"طالب السرطان" يحقق حلمه بطب الأسنان: هدفي مانشستر المنصورة
الطالب محمد علي سعد
عامان ونصف هي الفترة التي قضاها "محمد علي سعد"، بين العلاج الكيماوي وزرع النخاع بمركز أورام المنصورة، ورغم انخفاض مناعته نتيجة إصابته بـ"سرطان الدم"، إلا أن عزيمته على أن يحقق حلمه في الالتحاق بكلية طب الأسنان، ليس لها حدود، وكانت دافعاً له للتفوق على نفسه والتغلب على مرضه، حتى حصل على 404 درجات في الثانوية العامة، هذا العام، وهو المجموع الذي يؤهله للالتحاق بالكلية التي طالما كان يحلم بها.
ظروف "محمد" الصحية تمنعه من الاختلاط بكثير من الناس، ويحاول التغلب على آلامه بما يصفه له الأطباء من الأدوية، وعبرت أسرته عن رغبته في الحصول على منحة برنامج "المنصورة – مانشستر" في طب الأسنان، لأن ظروفها تتناسب مع ظروفه الصحية، إلا أن القدرة المادية تمنعهم من سداد مصروفات الدراسة بهذا البرنامج.
بدأت رحلة "محمد" مع مرض السرطان في فبراير 2018، عندما اكتشف الأطباء في مركز الأورام بجامعة المنصورة، إصابته بسرطان الدم" اللوكيميا"، فبدأ في تناول جرعات الكيماوي، إلا أنها لم تكن كافية للقضاء على المرض اللعين تماماً، فقرر الأطباء إجراء عملية زرع نخاع له في شهر مايو 2019، ليظل محجوزاً في المستشفى حتى 4 يوليو 2019، وخرج يعاني انخفاضاً شديداً في المناعة، الأمر الذي فرض عليه تعامل مع نوع خاص، له ولجميع المحيطين به.
ووسط هذه الظروف المرضية، وضع الشاب حلمه أمام عينيه، أن يلتحق بكلية طب الأسنان، وبدأ في شهر أغسطس 2019 يذاكر الثانوية العامة، وأصر أن يكون امتحانه بين زملائه، وليس في لجنة خاصة لمرضى الأورام، واستطاع أن يحصل على مجموع 404 درجات، بنسبة 98.5%.
تحدث "محمد"، ابن قرية "بشبيش" بمحافظة الغربية، لـ"الوطن" قائلاً إن مجموعه يؤهله للالتحاق بكلية الطب، ولكن حلم حياته هو كلية طب الأسنان، ولكن ظروفه الصحية تمنعه من التواجد في أماكن الزحام والمحاضرات الكبيرة، وتابع بقوله: "أتمنى الالتحاق ببرنامج مانشستر الطبي بجامعة المنصورة، ولكن أسرتي لا تقدر على مصاريفه".
وأضاف: "قرأت كثيراً عن برنامج مانشستر، يكون بكل مجموعة عدد محدود من الطلاب، وتواصل الأساتذة مع الطلاب أون لاين، وهذا النظام من الدراسة هو الذي يتناسب مع ظروفي الصحية".
ومن جانبها، أكدت والدة "محمد" أن لديها ابنتين أكبر منه في كلية الطب، وإنها تتمنى أن تحقق لابنها رغبته، ولكنها تعمل مدرسة، ودخلها يكاد يكفي تدبير الاحتياجات الأساسية لأسرتها، بعد وفاة رب الأسرة قبل نحو 10 سنوات، كما أعربت عن أمنيتها أن يتمكن ابنها من الالتحاق بالنظام الدراسي، الذي يتناسب مع ظروف حالته الصحية.