وزير الأوقاف: الأمل الحقيقي يبنى على العمل والأخذ بالأسباب
وزير الأوقاف
أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن الأمل حياة، ولولا الأمل ما ذاكر طالب ولا اجتهد، ولا زرع فلاح ولا حصد، وأن أبواب السماء مشرعة، وسبل الأمل والرجاء لا حدود لها.
واستشهد في خطبة الجمعة اليوم بمسجد محمد على (بالقلعة)، بقول أحد الحكماء: عجبت لمن ابتلي بأربع كيف يغفل عن أربع؛ عجبت لمن ابتلي بضر كيف يغفل عن قوله تعالى على لسان سيدنا أيوب: "أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين"، والله يقول بعدها: "فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين"، وعجبت لمن ابتلي بغم كيف يغفل عن قوله تعالى على لسان سيدنا يونس: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، ورب العزة يقول بعدها: "فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين"، وعجبت لمن ابتلي بمكر الناس كيف يغفل عن قوله تعالى على لسان مؤمن آل فرعون: "وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد"، والله يقول بعدها: "فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب"، وعجبت لمن ابتلي بالخوف كيف يغفل عن قول حسبي الله ونعم الوكيل، ورب العزة سبحانه يقول: "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم".
وأوضح، أن الأمل الحقيقي هو الذي يبنى على العمل والأخذ بالأسباب، فنحن في حاجة إلى الفقه والطب، وإلى الدعاء والدواء ليتكاملا، فنأخذ الدواء ونسأل الله أن يجعله سببا في الشفاء، وهذا هو مفهوم التوكل الصحيح، حيث يقول الحق سبحانه: "فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور"، فالمشي سعي وأخذ بالأسباب، ويقول نبينا: "لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدوا خماصا وتروح بطانا"، فالغدو والرواح سعي وأخذ بالأسباب.
وأكد وزير الأوقاف أننا في أيام طيبة مباركة من شهر الله المحرم وهو موسم من مواسم الطاعات التي ينبغي للإنسان أن يجتهد فيها، يقول نبينا: "أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرم"، وقد خص يوم العاشر منه – يوم عاشوراء- بمزيد من الفضل، حيث يقول نبينا: "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أنه يكفر السنة التي قبله "، ويستحب أيضا صيام يوم قبله، أو يوم بعده، أو يوم قبله ويوم بعده، داعيا الله أن يجعل برفع البلاء والوباء عن البلاد والعباد عن مصرنا العزيزة وسائر بلاد العالمين.