمل على تخفيف العبء على المرضى بالإمكانيات المتاحة".
وحذر "حسام"، من يتبع حمية غذائية ومن لديهم تاريخ مرضي أو أمراض مزمنة، بعدم التهاون في أقل الأعراض التي تظهر عليه خاصة وإن ذلك النمط من الحياة يضعف المناعة التي تساعد في سيطرة الفيروس على المريض.
وأكد أخصائي الجلدية بجامعة الأزهر، على ضرورة زيادة المتبرعين خاصة بأنابيب الأكسجين مؤقتا على أن يتم إعادتها لهم مرة أخرى بعد مرور الأزمة.
تعليقات الفيسبوك