في ذكراه.. قصة البابا يوأنس الـ16 الذي زار القدس ونقل الكرسي البابوي
غلاف كتاب السنكسار
يحتفل الأقباط الأرثوذكس، اليوم الأربعاء، بحسب "السنكسار الكنسي"، بتذكار وفاة البابا يوأنس السادس عشر، البطريرك الـ103 في تعداد بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
والسنكسار هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الأربعاء، 10 من شهر بؤونة لعام 1736 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنه في مثل هذا اليوم عام 1718 ميلادي، توفي البابا يوأنس السادس عشر، البطريرك الـ103 في تعداد بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
ويذكر السنكسار، أن هذا البابا عرف باسم يوأنس الطوخي، وكان والداه مسيحيين من طوخ النصارى بكرسي المنوفية، واسمه الأصلي "إبراهيم"، وترهبن في دير القديس أنطونيوس ببرية العربة واتشح بالاسكيم المقدس، ورسمه البابا متاوس الرابع بكنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة، قسا على الدير المذكور، ولما توفى البابا البطريرك مناوش وخلا الكرسي بعده اجتمع الأساقفة والكهنة والأراخنة وانتخبوا هذا الأب ضمن عدد من الكهنة والرهبان وعملوا قرعة هيكلية بعد أن أقاموا القداسات ثلاثة أيام، ليسحب اسم هذا الأب في القرعة وتمت رسامته في 5 مايو سنة 1676 ميلادي، وأطلق عليه البابا يوأنس السادس عشر.
ويضيف السنكسار، أن هذا البطريرك اهتم بتعمير الأديرة وسدد ما كان عليها من الديون الكثيرة، واهتم خصيصا بدير القديس أنبا بولا أول السواح وكان خربا مدة تزيد علي المائة سنة فجدده وفتحه وعمره ورسم له قسوسا وشمامسة ورهبانا.
ويشير السنكسار إلى أن الوالي محمد باشا أوقع على الكنائس غرامة كبيرة بسبب قيامهم ببناء كنائس جديدة دون إذنه، ما جعل البابا يلف على حارات النصارى ويزور البيوت ويحصل منها ما يمكن تحصيل هذه الغرامة، وتم تسديد الغرامة وفتحت الكنائس.
كما قام هذا البطريرك بصنع الميرون المقدس أحد أسرار الكنيسة السبع لأول مرة منذ مائتين وسبع وأربعين سنة تولي فيها الكرسي البابوي ثمانية عشر بطريركا. وهو أول من قام ببناء القلاية البطريركية بحارة الروم وخصص لها إيرادات وأوقافا.
وزار هذا البطريرك "القدس الشريف" في عام 1709 ميلادي، وظل على الكرسي البابوي 42 سنة وثلاثة أشهر، ودفن في مقبرة البطاركة بكنيسة مرقوريوس أبي سيفين بمصر القديمة.
ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "ثلاثة عشر شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.