انقسام حول شراء الملابس.. فريق يؤيد وآخر يترقب
محمد عبدالله
انقسم المواطنون في آرائهم حول شراء الملابس إلى فريقين، الأول يرى أنه لا فائدة من الجلوس في المنزل وأن شراء الملابس ليس فيه خطرًا مع تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية، أما الفريق الآخر فيفضل تأجيل تلك الخطوة خلال الفترة الحالية خوفًا من الإصابة بفيروس كورونا "كوفيد - 19".
"رانيا": بشترط وأنا بشتري إني آخد قطعة من المخزن لسه محدش لبسها قبلي
الدكتورة رانيا رمضان، 33 عامًا، تسكن في منطقة حدائق الأهرام، وتعمل مديرة تسويق بإحدى الشركات، توضح أن هناك الكثير من المواطنين أقبلوا على شراء الملابس خلال فترة ما بعد رفع حظر التجول، وأن كثير من محلات الماركات الشهيرة مزدحمة بالزبائن لإتاحتها الكثير من التخفيضات على الملابس، قائلة: "في بداية الحظر كانت الناس شوية لسه خايفة وقلقانة لكن دلوقتي خلاص كأنه مفيش كورونا أصلا، وناس كتيرة استغلت العروض اللي مش بتيجي كتيرة وموجودة الفترة الحالية وراحت تشتري، وبرضه في لسه ناس واخدة بالها كويس أوي ولسه منزلتش والناس دي من أول الأزمة وهما كدة".
لم تمتنع "رانيا" عن شراء الملابس، ولم تخف لأنها تعلم أن الجلوس في المنزل ليس الحل الوحيد، وأن هناك احتمالية للإصابة بالفيروس من خلال الدليفيري أو الشراء أون لاين، وأنها تحرص على تطبيق الإجراءات من أجل حماية نفسها وأولادها، مضيفة: "بشترط وأنا بشتري أي ملابس إني آخد قطعة من المخزن لسه محدش لبسها قبلي، ومش باخد أي حاجة معروضة بره خالص، ولاحظت إن ناس كتيرة كمان بتعمل نفس اللي أنا بعمله ده، وقليل جدا اللي بيقيس الحاجة دلوقتي، وأصحاب المحلات بقوا متفهمين الموضوع ده بسبب الظروف اللي إحنا فيها".
وتؤكد "رانيا" أنه على مدار فترة حظر التجول الماضية كانت تشتري الملابس لأولادها أون لاين، وتحرص على غسيل الملابس في المنزل قبل اراتدائها سواء قامت بشرائها من خلال المحلات أو الإنترنت، متابعة: "الناس دلوقتي نازلة تشتري فعلا الحاجات اللي هي محتاجاها وعايزاها مش الحاجة الجديدة عليها اللي لسه هيقيسوها ويشوفوا شكلها عليهم إيه، والأهم من تطبيق المحلات لإجراءات السلامة، إن الزبائن من نفسها كل واحد يطبقها، لأن قياس درجة الحرارة أو تعقيم اليدين قبل الدخول مش هيمنع فرصة الإصابة جوه المحل"، مشيرة إلى أنها تطبق إجراءات الوقاية سواء تعقيم اليدين باستمرار بالكحول أو ارتداء الكمامة الطبية.
"عبدالله": بناخد الملابس في البيت نغسلها كويس قبل ما حد يلبسها عشان نضمن سلامتها
ويتفق معها محمد عبدالله، 40 عامًا، يسكن بمنطقة الدرب الأحمر، ويعمل مدير شئون قانونية بالمجموعة الوطنية لاستثمارات الأوقاف، قائلا: "بعد رفع الحظر المواطنين انقسموا إلى فريقين الأول شايف إنه ينزل يجيب لبس للأولاد عشان داخلين على العيد وبكده يفرحهم كتعويض عن الفترة الكبيرة اللي قعدوها في البيت، والفريق التاني اللي لسه ملتزم أكتر ومقرر إنه مش هيجيب حاجة لحد ما الأزمة دي تهدى شوية"، موضحًا أن عملية شراء الملابس منخفضة بسبب تداعيات فيروس كورونا، لأن وضع الكثير من الأسر حاليًا ليس في أفضل حال بسبب الظروف الاقتصادية التي يمر بها الجميع خلال الفترة الأخيرة.
"عبدالله" كان من الفريق الأول الذي اشترى لأولاده الثلاثة ملابس، مع الالتزام بكافة إجراءات السلامة حفاظًا على حياة ذويه، حسبما أكد، مضيفًا: "مامتهم بتنزل معاهم لأنها عارفة مقاسهم كويس عشان ما يقيسوش أي لبس ولا قدر الله يتصابوا، لأن سلامة أولادي أهم حاجة عندي، وبناخد الملابس في البيت ونغسلها كويس قبل ما حد يلبسها عشان نضمن نظافة وسلامة الهدوم من أي حاجة".
وأكد أنه يشترط على صاحب المحل أن يحصل قطعة ملابس مغلفة ولم يقسها أحد من قبل، وأنه لا يتنازل عن ذلك المبدأ، "محل الملابس اللي هلاقيه بيتبع وبيطبق الإجراءات الاحترازية هيديني ثقة إني ادخل واشتري منه وانا مطمن، إنما لو المحل ما عجبنيش مش هشتري منه وهشوف محل تاني غيره".
"ثروت": لا أثق في تطبيق المحلات لإجراءات الوقاية من الفيروس
أما أحمد ثروت، 35 عامًا، يسكن بمنطقة إمبابة ويعمل محاسب بإحدى الشركات الخاصة، كان من ضمن الفريق الذي أجل فكرة التسوق وشراء الملابس خلال الفترة الحالية، بسبب خوفه من الإصابة بفيروس كورونا، أو نقله للمرض لأحد أفراد أسرته، موضحًا أن ينتظر انخفاض أعداد الإصابات التي تُعلن عنها وزارة الصحة يوميًا، حتى يتسنى له النزول بارتياحية واطمئنان بشكل أكبر، قائلا: "بصراحة حاليًا أنا مش بخرج غير للشغل بس ومراتي وأولادي الاتنين كلهم قاعدين في البيت، يعني مش محتاجين لبس الفترة دي، لأن كمان عندنا ملابس كفاية نعدي بيها الفترة الصعبة اللي كلنا عايشين فيها"، مشيرًا إلى أنه لا يثق في تطبيق المحلات لإجراءات الوقاية من الفيروس، لذلك يرى أنه من الأفضل الانتظار حتى يتحسن الوضع العام للفيروس في مصر.