الطفل كريم
قصة أشبه بالخيال بطلها طفل عمره 6 أشهر، قبل شهرين كانت تحمله سيدة فى سوق الجمعة بمحافظة الإسماعيلية، اقتربت من أخرى وطلبت منها أن تترك الرضيع معها لبضع دقائق بحجة دخولها المسجد للوضوء وأداء فريضة الصلاة، ثم اختفت منذ ذلك الوقت، ووجد الصغير نفسه داخل مستشفى بقرار من قسم الشرطة.
تعلق فؤاد رويدا أحمد، ممرضة حديثة التكليف، بالرضيع مما جعلها لا تقدر على فراقه لحظة واحدة وامتنعت عن أخذ إجازتها للجلوس معه على مدار أسبوعين فور استلمها عملها الجديد، وقررت أن تبحث عن أهله بنشر صوره ومقاطع فيديو له بعد أن أتم شهره الثامن، يلعب ويضحك ولا يعلم شيء عما حدث له، يتصرف بتلقائية تخطف القلوب ويصدر ضحكة لا تعرف ماذا يخبىء له الزمن من حكايات قد تتحول لكوابيس.
"مش عايزاه يعيش في ملجأ ويتبهدل، الطفل أول ما حد يشوفه لازم يحبه بيخطف أي حد يبص له"، حسب "رويدا" التى كان لديها رغبة ملحة في تبنيه، وعرضت الأمر على أمها ولكن فوجئت بأنه لابد أن تكون قد أتمت عامها الثلاثين أو تكون متزوجة: "أنا لسه عمرى 21 سنة ونفسي يفضل معايا بس مش هينفع".
فور نشرها صور الرضيع مصحوبة بقصته المؤلمة تلقت "روايد" أكثر من 20 طلباً لتبني الطفل: "قلت لهم أنه خلاص هيروح ملجأ، ممكن تروحوا هناك تسألوا"، تحلم له بمستقل أفضل وكأنه قطعة من روحها تجسدت في شكله البريء، أطلقوا عليه اسم "كريم" وأصبح لا يفارق حكاياتها: "مش هاين عليا آخد إجازة وأسيبه وقررت أدور على أهله عشان مفيش أم بترمي ابنها وهو عمره 6 شهور، ممكن يكون مخطوف لو كانت عايزة ترميه كانت رمته من زمان".
تتولى رعايته بشكل كامل وكأنه طفلها، تهتم بنظافته الشخصية وبلعبه وأكله: "اتعلقت بيه جدا وده هيأثر على نفسيتي لما يروح المجأ"، فرحت "رويدا" حين تأخر قرار إرساله للاطمئنان على صحته أولًا قبل تسليمه: "قلت دي فرصة أحاول أساعده يمكن أهله يتعرفوا عليه، حرام يكبر ويلاقي نفسه فى ملجأ من غير أهل".
تعليقات الفيسبوك