وداعا تركيا العلمانية.. رئيس الأركان بجوار قائد ديني في "آيا صوفيا"
آيا صوفيا
"وداعًا لتركيا العلمانية".. هكذا كان المشهد مع إقامة أول صلاة في متحف آيا صوفيا بعد تحويله إلى مسجد، وصعود رئيس الشؤون الدينية التركية، علي إرباش، للمنبر وفي يده سيف، واكتمل أركان المشهد بظهور رئيس الأركان التركي ياشار جولر، خلال حفل افتتاح المسجد، بجوار أحد قادة جماعة النور الإسلامية التركية، حسنو بيرام أوغلو، وفقا لما ذكره موقع "تركيا الآن".
وللمرة الأولى في تركيا يجتمع جنبًا إلى جنب أحد رجال الدين المتشددين التابعين لواحدة من أكبر الجماعات الدينية، ممثلًا للتيار الديني، مع التيار العلماني الذي تنتهجه تركيا والمتمثل في الأركان العامة التابعة للدولة، فهذان تياران بعيدان كل البعد ومن المستحيل أن يجتمعا.
وقالت الروائية التركية إليف شافاق، في روايتها "لقيطة إسطنبول": "لقد عَلَقْنا بين الشرق والغرب. بين الماضي والمستقبل. فمن ناحية، تجد أن العلمانيين العصريين يفتخرون بالنظام الذي أقاموه، ولا تستطيع أن تنتقدهم بكلمة واحدة، لأن الجيش ونصف الدولة يقف إلى جانبهم. ومن الناحية الأخرى، هناك التقليديون المتمسكون بالتقاليد، المفتونون بالماضي العثماني، ولا يمكنك أن تنتقدهم بكلمة واحدة؛ لأن عامة الناس والنصف الآخر من الدولة يقفون إلى جانبهم. فماذا تبقى لنا".
لكن يبدو أن تلك المعادلة التي طرحتها الروائية التركية في 2006، قد تغيرت الآن مع نظام حكم رجب طيب أردوغان، حيث يتحالف الجيش مع التيار الديني ضد العلمانية.
وكان بيرام أوغلو، قد وجه دعوة لرئيس النظام، فور صدور قرار بتحويل "آيا صوفيا" إلى مسجد، بضرورة أن يكون هو الإمام في أول صلاة.
وحركة النور هي حركة دينية في تركيا تقوم على كتابات سعيد النورسي، التي روجت لمفهوم القرآن باعتباره وثيقة حية تحتاج إلى إعادة تفسيرها باستمرار.
وعارضت تلك الحركة، النظام التركي، خلال الستينيات والسبعينيات بسبب إسلاميتها، وانقسمت المجموعة إلى حد كبير في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، مما أدى إلى ظهور فروع مثل حركة فتح الله كولن.