صناع: "المجمعات" تنهي مشاكل صغار المصنعين وتجدد دماء التصنيع
"الخولي": نحتاج إلى نقاط خارجية لتسويق المنتجات في إفريقيا
أسامة حفيلة
قال أسامة حفيلة، نائب رئيس الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين، إن المجمعات الصناعية التي تبنيها الدولة هي خطوة إيجابية تدفع القطاع الصناعي في مصر إلى الأمام، وإنها تخلق جيلاً جديداً من المستثمرين والصناع، وتجدد دماء القطاع الصناعي في توفير منتجات صناعية كانت تُستورد من الخارج، مشيراً إلى أن الكثير من المستفيدين من هذه المجمعات الصناعية هم من الشباب، ويأخذون المجمع الصناعي مجهز بشكل كامل لا ينقصه سوى الماكينات فقط، وأن مسألة التراخيص والأمور الإدارية التي كانت تأخذ الكثير من الجهد والوقت لم تعد موجودة.
وأضاف: "أنت لا بتتعب ولا بتلف كتير ولا حتى بتتحمل تكلفة مباني ولا إجراءات تراخيص أنت بتحط المكن وتشتغل على طول"، مؤكداً أن المجمعات الصناعية تزيل الكثير من المعوقات التي كانت يقابلها الصناع دائماً، من السفر إلى القاهرة وإنهاء الأوراق اللازمة من الجهات الحكومية، كما أن المجمع يكون متصلا بالغاز والكهرباء والمياه.
أسامة حفيلة: تجدد دماء الصناعة وتوفر منتجات كنا نستوردها
وتابع "حفيلة" أن المجمعات الصناعية مصممة لخدمة صغار الصناع والخطوة التالية تقع على عاتق هؤلاء الصناع التي وفرت لهم الدولة البيئة المناسبة، بحيث يجب أن يهتموا بالصناعات المغذية، وهي مكونات الإنتاج التي تدخل في صناعات كبيرة كصناعة إكسسوارات السيارات وقطع غيارها كي يتم تجميع السيارة في مصر من مكونات محلية، لافتاً إلى أن عليهم البحث عن احتياجات المصانع الكبيرة من مكونات في إنتاجها لتصنيعه بدلاً من استيراده من الخارج وأن الساحة الآن مفتوحة وكبيرة في هذا المجال، ولا يجب أن يسير الصناع على النمط القديم وينتجون بضائع سهلة موجودة بالأساس في الأسواق، قائلاً: "المفروض ما تحاولش تقلد بقى وبعدين الصناعات الكبيرة مش هاتقدر تنافسها فاشتغل في الصناعات المغذية"، مشيراً إلى أن أزمة كورونا وما نتج عنها من تعطل حركة التجارة كشفت لنا عن حجم الصناعات المغذية والبضائع التي نحتاج إليها من الخارج، وأنه مثلما اعتمدت مصر على نفسها في توفير المستلزمات الطبية لمواجهة أزمة كورونا، لابد أن تكون هذه طريقتها في معالجة مشاكل البضائع والمنتجات الصناعية التي نستوردها من الخارج والاستفادة من أزمة كورونا.
ويقول محمود الشندويلي، رئيس جمعية المستثمرين الصناعيين بسوهاح، نائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين، إنه بالفعل تجهز الآن مجمع صناعي في غرب مدينة جرجا بمحافظة سوهاج على مساحة 80 فدانا، وإن المجمعات الصناعية التي تنشأ الآن خاصة بصغار الصناع لإنتاج الصناعات الوسيطة، مؤكداً أنه ثبت على مر الأيام وعلى مستوى العالم أن الصناعات الصغيرة هي قاطرة التنمية، وأن المجمعات الصناعية عبارة عن مجمع كبير به وحدات تتسلم بالمفتاح وجاهزة لاستقبال الماكينات وبدء الإنتاج الفوري: "الوحدات دي بتتسلم على المفتاح وجاهزة من مجاميعه".
وأضاف "الشندويلي"، أن هذه المجمعات تحتاجها بالفعل محافظات الصعيد بشكل كبير، لما تعانيه من أزمة كبير في البطالة كما أنها تحارب ظاهرة الهجرة الداخلية من محافظات الصعيد إلى محافظتي القاهرة والإسكندرية وأخرى في الوجه البحري، وأن هذه الصناعات الصغيرة يدخلها الناس الذين لديهم مشاريع خارج المدن الصناعية وهم في الغالب صغار الصناع الذين لديهم ورش ويريدون تكبير حجم نشاطهم، كما أنه يكون دارس السوق ولديه القدرة على أن يزيد من دخله ويكبر نشاطه، وأن الوحدة في مجمع جرجا مساحتها 450 متراً ولكن الطرح لم يحدد شروط الاستلام وبقية الإجراءات للحصول على هذه الوحدات، معلقاً: "ممكن الحكومة تعرض منها بنظام الإيجار التمليكي يعنى بيتم دفع مبلغ كل شهر ويسدد ثمنه على 30 سنة مثلاً وده هايكون الأفضل"، موضحاً أنه يمكن دمج وحدتين في بعضهما البعض إذا كان الصانع يريد مساحة أكبر ويتم قبوله بناء على نوع المشروع ودراسة الجدوى.
الشندويلى: المجمعات أثبتت على مستوى العالم أنها قاطرة التنمية
وأشاد "الشندويلي"، بأداء الدولة في تشجيع الصناعة المحلية مؤكداً أن السير بهذا النهج سيحقق فائدة استراتيجية لمصر من الناحية الاقتصادية، مطالباً بضرورة التوسع في الصناعات الوسيطة التي تحتاجها المصانع الكبيرة في عمليات إنتاجها سواء الهندسية أو الكيميائية أو المعدنية وغيرها، ما يخفض نسبة الاستيراد والاعتماد على الصناعة المحلية ما يوفر العملة الصعبة، قائلاً: "يعني مثلاً لما نصنع ثلاجة في مصر وبنجمعها هنا في مصر، لما أنا أعمل الصاج والبلاستيك وأغلب مكوناتها ما هو كدة أنا بازود من نسبة المنتج المصري وممكن مثلاً نصنع كولدير ولا المراوح وغيرها من الصناعات اللي نقدر ننتجها بشكل كامل هنا بس نجيب المواتير والباقي كله نعمله"، موضحاَ أنه يمكن الاستفادة من السوق الإفريقي بشكل كبير فيما يخص الصناعات الصغيرة لأن إفريقيا فرصة لتصدير صناعتنا الصغيرة كما أن الصعيد معظم صناعته صغيرة بنسبة 70%، وأن هذه المنتجات يمكن أن ترسل لدول إفريقيا والسودان.
وواصل: "يعني أبسط شيء الحصير البلاستيك ده أسهل حاجة في مصانعنا ده بيروح إفريقيا، ومش بنلاحق على طلبات التصدير للقارة".
رئيس "الصناعيين بسوهاج": يمكن تصدير المنتجات للسوق الأفريقي
ويقول الدكتور ناصر عمر، أحد المستثمرين الصناعيين بقطاع الأدوية بالقاهرة، إن الجدوى الاقتصادية من إنشاء هذه المجمعات الصناعية ستظهر بوضوح بعد التشغيل، وإن هناك بعض الصناعات الصغيرة تكون لها فائدة عن الصناعات الكبيرة، إذ أن المصنع الصغير يحاول جاهداً أن ينمي من صناعته وتسويق منتجه ويخدم الصناعات الكبيرة، كما أن كبار المصنعين بدأوا صغاراً وهو ما يخلق فرص جديدة لظهور مستثمرين، مشيراً إلى أن إنشاء هذه المجمعات تسهل على الصناع والمستثمرين أي إجراءات روتينية كانت تعيق الاستثمار الصناعي في العقود الماضية وتسببت في هروب المستثمرين وأعاقت الصناعات الوطنية، مشبهاً هذه المجمعات بالنظام القائم في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة، قائلاً: "الموضوع ده زي دبي بالظبط بيعملوا هناجر كبيرة أوي وكل مستثمر صناعي يشوف المساحة اللي هو عايزها ويروح دافع الفلوس ويستلمها على طول بدون إجراءات روتينية عقيمة".
ويقول الدكتور وائل الخولي، نائب رئيس جمعية مستثمرين 6 أكتوبر، إن المجمعات الصغير لها أهمية كبيرة في القطاع الصناعي لأنها تنتج الصناعات الصغيرة والصناعات المغذية للصناعات الكبيرة والتي تحتاجها المصانع الضخمة في خطوط إنتاجها، وأنها حينما تكون في مصر وبالقرب من المصانع العملاقة توفر النقل والجمارك إذا كانت الصناعات المغذية يتم استيرادها من الخارج، موضحاً أن هذا المقترح صدر قبل 5 أعوام من قبل بعض المستثمرين الصناعيين وكانت وقتها أكثر من فكرة من بينها أن ترعى المصانع الكبيرة إنشاء هذه المجمعات الصناعية إلى جوارها لتساعدها في توفير الصناعات المغذية، ولكن الآن تقوم الدولة بالمقترح بشكل كامل في موقف يعبر عن رغبتها في دفع القطاع الصناعي بمصر إلى الأمام.
وأضاف "الخولي" أن 80% من المصانع في الصين صناعات صغيرة ومتناهية الصغر ومغذية للصناعات الكبيرة، وأن هناك فرص في التصدير في هذا النوع من المنتجات خاصة إذا تم توفير منصات يمكن للصناع أن يتخذوها محطة لتصدير منتجاتهم، حيث إن هناك بعض الصناعات في مصر قد تجد لها فرصة كبيرة في الأسواق الإفريقية لكن صغار الصناع والمستثمرين الصناعيين لا يجدون الطريقة لتصدير منتجاتهم وضمان تحصيلهم الأموال، مطالباً بإنشاء شركات أو نقاط خارجية لدراسة الأسواق في الخارج وتسهيل التجارة ما بين صغار الصناع والأسواق الإفريقية والأسواق في الدول الأخرى، معلقاً: "يعني النقاط دي تدرس السوق وتعرف المنتجات المنافسة وسعرها وهل المنتجات المصرية تقدر تصدر أو لا، وتكون ضمانة في عمليات التصدير وبالتنسيق ممكن مع الملاحق التجارية في السفارات بالخارج"، لافتاً إلى أن المجمعات الصناعية التي بنتها الدولة ولا تزال تشيدها تعالج أيضاً مشكلة نقص الأراضي الصناعية في بعض المحافظات وأنها فرصة جيدة لصغار الصناع أن يكبروا من دون عوائق مادية وقانونية.