البريد وكورونا يهددان إقبال المصريين في الخارج على انتخابات "الشيوخ"
صورة أرشيفية
تنطلق انتخابات مجلس الشيوخ، غدا الأحد للمصريين في الخارج في استحقاق دستوري يأتي لدعم الحياة النيابية في مصر بانتخاب الغرفة الثانية للبرلمان.
وسيتم التصويت عبر البريد السريع، نظرا للمخاوف من فيروس كورونا المستجد، حيث يتوجه المصريون في الخارج للتصويت في 124 دولة. إلا أن مؤشرات عدة تؤكد تراجع أعداد الذين سجلوا للمشاركة في التصويت في هذا الاستحقاق الدستوري على غير ما اعتدنا عليه في استحقاقات انتخابية سابقة، وعزت مصادر عدة ذلك إلى بعض العوامل المالية ولانتشار فيروس كورونا المستجد.
متحدث الجالية المصرية في إيطاليا: 10 يورو تكلفة التصويت عبر البريد السريع
وقال محمد يوسف المتحدث باسم الجالية المصرية في إيطاليا والكاتب الصحفي، لـ"الوطن"، إن إجمالي عدد المصريين في العاصمة الإيطالية روما حوالي 550 ألف مصري، ولم يسجل فقط للتصويت سوى 26 فقط.
وأوضح "يوسف" أن من بين أسباب هذا الرقم المتدني أن آلية التسجيل للتصويت عبر البريد السريع لم تكن مناسبة، لأن الشخص عليه أن يذهب لإيداع الظرف في البريد ومطلوب منه أن يدفع مبلغ مالي من 7 إلى 10 يورو.
وأضاف: "أيضًا الذهاب إلى البريد يجعل الشخص ينتظر لوقت طويل وهو مرتد للكمامة في ظل ارتفاع درجة الحرارة، وهذا أمر صعب فضلًا عن أنه يهدر الوقت".
مصدر بالجالية المصرية في السعودية: 75 ريال سعودي لإرسال ظرف التصويت عبر البريد
وقال مصدر بالجالية المصرية بالمملكة العربية السعودية، طلب عدم ذكر اسمه، إن الذي سيقوم بالتصويت عبر البريد السريع سيكون عليه دفع 75 ريال سعودي، وهو مبلغ كبير بالنسبة لكثير من المصريين في المملكة العربية السعودية.
اتحاد المصريين ببريطانيا: أجواء كورونا انعكست على انتخابات "الشيوخ"
بدورها، قالت رئيس الاتحاد العام للمصريين في الخارج في بريطانيا ميرفت خليل، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن أجواء فيروس كورونا بالتأكيد كان لها تأثيرها، حيث كانت هناك صعوبة في إقامة تجمعات لأبناء الجالية كما كنا نفعل في أي استحقاق انتخابي سابق في ظل الإجراءات الاحترازية والوقائية من الفيروس، وبالتالي أصبحت هناك صعوبة في التواصل المباشر مع دوائر واسعة من أبناء الجالية.
وأضافت: "لكن جاءت خطوة التصويت عبر البريد السريع لتواجه ذلك، وهذا أمر له جانب إيجابي إذ أصبح للجميع إمكانية التصويت وتجنب مشقة السفر من مدينة إلى مدينة حتى الوصول إلى السفارة المصرية للتصويت".
واستدركت: "لكن الأمر السلبي في الموضوع أن مكاتب البريد بسبب أجواء فيروس كورونا لا تعمل في مواعيدها الطبيعية وتعمل في ساعات محددة، وهذا يخلق طوابير انتظار طويلة حتى تُرسل ظرف التصويت مسجلًا، لكن من المهم الحفاظ لكل مواطن على حقه في التصويت، وبالتالي فهذا أمر له إيجابية وله سلبية، لكن السلبية لا تعني عدم الذهاب إلى التصويت".
وقالت "خليل" إنه من الصعب تحديد عدد المشاركين في التصويت في ظل الآلية الجديدة مقارنة بمسألة الذهاب إلى السفارة من قبل.
ومن جانب آخر، قالت "خليل" إنه كان هناك حرص خلال الفترة الماضية على بث بعض الفيديوهات التوضيحية بشأن أهمية التصويت في انتخابات مجلس الشيوخ، وكذلك إجراءات التسجيل وإدلاء المصريين في الخارج بأصواتهم، وتم إعداد مادة بأسماء المحافظات وبها معلومات عن كل المرشحين للمجلس.
وأضافت "خليل": "قدمنا مساعدات لأبناء الجالية المصرية في الخارج في عملية التسجيل عبر الإنترنت، وقدمنا مساعدات كذلك لكبار السن، وحرصنا على التوعية بأهمية المشاركة في التصويت، والتأكيد على أنه لا يهم لمن سيعطي الناخب المصري صوته لكن الأهم أن يذهب ويشارك ويحافظ على حقه الانتخابي".
وأشارت إلى عقد اجتماعات للتوعية بأهمية مجلس الشيوخ وتأكيد دوره في مساعدة مجلس النواب، وأنه يمثل خطوة نحو مزيد من الاستقرار.
واستعدت وزارة الخارجية بتشكيل غرفة عمليات لمتابعة سير العملية الانتخابية لأبناء الجالية المصرية في الخارج بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للانتخابات تعمل على مدار 24 ساعة.
وتم تحديد عدد لجان الانتخاب بالخارج ومقارها بسفارات وقنصليات جمهورية مصر العربية بالدول المختلفة والبالغ عددها 141 لجنة في 124 دولة.
المصريون بالخارج يصوتون في 124 دولة حول العالم
وخلال الأيام الماضية قامت البعثات الدبلوماسية المصرية بالتنسيق مع مؤسسات البريد الحكومية بدولة الاعتماد لتسهيل وصول أوراق الاقتراع واستمرار تلقى جميع الخطابات عبر البريد حتى يوم 12 أغسطس بما يتناسب مع التوقيتات التي حددتها الهيئة وفقًا للجدول الزمني والإجرائي لانتخابات مجلس الشيوخ.
وكانت الهيئة الوطنية للانتخابات قررت إجراء تصويت المصريين في الخارج من خلال البريد السريع لتجنب التجمعات التي من شأنها تعريض سلامة المصريين لخطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد على نحو يضمن في الوقت ذاته حقوق المصريين في الخارج في الإدلاء بأصواتهم على نحو عادل وشفاف.
وفي إطار تلك الاستعدادات، شكلت البعثات في الخارج لجانا فرعية بالخارج في 140 مقر انتخابي في 124 دولة، كما تم موافاة البعثات المصرية في الخارج بالقواعد الإرشادية المنظمة لإجراءات عمل لجان الانتخاب للمصريين المقيمين خارج البلاد.
وشكلت وزارة الخارجية غرفة علميات بمقر الوزارة لمتابعة سير العملية الانتخابية بالخارج والتعامل مع أي صعوبات أو مشاكل تواجه البعثات وأيضا نقل أي شكاوى من المواطنين بالخارج للهيئة الوطنية للانتخابات، أو لمجموعة الدعم الفني المنبثقة عن الهيئة.
وستعمل غرفة العمليات المقامة بوزارة الخارجية على مدار 24 ساعة لمتابعة سير العملية الانتخابية في كل أنحاء العالم والتواصل بشأن أي استفسارات أو شكاوى، وتقديم الدعم اللازم ليسير التصويت على المسجلين للتصويت، وكذلك استعدت السفارات للتعامل مع أي استفسارات أو شكاوى.
وتنسجم إجراءات وزارة الخارجية المصرية مع إجراءات أخرى كانت أعلنت عنها وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين في الخارج السفيرة نبيلة مكرم والتي وجهت بدورها بتشكيل فريق عمل داخل الوزارة يعمل على مدار الساعة لتلقي جميع الاستفسارات بشأن إجراءات التصويت للمصريين في الخارج في انتخابات مجلس الشيوخ.