محمد جبريل: لم تسرقنى الصحافة من الأدب.. وأكتب بدافع الحب وليس الجوائز
رشحت للجائزة 3 مرات.. ووزير الثقافة تصرفت بنبل فى أزمتى الصحية الأخيرة
![الروائي محمد جبريل](https://cdn.elwatannews.com/watan/840x473/1198594821446892140.jpg)
الروائي محمد جبريل
قال الكاتب الروائى محمد جبريل إن فوزه بجائزة الدولة التقديرية أظهر مشاعر الحب والحفاوة لدى أصدقائه وقرائه، مؤكداً أنه لا ينظر إلى الماضى بمرارة من تأخر الجائزة، مؤكداً أنه يمارس مهنة الكتابة بدافع الحب لا بدافع التفكير فى الجوائز، لذلك فإن محبة الناس هى العائد الأكبر من التجربة، مضيفاً «مفيش حد بيكسب من الكتابة».
وأوضح «جبريل» فى حواره لـ«الوطن» أنه لم يتوقف عن الكتابة حتى أثناء أزمته الصحية الأخيرة، مشيراً إلى دور وزيرة الثقافة والقوات المسلحة ونقابة الصحفيين فى الاهتمام بعلاجه، كما كشف صاحب «رباعية بحرى» عن مشاريعه الإبداعية المقبلة:
* تعليقك على الفوز بجائزة الدولة التقديرية؟
- لا أنكر أنه شىء جميل، والكلام عن أنها تأخرت فأنا «مش زعلان» واعتدت عدم النظر إلى ما فات، لأن النظر إلى الوراء بمرارة لا يعود بنتيجة، فأنا تركيزى على اللحظة التى أعيشها، ولحظة الجائزة جميلة، وأظهرت حب الناس وثقة اللجنة التى اختارتنى، وهو شىء طيب، ولم أكن أتوقع كل هذه الحفاوة من أصدقاء وتلاميذ وقراء، فكل هذا أسعدنى وأنسانى كل ما فات إذا كانت فيه أمور غير طيبة.
* ما الجهة التى رشحتك للجائزة؟
- تم ترشيحى ثلاث مرات من قبل ولم يتم اختيارى لأسباب لا أحب التطرق إليها، ورشحنى هذه المرة نادى القصة، وبهذه المناسبة أحب أن أتحدث عن ضرورة استمرار نادى القصة فى ظل مواجهة التهديد بالغلق، فالنادى دوره عظيم منذ أيام الدكتور طه حسين.
* ماذا تقول للمبدعين الذين يتأخر عنهم التقدير؟
- بالنسبة لى لم أكن مهتماً ولم أقف عند هذه النقطة، وكنت مشغولاً بالكتابة نفسها لا بالجائزة، وأرجو ألا يكون الهدف من الكتابة هو الجائزة، بل تجويد الكتابة وهذا ما فعلته، وأنا ليس لى أى طموحات مادية سوى أن أجد الوقت الكافى للقراءة والكتابة والتأمل، وهذا نظام حياتى منذ أن بدأت الكتابة، وأعتبر أن التوقف عن الكتابة والقراءة، سيكون هو انتهاء لحياتى، وأعتقد أنى لا أستطيع ترك هذه المهنة إلا فى آخر لحظة.
* كيف استطعت التوفيق بين العمل الصحفى والكتابة الروائية؟
- لم تسرقنى الصحافة من الأدب، لأنى فى الأساس أعيش حياتى بين ثلاثة أفعال هى، أتامل، أقرأ، أكتب، والصحافة بالنسبة إلى مهنة وأحبها، لكنى فى الأساس أحمل مواصفات الكاتب الذى يقرأ ويتأمل ويكتب، والصحافة تأخذ حقها أيضاً وكذلك الكتابة التى أحبها، وسر التوفيق هو تنظيم الوقت، وعدم تضييعه بلا جدوى، وأخذ الأمور بجدية، خاصة أن الكتابة رغبة شخصية «ومفيش أديب بيكسب من كتابته».
* كيف أثرت الوعكة الصحية الأخيرة على مداومتك على الكتابة؟
- فى أزمتى الصحية الأخيرة لم أتوقف عن الكتابة، ولى صفحة أكتبها فى كل يوم اثنين فى جريدة «القاهرة» منذ سنتين، بعنوان «ناس من مصر»، وأكتبها عن شخصيات أدبية وفنية عرفتها، وكتبت بعد العملية مباشرة وأنا تحت العلاج فى المستشفى. وفى الأيام العادية ما دمت فى حالة صحو، أقرأ إلى أن تحين حالة الكتابة، وإذا لم يكن هناك ما أكتبه أو أقرأه فأنا فى حالة تأمل، وإذا تعبت أنام.
* وما العائد عليك من تجربة الكتابة؟
- هو الحب فقط، الكاتب يفعل ما يحب، ومثلاً نجيب محفوظ كان لديه أربع روايات فى درج مكتبه، وكان يكتب فى الرواية الخامسة إلى أصبح نجيب محفوظ، وأنا عن نفسى إسكندرانى أمتلك عناد أمواج البحر، فقد كانت مثبطات كثيرة فى حياتى لكن عالجتها.
* حدثنى عن تجربة الصالون الثقافى؟
- أنا بحب الناس وانتبهت إلى محبة الناس لى من الحفاوة التى أُستقبل بها خبر ترشيحى وفوزى بالجائزة، والحب يساوى أشياء جميلة، وأنا وقتها عملت الصالون ندوة قضايا أدبية أو ندوة المساء، لأنه فى 1985 كنت عائداً من رحلة عمل فى الخليج بعد نحو ثمانى سنوات ونصف، وأنا كنت صديقاً لجيلى والأجيال الأكبر، وحين رجعت لمصر وجدت نفسى لست على معرفة بالأجيال الجديدة فنظمت ندوة لاجتذاب الأدباء الذين تحولوا إلى أصدقاء إلى الآن بعد ذلك، واستمر الصالون فوق الثلاثين سنة، وتوقفت حين تعرضت للأزمة الصحية السابقة التى كتبت عنها كتابين: «مقصدى البوح لا الشكوى»، «ما بقى من العمر».
* ما المشاريع الإبداعية المقبلة؟
- يصدر قريباً لى رواية «النوارس»، ومن المفترض أن تتاح بالمكتبات خلال الأيام المقبلة، كما انتهيت من رواية تحمل أجواء صوفية بعنوان «حيرة الشاذلى فى مسالك الأحبة»، وتتناول سيرة سيدى أبى الحسن الشاذلى حين ترك حميثرة فى البحر الأحمر، وسافر إلى بحرى فى الإسكندرية والتقى بتلامذته؛ أبوالعباس والبوصيرى وياقوت العرش وغيرهم، ويسألهم ما الذى حدث فى الدنيا.
* نريد أن نعرف آخر مستجدات الحالة الصحية لك بعد الأزمة الأخيرة؟
- صحتى أفضل كثيراً بعد إجراء عملية جراحية كبيرة، والوضع يتحسن حالياً، وأمارس طقوسى المعتادة من القراءة والكتابة، أما الخروج فجميعنا فى عزلة فى ظل أزمة كورونا، ونفسى أخرج.
* هل واجهت تقصيراً من الجهات المعنية فى الأزمة الأخيرة؟
- الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، تصرفت بنبل، وأنهت كل المشكلات، ولا أستطيع إنكار دورها فى الوقوف إلى جوارى، من خلال تزكية علاجى فى مستشفيات القوات المسلحة التى بادرت بالاهتمام بى، كما لا أنسى دور نقابة الصحفيين التى سارعت بدفع تكاليف كبيرة فى نفقة العملية والعلاج.