علي جمعة: الهجرة النبوية وسعت المفاهيم ولا هجره بعدها إلا لله
الدكتور علي جمعة
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية سابقا، إن الهجرة النبوية هي أفضل ذكرى، علّم النبي محمد صلي الله عليه وسلم فيها أتابعه كيفية التفكير السليم وتوسيع المفاهيم، حيث إن الهجرة هي مصطلح يعني به الانتقال الشريف من مكة للمدينة وبذلك تكون الهجرة حادثة تاريخية لها ظروفها وأسبابها ونتائجها وأركانها المتعدده.
وأضاف "جمعة"، خلال مداخلة له عبر "سكاي بي" ببرنامج "من مصر" والذي تقدمه الإعلامي عمرو خليل، والمذاع على فضائية "CBC"، أنه وبعدما فتح النبي صلي الله عليه وسلم مكة لا توجد "هجرة" وذلك لأنه لا يعد هناك دار يتحكم فيها الوثنيون المشركون وأخرى يتحكم فيها المسلمون المؤمنون، حتى أصبحت مكة دار إسلام وفتحت للمسلمين "لا هجرة بعد الفتح"، موضحا أنه لمن أراد بأن ينال أجر الهجرة التي لم يشهد التاريخ الذي حدثت فيه فعليه أن يجاهد في سبيل الله، وجاء النبي الكريم ليؤكد لأتباعه بأن المهاجر هو ما هجر ما نهي الله عنه ولو شبرا من الأرض: "أتي لنا بمعني جديد للهجرة وجعلها قضية حياة واجتماع بشري وتطبيق البرنامج على حياة المؤمن اليومية".
وأكد أن الهجرة النبوية حادثة غيرت وجه العالم كما غيرت واقعه، وكانت بداية خير ورحمة للعالمين وهي التي بها العديد من الدروس، مشيرا إلى أن الهجرة أكدت بأن المسلمين كافة قادرين على تغيير حياتهم وبدء صفحة جديدة في حياتهم مع الله كما غيرت الهجرة من شكل الإسلام والمسلمين: "الرسول كان دايما بيقول جدد إيمانك وقولوا لا إله إلا الله".
وتابع: "مفاهيم النبي صلي الله عليه وسلم لأتباعه بالتجديد وفتح صفحة جديدة تخرج الإنسان من الإحباط واليأس وينظر للمستقبل وليس للماضي، ولا يجعله أسيرا لأخطائه وذنوبه فكل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون، كما يجعله صاحب أمل ولا يبكي على اللبن المسكوب أو الضائع، ومع كل ذلك لن يكون هناك اضطراب أو اكتئاب أو احباط او نوع من سجن النفس في النفس، حيث أن المسلم دائما صاحب قراره".