أحد مؤسسي "تمرد": "السيسي" قال لنا في اجتماع 3 يوليو "أنا ورجالي في الجيش وولادي في الشرطة سنتحمل نتائج القرار لحماية المصريين"
محمد عبدالعزيز، أحد قيادات ومؤسسي حركة تمرد
قال محمد عبدالعزيز، أحد قيادات ومؤسسى حركة تمرد، إن البابا تواضروس الثانى كان صاحب دور مهم فى ثورة 30 يونيو، وكان يرى أن الإخوان جماعة فتنة تهدد الوطن والوحدة الوطنية، مضيفاً فى حواره مع «الوطن» أن الرئيس عبدالفتاح السيسى كان وقتها وزيراً للدفاع، وبعد أن استمع لجميع القوى الوطنية فى لقاء 3 يوليو، أكد أنه ورجال الجيش وأولاده فى الشرطة سيتحملون القرار لحماية المصريين.. وإلى نص الحوار:
بعد 7 سنوات على اندلاع ثورة 30 يونيو.. كيف تتذكر هذه الأيام؟
- 30 يونيو ثورة شعبية عظيمة، ستبقى خالدة فى وجدان المصريين، ومضيئة فى تاريخهم بالكامل، لأنها حافظت على الهوية المصرية، وكان الهدف من الثورة إنقاذ الدولة من براثن جماعة الإخوان الإرهابية التى تدّعى احتكارها للدين، وأساءت له برؤيتها الضيقة، وفشلت هذه الرؤية فى نظرتها الضيقة للسياسة، لذلك وجدنا أنفسنا أمام جماعة تخطف الوطن، وتحتكر الحديث باسم الإيمان، وهذا أسوأ ما يمكن أن يصيب دولة ويدمر بلداً ويلقى بها فى أتون الفتنة والانقسام والتفتت، وفى وسط كل هذه الظروف أكرمنا الله عز وجل بنجاح الثورة، عندما انحازت القيادة العامة للقوات المسلحة إليها فى 3 يوليو، واتخذت قرارات خارطة الطريق بالتشاور مع القوى الوطنية والسياسية، وبالتالى استجابة القوات المسلحة للشعب والقوى الوطنية حققت إنجازاً كان لا يمكن أن يتحقق إلا بهذا التكاتف، وتقديرى أنه لو لم يتم إنقاذ مصر فى 3 يوليو نتيجة لثورة 30 يونيو، ربما تحولت الأوضاع لأسوأ مما يمكن أن يتوقعه أحد.
مصر كانت فى وضع سيئ على المستوى الدولى و«مرسى» كان أضحوكة العالم ولم يكن يليق بنا
كيف تقيّم ما جنته مصر خلال 7 سنوات منذ اندلاع الثورة؟
- مصر كانت فى وضع سيئ للغاية، فعلى المستوى الدولى كان محمد مرسى، الرئيس الإخوانى المعزول، أضحوكة العالم، ولم يكن يليق باسم مصر، ولم يكن يليق بنا الخطاب السياسى الذى كان يستخدمه رئيس الدولة فى هذا التوقيت، ولم يكن من اللائق أن يكون هذا الشخص هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من اعتبارات لها علاقة بالأمن القومى، ورغم كل هذا فالثورة حققت نجاحات كبرى على مستويات عديدة، ففى ملف السياسة الخارجية أصبح لمصر كلمة فى محيطها الأفريقى، وتفرض إرادتها فى قضايا لها علاقة بحياة المصريين، وترأست الاتحاد الأفريقى فى سنة من أهم السنوات التى حقق فيها هذ الكيان الدولى إنجازات هامة، وباتت الكلمة المصرية لها وزن ودور سواء فيما يتعلق بليبيا أو سوريا، وحتى الأوضاع فى المحيط الإقليمى، فأصبح التعاون العربى قائماً فى مجالات متعددة، وعادت مصر شريكاً رئيسياً ورائداً فى مجالات متعددة، وفى مقدمة القرار العربى.
الثورة حققت نجاحات كبرى وجعلت كلمة مصر مسموعة فى محيطها الأفريقى ولها وزن ودور فى حل الأزمات الطاحنة التى تعانى منها المنطقة
ماذا عن الإنجازات التى تحققت على المستوى الداخلى؟
- هناك إصلاح اقتصادى بدأ يؤتى ثماره بانطلاق المشروعات القومية الكبرى التى ستصنع نقلة مختلفة فى تاريخ مصر، ونستطيع القول إن إنجازات الدولة التى تحققت خلال هذه السنوات لم تكن لتتحقق إلا من خلال إرادة سياسية نابعة من رئيس يؤمن بقدرات شعبه، وهو الرئيس عبدالفتاح السيسى، وشعب ملتف حول قيادته، المؤمنة بقدراتها ومشروعه، وهذا النجاح طريق مشترك بين الرئيس السيسى والشعب، ولذلك كانت النتائج باهرة، وفى اعتقادى نحن فى اتجاهنا الصحيح للمزيد من النجاحات الكبرى فى المستقبل.
من أين جاءتكم فكرة تمرد وكيف بدأت؟
- فى أوائل أبريل 2013، كان هناك لقاء جمعنى مع الزميلين محمود بدر، وحسن شاهين، فى أحد المقاهى، وكان الذى يشغل بالنا هو الأوضاع العامة وما قام به الرئيس الإخوانى من الإعلان غير الدستورى، وحالة الاحتقان الشديدة فى الشارع المصرى، مما أحدث احتقاناً شديداً بين القوى السياسية التى تم إقصاؤها، فكافة التيارات المدنية تم إقصاؤها من أى مشاركة أو حوار، بما فيها بعض التيارات التى تحالفت مع الإخوان، تم طردها من تكتل الجماعة الإرهابية، وأصبح محمد مرسى يعبر عن إرادة مكتب الإرشاد فقط، ولا يعبر عن أى إرادة للمصريين، وكان هذا اللقاء ودياً، ولم يكن هناك اجتماع مرتب، وتوافقنا على إيجاد طريقة ديمقراطية سليمة تطمئن المصريين حول للمشاركة فيها تعبيراً عن رفضهم لما يقوم به محمد مرسى، وتوافقنا على جمع التوقيعات من المصريين لرفضهم ما يقوم به «مرسى»، والتعبير عن غضبهم من أدائه، ثم تطورت الفكرة بعد ذلك لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
مصطفى السويسى صاحب فكرة النزول للشارع فى 30 يونيو.. ورفع الكارت الأحمر أمام قصر الاتحادية فكرتى.. وجمعنا أكثر من 22 مليون استمارة
وماذا عن تحديد النزول فى 30 يونيو؟
- فى البداية لم يكن مطروحاً أمر النزول يوم 30 يونيو، وجاءت الفكرة خلال اجتماع دعونا إليه عدداً كبيراً من الشباب السياسى الرافض لحكم تنظيم الإخوان الإرهابى فى منتصف شهر أبريل 2013، إلى جانب الشباب المهتم بالعمل العام، وحضر الاجتماع 30 من الشباب السياسى والثورى المهتمين بالعمل العام والرافضين للإخوان، وتم طرح فكرة النزول فى 30 يونيو من محافظة السويس، وبالتحديد من أحد الشباب الثورى الناصرى وهو مصطفى السويسى، فهو صاحب فكرة النزول يوم 30 يونيو، وهو من اختار تاريخ الثورة، وكانت فكرتنا جمع توقيعات على استمارات لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وقلنا إننا لو استطعنا جمع أصوات أكثر من التى حصلها عليها مرسى فى الانتخابات فإن شرعيته ستكون مهددة، إلا أن مصطفى السويسى قال: ندعو من يوقع على الاستمارات للنزول إلى الشارع والاعتراض على ما يفعله مرسى، بالتالى يكون معنا سند سياسى ويصبح الأغلبية وراء انتخابات رئاسية مبكرة، لا بد من دعوة الموقعين بالنزول للتعبير عن رأيهم فى 30 يونيو، ومن هنا بدأت الفكرة، وبعدها طرحت أنا رفع الكارت الأحمر أمام قصر الاتحادية، وبالمناسبة تم جمع أكثر من 22 مليون استمارة لتمرد، ولكن هذا الرقم هو الذى استطعنا إحصاءه قبل ثورة 30 يونيو بيوم، وتم إعلانه 29 يونيو، وكانت هناك استمارات أخرى لم يتم إحصاؤها.
ماذا دار فى لقاء القيادة العامة والقوى السياسية والوطنية يوم 3 يوليو؟
- اجتماع 3 يوليو استمر 6 ساعات من المناقشات، وأحب أن أذكر شيئاً هاماً خلال هذا اللقاء، وهو أن الرئيس عبدالفتاح السيسى كان حريصاً على الاستماع لأصوات الشباب قبل أى شخص آخر، وفى بداية الاجتماع اعتذر للحضور، وطلب الاستماع لرؤية الشباب أولاً، وهذه رسالة لمستها على مدار السنوات الماضية، فالسيسى لديه طوال الوقت رؤية ورغبة فى الاستماع لرؤية الشباب أولاً، وهذا شاهدناه كثيراً، فهو يرى أن القوى الضاربة لهذا الوطن هى الشباب ويمثلون 60% من المجتمع، ولهم دور مهم فى بناء المستقبل، لذلك طلب منا أن نتحدث فى بداية اللقاء.
ما الرؤية التى تقدمت بها حركة تمرد فى هذا المؤتمر؟
- أكدنا على عدم الرضا بطرح حلول وسط للأزمة التى تمر بها مصر، وأنه يجب تحقيق خارطة الطريق التى اتفقت عليها القوى الوطنية لأنه لا يمكن لهذا التنظيم الإرهابى أن يكون له دور فيها، وتمسكنا بضرورة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتولى رئيس المحكمة الدستورية إدارة شئون البلاد باعتبارها جهة محايدة وليست طرفاً فى الصراع السياسى، وغير هذا الأمر سيؤدى لكوارث كبرى لأن هذا التنظيم لن يصمت، فهو يتبع نظرية «يا نحكمكم يا نقتلكم»، فإما أن يحكموا المصريين وإما أن يقتلوهم، وليس هناك رؤى أخرى، وكان القائد العام مستمعاً لكل الآراء ولم يُدلِ برأيه إلا فى النهاية وسعى طوال الوقت إلى تجنيب رأيه، وبعد انتهاء حديثنا استمع لباقى الأطراف من القوى الوطنية والسياسية، وكنا فى كل مرة نطلب فيها الكلمة، سواء أنا أو محمود بدر، كان يتدخل لإعطائنا الكلمة.
وما موقف البرادعى وقتها؟
- البرادعى كان موافقاً على كل الرؤية التى تقدمنا بها، لكنه خرج بعد ذلك بكلام غير حقيقى بالمرة، بمعنى أنه مثلاً كان يعلم فى بداية اجتماع 3 يوليو أن محمد مرسى محتجز، لكنه خرج بعد ذلك وأنكر هذا الكلام، وتحدّث حول إقصاء جماعة الإخوان من المشهد فى حين أنه كان يعلم أنه تم الاتصال بالإخوان، إلا أننى ومحمود بدر رفضنا حضورهم، وتم قبلها الاتصال بالدكتور سعد الكتاتنى لحضور هذا الاجتماع، و«تمرد» رفضت، وقلنا إنه لا تفاوض معهم، فكان الرأى الآخر أنه لا إجبار لـ«تمرد» على قول شىء، بل قولوا ما شئتم فى وجودهم أو عدم وجودهم، وقال لنا الدكتور البرادعى رأيه بأن يحضروا لكنه خرج بعد ذلك وقال كلاماً كذباً.
"البرادعى" كذب فى حديثه عن 3 يوليو و"بؤرة رابعة" وأخبر "كاترين أشتون" أن الاعتصام مسلح
وما تفسيرك لموقف البرادعى؟
- البرادعى قال كلاماً كذباً، وهذا أمر غير مفهوم بالنسبة لى، عندما حكى جانباً من روايته لأحداث 3 يوليو، وعندما تحدّث عن أحداث جرت بعد ذلك من اعتراضه على طريقة فض البؤرة الإرهابية المسماة باعتصام رابعة العدوية، رغم أنه كان يعلم أن هذا الاعتصام مسلح، وأخبرتنا كاترين أشتون، وهى مفوضة الاتحاد الأوروبى للسياسة الخارجية وقتها، حينما التقينا بها، أن الدكتور البرادعى قال لها إنه يعلم أن اعتصام الإخوان فى رابعة مسلح، ثم أخبرها بأنه على استعداد أنها تركب طائرة من طائرات القوات المسلحة لاستطلاع ذلك، فالقوات المسلحة رصدت عن طريق أجهزتها المختلفة أماكن وجود السلاح، داخل البؤرة الإرهابية المسماة باعتصام رابعة، والبرادعى كان يعلم أننا أمام بؤرة إرهابية مسلحة وليس اعتصاماً سلمياً، ولا أعرف لماذا كذب البرادعى.
البابا تواضروس صاحب دور مهم و"الإخوان" جماعة فتنة
هل وجود قداسة البابا وشيخ الأزهر كان داعماً للاجتماع؟
- قداسة البابا تواضروس كان له دور مهم فى 3 يوليو، لأنه كان من الآراء الحاسمة فى أن الإخوان جماعة تهدد الوطن وتهدد سلامة الوحدة الوطنية وكانت رؤيته متطابقة مع رؤية حركة تمرد فى هذا الشأن.
حزب النور تمسّك بالدستور
هل مثّل حزب النور علامة استفهام لحركة تمرد فى رؤيته؟
- موقف حزب النور فى 3 يوليو علامة استفهام فى أمر آخر، فالحزب كان متمسكاً بالدستور أكثر من تمسكه بمحمد مرسى، بمعنى أن حزب النور بدأ الكلام بحلول إصلاحية مع جماعة الإخوان، ولما وجد الرأى الغالب فى الاجتماع يميل إلى عزل محمد مرسى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، تجاهل محمد مرسى وتمسك بالدستور الإخوانى، وكان موقفنا أنه لا للإخوان أو دستورهم ولا بد من دستور جديد، وانتهى فى النهاية الرأى لما اتفقنا عليه بأنه لا يمكن أن نزيح الإخوان ونحكم بدستورهم المعيب، وهو جزء من المشكلات الرئيسية التى عانت مصر منها، فهو لم يُكتب بتوافق بل تمت كتابته بإقصاء القوى المدنية المختلفة واستقالتها من لجنة المائة نتيجة تمسك تيار معين بآرائه وخرج الدستور معبراً عن رأى سياسى واحد.
فى نهاية الاجتماع كان هناك رأى القائد العام.. فماذا قال؟
- قال كلمة مهمة جداً، هذه الكلمة تذكرتها خلال متابعتى لمسلسل الاختيار، تأثرت بها وقتها، لكن حينما شاهدنا بطولات القوات المسلحة من خلال الاختيار، كان لها تأثير آخر، ففى نهاية الاجتماع قال القائد العام للقوات المسلحة: «أنا بحترمكم وأقدّركم جداً، وأقدّر هذا القرار اللى هناخده، ولكن يجب أن تعلموا أن هذا القرار سيتحمل نتائجه أنا ورجالى فى الجيش وأولادى فى الشرطة وهنتحمل وهتشوفوا هنتحمله إزاى رغم صعوبته، ورغم اللى سيترتب عليه ولكن علشان نحمى المصريين من الفتنة التى قد تقع إحنا سنتحمل هذا الأمر بصدورنا»، وطلب منا أن نقف وراء الجيش المصرى، وبالفعل شاهدنا ذلك، فهذه الجماعة الحكم لديها أهم من الدم.
محمد عبدالعزيز لـ"الوطن": لو فشلت "30 يونيو" لعلّق الإسلاميون المشانق للتيار المدنى ولتمّت تصفية كل خصوم الجماعة الإرهابية
ماذا كان سيحدث لو لم تنجح 30 يونيو؟
- كان مصيرنا نحن فى حركة تمرد أننا سندفع حياتنا ثمناً لهذا الطريق الذى سلكناه، فهذا التنظيم الإرهابى لم يكن ليصمت تجاه 30 يونيو، ولو لم تحقق الثورة نجاحها لربما كانت حياتنا هى الثمن، لذلك أنا مدين للشعب المصرى ومدين للقوات المسلحة ومدين للرئيس عبدالفتاح السيسى بحياتى، لقد تلقينا تهديدات عديدة قبل وبعد 30 يونيو، وتلقينا رسائل تهديد عبر هواتفنا المحمولة، من أرقام مجهولة، وبالنسبة للدولة، لو لم تنجح الثورة كنا سنجد أنفسنا فى نموذج شديد السوء وأسوأ مما جرى فى نظام الحكم الإيرانى، وكنا سنرى المشانق معلقة للتيار المدنى كله المختلف مع الإخوان، وكان سيتم أخونة كل مؤسسات الدولة والتحكم فى كل مفاصلها وسيصبح الدم أسهل شىء.
مع الجيش
أكدنا أننا فى مقدمة الصفوف ومع الجيش وخلف الدولة فى هذا القرار الوطنى، وهناك التفاف وطنى كبير، بالمناسبة كان البرادعى يقول هذا الكلام أيضاً، بأننا سنقف مع القوات المسلحة ونعلم خطورة هذا الأمر وأننا سنقف فى ظهر الدولة، ثم انقلب لاحقاً لأسباب تخصه لا أعلمها، لكن ما حدث فى الاجتماع حدث، وهناك دم تم دفعه لتحقيق إرادة المصريين منذ 3 يوليو وحتى الآن للحفاظ على إرادة هذا الوطن وهويته وحماية إرادة المصريين وإلا كانت ستتحكم هذه الميليشيات الإرهابية فى البلد كما نشاهد حولنا.
قيادات حركة "تمرد": مؤتمر 3 يوليو بـ"الوطن" كان محفزا للشعب على الصمود حتى إعلان "خارطة الطريق"