الحب والتكاتف من أجل حماية سكان قرية "رزيقات" من انتشار فيروس كورونا، سيطر على شباب القرية وأطباءها، خصوصا مع إعلان وزارة الصحة أن محافظات الصعيد لم تكن في قائمة الـ10 محافظات الأكثر إصابة بالفيروس، وبمبادرة "شباب الرزيقات- عائلة واحدة" تم تحويل هذا الحب إلى أمر واقع يعمل على توفير كافة خدمات الرعاية لسكان القرية مجانا.
"بدأنا العمل منذ أبريل الماضي، ولم يكن هناك حالات في القرية البالغ عدد سكانها إلى 5 آلاف نسمة، ولكن تحسبا لأي ظرف، أنشأنا المبادرة من المهندسين وأطباء ومختلف التخصصات في القرية، والهدف منع انتشار الفيروس فيها، وتوعية السكان بطرق الوقاية من المرض، ومع ذلك للأسف ظهرت بعض الحالات القليلة".. كلمات شرح بها المهندس عمرو الطاهر أحد أعضاء المبادرة تفاصيلها لـ"الوطن"، مؤكدا أن منظمات المجتمع قدمت الدعم الكامل للمبادرة.
تم تقسيم المبادرة بحسب المهندس "عمرو" إلى أربع أقسام، هو الفريق الأطباء، التبرع، الغذاء، التعقيم: "كنا نريد أن يكون عملنا منظما، فبدأنا بوضع أرقام لاستقبال الشكاوى الطبية ومن يشعر بأعراض الفيروس، ويقوم الفريق الطبي، وهو مكون من أطباء وممرضين، ومعاونين في مكتب الصحة، بالمرور على تلك الحالات في البيوت يوميا، ويتم الكشف على المريض، وتوفير العلاج اللازم له إذا سمح الأمر، أو عمل أشعة على الصدر، وأحيانا يتم نقل المريض إذا استدعت حالته إلى مستشفى حميات الأقصر، وتوفير أسطوانات أكسجين، كل ذلك بالمجان، خصوصا للأسر المحتاجة وذوي الدخل المحدود".
أما فريق التبرع بحسب "عمرو" مهمته هي جمع التبرعات ويشارك فيها جميع سكان القرية على اختلاف فئاتهم، وهناك فريق الغذاء الذي يوفر الوجبات لمرضى العزل المنزلي، وأخيرا التعقيم، وهو يقوم بتعقيم الشوارع والمنازل والمستشفيات، لمن يطلب مجانا: "كل ذلك أثمر في تقليل أعداد المصابين والوفيات، والدليل أنه لم يوجد في القرية كلها سوى حالتي وفاة فقط، أما المصابين فلم يزيدوا عن 15 حالة، وهناك من شفي منهم، وعاد لممارسة حياته الطبيعية، وهو ما نأمل في تحقيقه خلال الأيام الماضية أن تكون القرية خالية من فيرو س كورونا تماما".
تعليقات الفيسبوك