خبير أثري: ترميم أديرة نقادة كشف عن معمار متميز يعود لآلاف السنين
شاكر: قسَّم العلماء نقادة لـ3 حضارات تمتد عبر نحو 1400 سنة
خبير أثري: ترميم أديرة نقادة كشف عن معمار متميز يعود لآلاف السنين
"صعيد مصر يحوي معالم كثيرة للحضارة المصرية بمختلف مراحلها، من أهمها حضارة نقادة الأولى، كما أن مدينة قوص لها تاريخ عريق سواء في العصر الفرعوني أو الإسلامي"، تصريح الأنبا بيمن، أسقف إيبارشية نقادة وقوص بمحافظة قنا، وعضو المجمع المقدس، الذي قاله خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح 3 أديرة بنقادة مما يسلط الضوء على المدينة الأثرية التي تعد واحدة من كنوز مصر.
وافتتح الأنبا بيمن والدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، 3 أديرة أثرية وهم: (دير الملاك ميخائيل - دير الأنبا بسنتاؤس - دير مارجرجس المجمع بحاجر نقادة) عقب الانتهاء من عمليات ترميمهم، وذلك في إطار دور وزارة السياحة والآثار للحفاظ على تراث مصر.
"حضارتها تضرب في عمق التاريخ" يقول الدكتور مجدى شاكر الخبير الأثري، في تعريفه لحضارة نقادة التي تعود للفترة من 4400 ق.ب إلى 3000 ق.ب أي بعد حضارة البداري، حيث قسمها العلماء إلى ثلاث حضارات تمتد عبر نحو 1400 سنة وهى حضارة نقادة الأولى وحضارة نقادة الثانية وحضارة نقادة الثالثة.
يتابع شاكر لـ"الوطن" أن المتتبع للتك الحضارات يلاحظ تطورا سريعا بين تلك الاحقاب حيث اشتهرت حضارة نقادة بالتقدم الاقتصادي والصناعي والفني والتكوين الاجتماعي والسياسي السريع، ما أدى لإنشاء إمارات كبيرة متقدمة في مصر القديمة وتكللت تلك الحضارة بتكوين الوحدة بين شمال مصر وجنوبها مع بدء حكم الأسرة الأولى.
أما عن مسمى المدينة، يقول شاكر، إن أصل اسم نقادة يعود إلى اللغة القبطية وهذا الاسم تحريف عن اسمها القبطي (ني كاداي) وهي كلمة تعنى "الفهم أو المعرفة" وربما كان أهلها في القديم من ذوي المعرفة والعلم ولهذا أطلقوا عليها هذا الاسم، وقيل أيضا إنها مشتقة من اسم نجادة وتعني النجدة والإنقاذ حيث كان القدماء المصريون يستغلونها في موسم الفيضان النيل في دفن أمتعتهم ثم حرفت بعد ذلك من "نجادة" إلى "نقادة".
وتضم محافظة قنا العديد من الأديرة القديمة ذات الطابع الأثري، أشهرها دير الملاك، ودير الصليب، ودير الأنبا شنودة، ودير القديس أندراوس أبو الليف، ودير مارجرجس (المجمع) وجميعها تقع غرب نقادة من بين الأديرة التي تقع في محافظة قنا دير الأنبا بسنتاؤس غرب نقادة ودير مار بقطر بن رومانوس غرب نقادة ودير الملاك بقامولا بنقادة ودير مار بقطر بحجازة بقوص ودير الشهيد مارجرجس بالمحروسة.
أما عن أعمال الترميم والصيانة الخاصة التي استغرقت ثلاث سنوات، يقول شاكر إن أديرة نقادة تمثل نموذجًا متميزًا لعمارة الأديرة القبطية في جنوب الصعيد المشيدة من الطوب الأجر والطوب اللبن بتشكيلات معمارية بديعة، ما جعل أعمال الترميم تكشف عن ظهور عناصر معمارية متميزة تعود لآلاف السنين، إضافة إلى العديد من أعمدة الجرانيت.
وشملت أعمال الترميم بالأديرة الثلاث ترميم كنيستي الملاك ميخائيل والسيدة العذراء، إضافة إلى تدعيم الأساسات ومعالجة الطوب اللبن لجميع الجدران، وتغيير شبكة الكهرباء ومعالجة أرضيات هذه الكنائس، وتدعيم وتقوية الجدران والعقود التي تحمل قباب الكنيسة وتأهيل الموقع لاستقبال المصلين.