نفسيان يحللان ظاهرة نشر مصابي كورونا للمرض: سيكوباتية تستحق العقاب
فرويز: شخصية المريض النفسية تتحكم في أفعاله
الدكتور جمال فرويز
حالة من الذعر انتشرت بين المواطنين في عدد من الأماكن المختلفة بعدما لجأ فيها مصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) إلى محاولة نشر الفيروس بين غيرهم بطرق مختلفة ظهرت في عدد من الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما كان تصرفًا غريبًا بالنسبة لكثيرين يحتاج إلى تحليل نفسي لهذه الظاهرة التي يخشى البعض تفشيها في المجتمع.
في هذا الصدد قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي وأمراض المخ والأعصاب، إن هذه الظاهرة لها تفسيرين طبقًا لشخصية المريض نفسه، فهناك الشخصية السيكوباتية المضادة للمجتمع وهذه الشخصية تبحث عن الأذى للآخرين بأي صورة من الصور، فهو هنا ليس لديه أي مانع من أذية غيره طالما كان هو معرض للأذى، بدون أي رادع وبدون أي قيم أخلاقية أو دينية، وبلا مشاعر أو أحاسيس تجاه الآخرين، فبالتالي هو على استعداد للقيام بأي سلوك يضر به غيره.
مضيفا أن "هناك أيضًا الشخصية العصابية، وهو الشخص الذي يخاف مثلا من التنمر عليه كونه مريض كورونا، وبالتالي يظن أنه لو شاركه الآخرون نفس المرض ستقل حدة التنمر عليه، وهنا يحاول أن يأذي آخرين معه حتى يشعر بالجماعية في المرض فبالتالي من الممكن أن يتجاوز المحنة التي يعشها بهذه الطريقة من وجهة نظره، مشيرًا إلى أن هناك شخصية ثالثة، وهي الشخصية التشككية، وهذه الشخصية يشعر دائما صاحبها أنه أفضل من الآخرين فعندما يصاب بالمرض يتولد لديه شكوك تجاه الآخرين أنهم السبب في إصابته ومن ثم يسعى إلى نقل المرض إليهم.
وعن الطريقة المثلى للتعامل مع هذه الظاهرة يتابع "فرويز": "التعامل مع مثل هذه الحالات يجب أن يندرج تحت مبدأ "من أمن العقاب أساء الأدب"، فهو لو يعلم أن هناك عقاب مشدد لما يقوم به لن يفعله، ونحن مشكلتنا دائما التأخير في مواجهة المشكلة، وترك الأمور حتى تتفاقم ثم نبحث بعد ذلك عن حل لها، ولكن من الممكن أن يتم السيطرة عليها من البداية إذا عرف كل شخص أنه سيحاسب على ما يقترفه من خطأ.
فيما قال الدكتور علي النبوي، استشاري الطب النفسي، إن الإنسان بطبعه عندما يتعرض لأزمة ما يبحث عن النجاة منها، وعندما لا يجد البعض النجاة يتمنى أن يشارك جميع من حوله في الهلاك حتى لا يهلك وحده، وهو ما يمكن تسميته في العقل الجمعي بما معناه "عليا وعلى أعدائي"، وتعني أن نشارك بعضنا البعض إما في النجاة أو الهلاك، مشيرًا إلى أن هذا كله تفكير فطري يعكس السلوك الذي تربى عليه الشخص وهو يشبه كثيرًا الشخص الذي يقوم بقتل أولاده لينقذهم من الهلاك.
وأضاف "النبوي": "نحن لدينا مشكلة وهي أن الأطباء يتعاملون من المرضى على أنهم آلات، وينتظرون منهم بعدما يخبروهم بإصابتهم بكورونا أن يذهبوا إلى بيوتهم وهم في حالة طبيعية، في الوقت الذي أصبحت فيه كلمة كورونا عند غالبية الناس الآن تعادل الموت، لأن الإعلام فسرها بذلك، وهو ما ينتج عنه حالة من الرعب لدى الكثيرين، الأمر الذي أراه في كثير من المرضى الذين أعالجهم، فأغلبهم مصابون بمرض يسمى اضطراب العصب العاشر أو نوبات الهلع الشديدة بسبب الموت، موضحًا أن الانتحار واحدة من بين النتائج لهذا الوضع الذي نعيشه، لأن المريض أصبح يتمنى الموت عن العذاب الذي يعيش فيه، من توتر وقلق شديد.
وتابع أن التعامل مع هذه الأشخاص يجب أن يكون عن طريق نشر الوعي الكافي واستغلال رموز المجتمع في الظهور أمام المواطنين يوضحوا لهم أن المسألة لا تحتاج إلى هذا الكم من الهلع النفسي.