أهرامات الجيزة
تعتبر أهرامات الجيزة، المبنية قبل آلاف السنين من قبل ملوك الفراعنة لغزًا عجيبًا، حير العلماء ولا يزالون يبحثون عن حل له، ويعكف كثير من العلماء على البحث عن سرها وتاريخها، الأمر الذي يصل في بعض الأحيان لإثارة الجدل.
وفي الساعات الماضية، تحدث الملياردير الأمريكي الشهير إيلون ماسك، مؤسس شركة "تسلا"، عن أهرامات الجيزة وأحد أشهر الفراعنة بشكل غريب أثار به جدلًا واسعًا عبر منصة التواصل الاجتماعي "تويتر"؛ إذ غرد: "من الواضح أن كائنات فضائية بنت الأهرامات"، وتسببت هذه الكلمات القصيرة في ردود فعل مختلفة.
وعاد "ماسك" بعد تغريدته المثيرة للجدل بقليل وعلق قائلًا "الفرعون رمسيس الثاني كان كائنًا فضائيًا"، وأشار إليه باستخدام رمز تعبيري يظهر وجها يحمل نظارات سوداء، وهو نفس شكل الكائنات الفضائية، الذي يتمّ تسويقه.
وقبل ماسك، تسببت الأهرامات في إثارة الجدل، أبريل الماضي، بعد تداول مقطع مصور لمفتي الديار المصرية الأسبق، الدكتور علي جمعة، يقول فيه إن النبي إدريس هو من بدأ البناء فيها، وأن تمثال أبو الهول الشهير تجسيد له.
وقال جمعة، خلال برنامج "مصر أرض الأنبياء" المذاع على التلفزيون المصري الرسمي: "هناك كثير من الأقاويل التي يرجحها العلماء، أن نبي الله إدريس هو من بدأ بناء الأهرامات وعلم التحنيط، وأن وجه تمثال أبو الهول في مصر هو وجهه".
تعليق الدكتور علي جمعة، أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي وبيّن عدد من علماء الآثار، من بينهم زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، الذي انتقد ما قيل على لسان علي جمعه.
وقال حواس، وهو عالم مصريات، في تصريحات لبرنامج "الحكاية"، إن "الشيخ علي جمعة رجل فقيه في الدين، وتحدث عن الآثار بمعلومات لا تمت للعلم بصلة، بل رددها الكثيرون من مهوسي الآثار من دون علم ولا دراسة"، مضيفا: "لا توجد أي صلة بين النبي إدريس وتمثال أبو الهول في الجيزة، والذي قال عنه علي جمعة إنه لوجه النبي إدريس".
وتعليقا على ما قاله "حواس"، أصدر علي جمعة بيانا قال فيه: "اطلعت على البيان الصادر من الدكتور زاهي حواس الصديق القديم الذي لم يُعَنِّ نفسه بالاتصال ولم يُعَنِّ نفسه بالاطلاع على البرنامج واعتمد على ما تناقلته وسائل الإعلام".
وأضاف المفتي الأسبق: "لو أنه اطلع على البرنامج لعلِم أننا قد فرقنا بين الروايات العلمية وبين الروايات الشعبية ولعلِم كذلك أنه برنامج يبيِّن مدى انتماء المصريين لبلادهم ومدى حبهم لها، كما أنه يبين موقع مصر التاريخي الذي قد لايلتفت إليه كثير من الناس".
وتابع: "ولكنه (حواس) لم يلتفت لكل هذا وأراد أن يلقي علينا محاضرة في الآثار وهو أمر لم نقاربه بل ولا نريده في برنامجنا".
وفي يونيو الماضي، ظهرت دعوات بتدمير أهرامات الجيزة في مصر، بعد اعتراض البعض على إطاحة متظاهرين بتمثال لتاجر رقيق في مدينة بريستول البريطانية، قبل يلقوا به في نهر ايفون، بحسب "CNN".
وتعليقا على الهجوم على الأهرامات وحملة مهاجمة الأهرامات المنطلقة من بريطانيا، قال الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار السابق، ماهي إلا تخاريف إنجليزية، تزعم أن بناة الأهرامات عبيد سود، وكان يوجد تمثال في متحف، يخص أحد التجار الرقيق، وبعض الإنجليز المتخلفين، ربطوا بين تاجر الرقيق والأهرامات، وقالوا إن الأهرامات بنيت بالعبيد.
وأضاف حواس، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، ببرنامج "على مسؤليتي"، المذاع على شاشة "صدى البلد"، أن هناك مقبرة مكتوب عليها أن من عمل في بناء المقبرة، أخذ الأجر مقابل عمله، بالإضافة لاكتشاف مقابر بناة الأهرامات بجوار الأهرامات، وإذا كانوا عبيد، لم يكن ممكنا بناء مقابر لهم، ولو أنهم عبيد، لن يعدوا مقابرهم للعالم الآخر، والعبودية والسخرة من الممكن أن تبني مباني ضخمة جدا، لكنها لا يمكن أن تبدع، وبناء الهرم به إبداع وإعجاز علمي، يظهر أن عائلات كبيرة شاركت في بناء الأهرامات.
وتابع حواس، أن الحملة الإنجليزية ضد الأهرامات ناتجة عن غباء اجتماعي إنجليزي، وكل الأدلة اللغوية والأثرية تثبت أن إدعاءات الإنجليز ليست لها أساس من الصحة، مشيرا إلى أنه كان متخوفا من تطوير وتجميل ميدان التحرير ولكن بعد الانتهاء من أعمال التجميل وجد شيء بديع.
ومن ضمن المواقف التي أثارت الأهرامات وقتها الجدل، تلك الواقع التي تعود لعام 2018 حينما تسلق شاب وفتاة أجنبيان، هرم خوفو، في الخفاء، هاربين من الشرطة ليصوران مشهدًا إباحيًا، آثار سخطًا وجدلًا واسعًا، وخاصة بعد أن نشر المصور الدنماركي Andreas Hvid الفيديو عبر موقع "يوتيوب" وأرفقه بتعليق: "أواخر نوفمبر 2018، تسلقت أنا وصديقتي هرم خوفو الأكبر في الجيزة، وخوفًا من رصدنا من قبل الحراس، لم أصور عدة ساعات من رحلة الصعود التي تسللنا خلالها إلى قمة الهرم".
تعليقات الفيسبوك