أطباء وباحثون يرحبون بتجربة علاج مرضى كورونا بأدوية فيروس سي
الدكتور عصام المغازي، رئيس جمعية أمراض الصدر
رحَّب أطباء وباحثون بما أعلنه الدكتور جمال عصمت، أستاذ الأمراض المعدية والجهاز الهضمي بكلية طب قصر العيني، ونائب رئيس جامعة القاهرة السابق، أمس الأول، عن بدء إشرافه على تجارب لعلاج مرضى كورونا بأدوية فيروس سي، مؤكدين في الوقت نفسه على أهمية أن تمر هذه التجارب بالمراحل الواجبة للوصول لنتيجة نهائية مؤكدة.
وقال الدكتور عصام المغازي، استشاري الأمراض الصدرية ورئيس جمعية أمراض الصدر، لـ"الوطن"، إنه فيما يتعلق بتجربة استخدام علاجات فيروس سي المتوافرة محليا، وعلى رأسها السوفالدي، على مرضى كورونا، فإنه يمكن أخذ مجموعتين من مرضى كورونا وعلاج أحدهما بالأدوية التي يتم العلاج بها الآن، وعلاج المجموعة الأخرى بمشتقات "السوفالدي" المستخدم في علاج فيروس سي، وفي النهاية يتم تقييم التجربة، ونرى أي مجموعة حققت نتائج أفضل.
وأوضح رئيس جمعية أمراض الصدر، أن كل الأدوية المتوافرة والمستخدمة في علاج الكورونا الآن كانت أصلا تعالج أمراض أخرى، مثل الهيدروكسي كلوراكين، والديكساميثازون والأخير كان يستخدم لعلاج أمراض الربو، مشيرا إلى أن هناك أشياء يمكن أن يكون لها بريق في البداية، مثل ما أثير حول "بلازما المتعافين"، ثم سرعان ما يقل بريقها، وتوضع في مكانها الصحيح.
وأضاف، العالم كله يجري أبحاث الآن على أدوية جديدة لعلاج فيروس كورونا المستجد، المعروف باسم كوفيد 19، وهناك من وصل لدرجة متقدمة، مشيرا إلى أن أي أبحاث يجب أن تمر على مراحل قد تصل إلى عام لحين تحقيق نتائج مؤكدة.
ومن ناحيته، قال الدكتور سيد سالم، أستاذ الفيروسات والوبائيات بمعهد الصحة الحيوانية، نتمنى أن يثبت بالتجربة إمكانية استخدام "السوفالدي" في علاج كورونا، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لا يجب أن يقل عدد المرضى المطبق عليهم التجربة عن 10 آلاف أو 15 ألف مريض، حتى يتم اعتماد نتائجها، ويكون بذلك قد تم حل معضلة "فيروس كورونا".
وأشار "سالم" إلى أنه ليس بالضرورة عمل مجموعتين من المرضى ومقارنتهما، كما اقترح الدكتور المغازي سابقا، وإنما المهم أن تكون الثوابت متوافرة في جميع أفراد عينة مرضى كورونا التي يطبق عليها التجربة، بمعنى أن يكون كلهم مثلا حالات مؤكدة وليس مجرد اشتباه أو لديهم أعراض لأمراض أخرى متشابهة، كما يجب ألا تقل نسب شفائهم باستخدام السوفالدي عن 70 أو 75% مع ضرورة إعطاء مبررات لعدم تحسن النسبة التي لم تستجيب للعلاج بالدواء.
وأوضح "سالم" أن هناك في الفيروسات ما يسمى بالمستقبلات، ويمكن أن تكون هذه المستقبلات متشابهة ما بين فيروسي سي وفيروس كورونا، ومن المحتمل أن تكون هناك آلية في طريقة عمل دواء السوفالدي أو ما يسمى ب mode of action لهذا الدواء، تتشابه مع آلية العمل على فيروس كوفيد 19، الأمر الذي قد يجعل دواء السوفالدي المستخدم في علاج فيروس سي يؤثر على فيروس كوفيد 19، وهو ما ستؤكده التجربة أو تنفيه.
وكان الدكتور جمال عصمت، أستاذ الأمراض المعدية والجهاز الهضمي بكلية طب القصر العيني، ونائب رئيس جامعة القاهرة السابق، قد كشف في تصريحات خاصة ل"الوطن" عن قرب إجراء تجربة تحت إشرافه لعلاج مرضى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، بواسطة علاجات فيروس سي المتوافرة في مصر، وذلك بعد أن حققت تجارب معملية تم إجراءها داخل معامل جامعة القاهرة "نتائج مبشرة جدا" في هذا الصدد، متوقعا النجاح للتجربة الجديدة التي وصفها بأنها بمثابة "نقلة نوعية أو اختراق" في علاج هذا الوباء الذي اجتاح العالم.