الخوف من كورونا وشبح "عنق الزجاجة".. حيرة تسيطر على أسر طلاب الثانوية
الخوف من كورونا وشبح "عنق الزجاجة".. حيرة تسيطر على أسرة طلاب الثانوية
منذ بداية أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، ارتفع الخوف والقلق بين جموع المواطنين، بينما سيطرت درجة أكبر منه على أسر طلاب الثانوية العامة لهذا العام، لتسود حالة من الجدل في يوم 17 مايو الماضي، بعد تحديد موعد الامتحانات وعدم تأجيلها مرة أخرى في 21 يونيو الجاري.
وكانت اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا المستجد، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، حسمت عددًا من القرارت المتعلقة بالإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، وعلى رأسها تفاصيل امتحانات الثانوية العامة، بالتوافق على أن يكون موعد امتحان الثانوية العامة هو 21 يونيو، حيث حدد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بعض شروط الامتحانات، حيث جرى ترحيل موعد بدء امتحانات الثانوية العامة، لتبدأ من الساعة العاشرة صباحًا، وأن الطلاب سيدخلون اللجنة بطابور متباعد بواقع مترين بين الطالبين، بعد توزيع الكمامات عليهم والمسح الحراري والتعقيم وارتداء كل معدات الوقاية الشخصية قبل دخول المبنى المدرسي.
كما أنه سيجري تعقيم اللجان بشكل عميق قبل بدء الامتحانات، وجميع مقرات لجان السير بشكل يومي، بعد انتهاء الفترة الزمنية المخصصة للامتحان، مضيفا: "خطة التأمين تحتوي على أكثر من جزء، أهمها تقليل أعداد طلاب اللجان الفرعية، بما لا يزيد على 14 طالبًا لضمان المسافات البينية، وفتحنا عدد مقرات وضاعفنا عدد المقرات".
ومع قرب إجراء الامتحانات، وفتح باب إمكانية التأجيل اليوم، سيطرت حالة من ردود الفعل المتفاوتة بين أسر وطلاب الثانوية العامة، من خوض تجربة امتحانات العام الجاري والقضاء على شبح الثانوية العامة، أو تأجيلها خوفا من وباء كورونا وحماية أبنائهم، وهي الحيرة التي وقعت فيها هالة علي، أحد أولياء أمور لتوأم بالصف الثالث الثانوي، حيث إنها كانت تتمنى تأجيل الامتحانات بالكامل لحين انتهاء أزمة الفيروس في البلاد.
وقالت هالة، لـ"الوطن"، إن الإجراءات التي أعلنت عنها وزارة التعليم لحماية الطلاب بالامتحانات، تعتبر جيدة نظريا، إلا أنها لن تحميهم بنسبة 100% كونه لن يمكن منع تجمعاتهم قبل وبعد الامتحام أمام المدارس وخلال المواصلات في طريقة الذهاب والعودة من المدارس.
ومع خوفها الشديد على نجليها، إلا أنها قررت خوض التجربة هذا العام، مع فرض إجراءات وقائية قوية عليهم منذ خروجهم من باب المنزل وحتى العودة، قائلة: "منقدرش نعيد الكابوس ده من أول وجديد للتوأم، إحنا ما صدقنا لأنه كان صعب جدا علينا، وعشمي في ربنا كبير ينجيهم".
واتفقت معها في القرار نفسه، مايسة رأفت، والدة الطالبة "يارا" بالصف الثالث الثانوي، حيث ترى أن تأجيل الامتحانات قرارا صعبا حاليا، كون يستهلك عام جديد من حياة الأبناء، فضلا عن عدم معرفة النظام في هذه الحالة "يعني مش هنبقى عارفين هيكملوا بوكليت زي ما هما، ولا هيبقوا تبع النظام الجديد، وده مختلف عنهم فهنشتت الأولاد أكتر"، على حد قولها.
وتابعت أنه توجد احتمالية بوجود موجة ثانية من الفيروس في العالم مثلما تتداول الأبحاث والتقارير العلمية، وهو ما يعني في رأيها سرعة الانتهاء من "كابوس الثانوية العامة"، لوجود حالة كبيرة من التوتر والضغوط بين الطلبة وأولياء الأمور من الامتحانات والتي تفاقهمت مع أزمة كورونا.
لذلك تتمنى تشديد إجراءات المراقبة على الطلاب أثناء الامتحانات لتنفيذ واتباع تلك الخطوات المعلنة، والالتزام بارتداء الكمامات والقفازات، وعزل المدارس عن المناطق المحيطة بها لتجب تجمعات الطلاب خارجها بعد وقبل الامتحانات، مؤكدة أهمية تولي أولياء الأمور مهمة توصيل أبنائهم وإلغاء "أتوبيسات المدرسة" لتجنب الاختلاط.
بينما سيطرت على شيماء علي، والدة أحد الطلاب، الرغبة في تأجيل امتحانات الثانوية العامة هذا العام خوفا عليه من انتقال كورونا له ومن ثم لباقي المنزل، حيث يعاني والده من أمراض مزمنة، قائلة: "يعني متقدرش تمنع الطلاب أنهم يقفوا مع بعض أو يراجعو الامتحان أو يسلموا على بعض بنسبة كبيرة، وده اللي مخوفني".
ترى الأم الخمسينية أن خوض الامتحانات هذا العام هو مخاطرة كبيرة بصحة الأبناء والأسر، وفي الوقت نفسه بسنة كامل من عمر الطالب، وهو ما يجعلها تفكر مليا في إمكانية التأجيل، رغم مخاوفها من عودة الوباء من جديد، لذلك وصفته بـ"معادلة صعبة جدا، يعني منقدرش نعيد بهدلة الثانوية دي تاني ولا نخاطر بحياة ولادنا"، موضحة أن أصدقائها شجعوها على عدم تأجيل الامتحانات لكنها لم تحسم رأيها حتى الآن.