شهود يروون كواليس ملحمة الـ6 ساعات للسيطرة على حريق مصر الإسماعيلية
جانب من آثار حريق "مصر الإسماعيلية" الضخم
سيطرت قوات الحماية المدنية، اليوم، على تسريب خط أنابيب المازوت الذي أدى لحريق هائل أمس على طريق مصر الإسماعيلية الصحراوي، وجرى القضاء وقف التسريب تمامًا، وذلك بحسب شهود عيان، في إحدى شركات صيانة السيارات الملاصقة لمكان التسريب والحريق، والتي تفحم مبناها.
وأكد أحد العاملين بالشركة، أن قوات الحماية المدنية نجحت في سد مكان التسريب بالكامل، مشيدًا بجهود الشرطة التي قال إنها بذلت ما في وسعها لإنقاذهم ومحاصرة الحريق والتقليل من أضراره، لكن الحادث كان كبيرًا، مشيرًا إلى أن عدم التزام بعض أصحاب السيارات الأجرة والملاكي، بتعليمات الشرطة بعدم العبور، وظنهم أنهم يهربون من الحريق بينما كانوا يقتربون من مركزه، أدى لزيادة الخسائر.
وأوضح العامل الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوجود تعليمات للموظفين بذلك من الإدارة، أن الحريق نشب في محيط شركته بعد أن انطلق أحد أصحاب السيارات بسرعة ليهرب من المكان حيث أثارت حركته السريعة واحتكاك العجل بالأرض الحريق، مشيرًا إلى أن النيران كانت قد اندلعت قبل ذلك في النفق المؤدي لطريق بلبيس مدينة السلام، بعد أن وصلت إليه كميات من المازوت المتسرب.
وشهد طريق مصر الإسماعيلية، بالقرب من مكان التسريب والحريق، تكدسا مروريا وصل إلى حد الشلل أحيانا، حتى الثانية عشر من ظهر اليوم، في ظل استمرار أعمال السيطرة وإزالة آثار التسريب والحريق، حيث تواجدت عدة سيارات إطفاء، ولودرات قامت بتغطية بقايا المازوت بالرمال بطول الطريق.
وقال يوسف مصطفى، أحد شهود العيان للحادث منذ بدايته ويعمل على "عربية فول" بجوار الحادث، "سمعنا غفير تابع لشركة البترول، يقول إلحقونا فجرينا على المكان ووجدنا ماسورة مكسورة بعمق يقترب من 2 متر بجوار المحبس الرئيسي، وكان يخرج منها كميات بترول كبيرة، واستغثنا في البداية بالبنزينة المجاورة التي اتصلت بالشرطة، وخلال حوالي 20 دقيقة جاءت الشرطة تلتها المطافيء ثم الإسعاف.
وأضاف شاهد العيان: "الصنايعية التابعين لشركة البترول، الذين وصلوا عقب وصول الشرطة، فشلوا في السيطرة على التسريب، وكان المازوت المتسرب وصل لنفق بلبيس مدينة السلام، وواصل تقدمه باتجاه جهة موقف العاشر القديم.
وفي تلك الأثناء، بحسب يوسف، بدأت قوات الشرطة إغلاق الطريق من الجهتين، وتعاون معهم المدنيين، وبدأنا نطلب من الجميع عدم التدخين، إلى أن وقعت "فيسبه" على طريق مصر الإسماعيلية وأدت لإشعال النيران التي امتدت حتى النفق، وبدأت النيران تشتعل في السيارات.
وقال أحمد مصطفى، عامل على نفس عربة الفول، وأحد من شاركوا في الانقاذ، إن المعسكرين التابعين للجيش والشرطة المجاورين لموقع الحريق، شاركا في جهود الإنقاذ بجدارة ويشكروا على ذلك، وكذلك رجال المطافيء الذين كانوا يضحون بأنفسهم من أجل السيطرة على الحريق، وكانوا يتقدمون أكثر مما يجب أن يتقدموا باتجاه النيران، وكانوا يطلبون منا أن نلقي عليهم المياه لـ"تبريدهم" بعد أن زادت درجة حرارة أجسامهم.
ووصف "أحمد" جهود السيطرة على الحريق بمشاركة المدنيين والشرطة والجيش، بأنها "كانت ملحمة لم يُخطط لها للسيطرة على الحريق وإنقاذ الضحايا، وأنها استمرت من الثانية ظهر أمس حتى الثامنة مساءً".