انخفاض إصابات "كورونا" بعيون الأطباء: مبشر.. ولكن علينا الانتظار
الدكتور محمد عز العرب
على مدار الأيام القليلة الماضية، أظهرت بيانات وزارة الصحة انخفاض عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بشكل ملحوظ، الأمر الذي يراه بعض المتخصصين مبشرًا، متمنين أن تكون هذه بداية لانخفاض المنحنى الوبائي في مصر، ومشددين في الوقت نفسه بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية اللازمة.
"إيناس": عودة الحياة طمأنت الناس.. وتحسين الجانب النفسي يقوي المناعة
في هذا الصدد تقول الدكتورة إيناس عبدالرحيم، مدرس الصحة العامة والطب الوقائي في كلية الطب بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا: إن عدد الحالات التي يتم الإعلان عنها في بيانات وزارة الصحة هي الحالات المؤكدة التي أجري لها المسحة.
وأضافت: "ووفق البروتوكول المتبع حاليًا فإن المسحات يتم إجراؤها لحالات معينة وليس لكل الناس، فمن يعاني أعراض بسيطة لا يجرى مسحة له بعكس من يعاني أعراض شديدة يحتاج فيها إلى مستشفى، وبالتالي فإن قلة عدد من هم في حاجة إلى هذه المسحات يعد شيئًا مطمئنًا، لأن المرض نفسه أصبح ضعيفا عما كان عليه في بداية ظهوره"، مشيرة إلى أن عدد الإصابات الفعلية الموجودة من الممكن أن تكون أكثر بكثير ولكن بشكل أبسط لا تستدعي الحاجة إلى مستشفى، وإنما تكون في صورة دور برد عادي أو حتى في صورة نزلة معوية للأطفال وللشباب.
وأضافت "إيناس": نحن نتوقع، حتى لو كان عدد الإصابات أكبر، أن هذا المرض سيكون خلال الفترة القادمة بصورة أبسط مما كان عليه في بداية ظهوره، وهو ما جعل الدولة تتخذ بعض القرارات الخاصة بإعادة فتح الحياة مرة أخرى والتي أتضامن معها تمامًا، ولكن يجب على الجميع أيضًا أن يراعوا بعض الإجراءات البسيطة وأهمها غسل الأيدي باستمرار، وارتداء الكمامة عند اللزوم فقط لأننا لن نعيش حياتنا كاملة بها، ولكن في الوقت نفسه من الوارد أن تسوء الأحوال مرة ثانية في حالة عدم التزامنا بالإجراءات".
وتابعت: "إعادة فتح الحياة مرة أخرى أعطى الناس نوعا من الاطمئنان، وهذا بدوره يحسن من الجانب النفسي لدى الشخص ويقلل الضغوط عليه، بالإضافة إلى أنه ضروري ومهم جدا لتحسين المناعة بصورة عامة، ومن ثم الوقاية من هذا المرض".
"عز العرب": قلة أعداد المصابين المعلنة يعني انخفاض المنحنى الوبائي
ويقول الدكتور محمد عز العرب، استشاري الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، إن قلة أعداد المصابين المعلنة في البيان الرسمي لوزارة الصحة، في حال ثبات عدد المسحات اليومية التي يتم إجراؤها، يعني دخولنا في مرحلة انخفاض المنحنى الوبائي وهو ما نتمناه جميعًا، ولكن في كل الأحوال لا يمكن الحكم الآن، ولابد من الانتظار من أسبوع إلى أسبوعين لدراسة الوضع بشكل أدق، خاصة وأن المنحنى الوبائي المصري منذ ظهور الفيروس وهو مثل "الزجزاج"، تارة يرتفع وتارة أخرى ينخفض.
ويضيف "عز العرب": "حتى الآن على مستوى العالم للأسف هناك زيادة في عدد الإصابات بشكل كبير، ولكن الملاحظ أن شراسة الفيروس قلت بعض الشيء، ولمزيد من الدقة في دراسة الأمر دائما ما نطلب من وزارة الصحة الإعلان عن عدد المسحات اليومية لزيادة الشفافية والواقعية، وكذلك الإعلان عن التوزيع الجغرافي للإصابات بين المحافظات والأماكن المختلفة".