"اخترنا 2 بس لدخول الرعاية".. طبيبة عزل أسوان تفسر منشورها المثير للجدل
صورة أرشيفية
اختيار صعب تعرضت له الطبيبة وزملائها، في صباح الثلاثاء الماضي، داخل عزل أسوان، بعد محاولات عدة لنقل 6 مصابين بفيروس كورونا، بين الحياة والموت إلى العناية المركزة، ولكن جاء الرد عليها من طبيب الرعاية، بعدم وجود أسرة تكفي.
لم يتبق سوى سريرين فقط، وكان عليها الاختيار بين الحالات الـ6، أيهما يتم وضعه بالرعاية، وأيهما يتحمل قليلًا، بحسب روايتها في حديثها لـ"الوطن"، عن الواقعة التي أثارت جدلا عبر موقع فيس بوك.
"النهاردة الموت كان جنبي في كل حتة، فجأة 6 حالات في القسم حالتهم تتدهور، عارف يعني ايه تقف وسط ست حالات بيموتوا؟ وأنت وزمايلك والتمريض بتجري وراهم، عملنا كل حاجه في أيدينا.. صوت نفسهم عالي لدرجة تسد ودنك، مجهدين من سرعة النفس، بيحاولو يدخلوا أي أكسجين في الرئتين، كلها دقايق أو ساعات وعضلات، التنفس هتقف وهيموتوا".. كلمات صادمة نقلت بها الطبيبة ندى عطية في مستشفى عزل أسوان، الوضع في أحد أيام عملها بالمستشفى، لإنقاذ مصابي فيروس كورونا، أثارت خوف الكثير بعد كتابتها لتلك الكلمات، عبر صفحتها الشخصية على موقع "فيس بوك".
"ركبنا ماسكات أكسجين بتدي 100% تركيز، اسمها reservoiur mask، إدينا ماغنسيوم سالفات وسوليوكورتيف، وسوليومدرول، وبرفلجان، وكمادات، وكل حاجة نقدر نعلمها، والعيانين مبيرفعوش عن 75%".. هكذا وصفت الطبيبة الشابة، وضع المرضى الستة.
وبعد أن بات الأمر واقعًا، اختارت الطبيبة وزملائها، اثنين فقط منهم لدخول الرعاية، "كنا بنختار حسب الحالة الأسوأ ومين اللي يقدر يستنى نص ساعة لحد ما فيه مكان يفضى، وأول مرة يقابلنا شباب في العشرينيات حالتهم تتدهور كده".
بعد أن تم حجز 2 من الأشخاص الستة في الرعاية، استمرت ندى وزملائها متابعة الحالات الأربعة المتبقية، وحسب وصفها،" الباقيين فضلنا نشتغل عليهم لحد ما حالتهم تستقر.. محدش مات، بس الموقف كان صعب وقتها، إني أختار 2 وأسيب الباقي عشان مفيش مكان".
ندى: هدفي من البوست توعية الناس تلتزم وتتجنب العدوى لإن الوضع من سهل
الحالات الست التي أشارت إليهم الطبيبة ندى، تنوعت أعمارهم منهم شاب في التاسعة والعشرين من العمر، وآخر مسن عجوز، وحالة مريضة سرطان، لكن بحسب تأكيدها تم إنقاذهم جميعًا.
أكدت ندى، على أن هدفها من المنشور الذي كتبته على صفحتها الشخصية على موقع فيس بوك، وحقق آلاف من المشاركات والتعليقات في غضون ساعات من تداوله، لم يكن لإفزاع الناس، وإنما لتوعيتهم بضرورة الوقاية والالتزام بالبقاء في المنزل تجنبًا للعدوى، "الوضع مش سهل مهما كانت أي دولة قوية وموفرة مستشفيات، ودكاترة الرعاية في المستشفيات مش هتقدر تستوعب كل الأعداد دي".