بعد البحرين وإسرائيل.. متى يحدث اتفاق السلام دون حرب؟
مدير المركز العربي لـ"الوطن": ما يحدث تحريك لمياه راكدة منذ عام 1993
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة
البحرين وإسرائيل أعلنتا التوصل لاتفاق سلام وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"الإنجاز التاريخي"، ووصفته الحكومة البحرينية بـ"خطوة واقعية وهامة"، وجاء في بيان أمريكي بحريني إسرائيلي مشترك، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تحدثوا أمس وتمت الموافقة على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل ومملكة البحرين.
مصطلح اتفاق السلام، اعتادت الشعوب العربية سماعه بعد انتهاء حرب كمعاهدة السلام التي وقعتها مصر مع إسرائيل في مارس 1979 في أعقاب اتفاقية كامب ديفيد لتنهي عقود من الحرب والنزاعات بين الجانبين، وهو ما أثار تساؤلا في الشارع العربي عن إمكانية عقد اتفاق سلام دون حرب.
أوضح الدكتور محمد صادق إسماعيل مدير المركز العربي للدراسات السياسية، لـ"الوطن"، ماهية مصطلح "اتفاق السلام" في شرح بسيط ليعني أن يكون هناك إجماعا ما بين الاطراف الموقعة على اتفاق السلام على قبول هذا العقد أوعقد السلام، وأن يتم إحلال السلام دون اللجوء إلى أي آليات أخرى سواء حرب سواء نزاع وما إلى ذلك وهو أبسط تعريف لاتفاق السلام.
ما يحدث حاليا في المنطقة العربية ليس اتفاق سلام بالمعنى الشامل، حسب "إسماعيل" بل هو أقرب إلى التفاهمات؛ بمعنى تفاهمات بين الجانب الإماراتي والجانب الإسرائيلي على التقارب في وجهات النمظر وعلى تدشين نوع من العلاقات والتقارب بينهم، وهو ما حدث ما بين البحرين وإسرائيل، أمس.
يعتبر مدير المركز العربي للدراسات السياسية أن هذه التفاهمات أو التقارب في العلاقات بين الدول الخليجية والإسرائيلية هو إلقاء حجر في المياه الراكدة ما بين المفاوضات أو العلاقات العربية الإسرائيلية، خصوصًا بعد أن عاشوا حالة من الجمود في مفاوضات السلام بعد عام 1993 الذي شهد توقيع اتفاق أوسلو، وهي أول اتفاقية بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، ولم يحدث أي نوع من التقارب ما بين الجانب العربي والإسرائيلي فيما يتعلق باتفاق السلام أو المفاوضات.
وعن إمكانية مساهمة هذه التقاربات بين كل من الإمارات والبحرين وإسرائيل في نوع من مفاوضات عربية إسرائيلية جادة حول القضية الفلسطينية أم سيكون نوع من العلاقات الثنائية وقبول إسرائيل في المنطقة العربية، فأشار "إسماعيل" إلى أن هذا الأمر سيحتاج إلى وقت للإجابة عليه، إلا أنها تمثل نوع من التقارب ربما تصب في نوع من التقاربات في وجهات النظر أو محاولة إقناع الجانب الإسرائيلي بعودة المفاوضات مرة أخرى مع الجانب الفلسطيني لكن نعول كثيرا على الموقف الفلسطيني وأيضا الموقف الأمريكي، فيجب أن يكون هناك نوع من الاختلاف بين العلاقات أو المفاوضات لأن كل منهم يسير في اتجاه.
وقال بيان أمريكي بحريني إسرائيلي مشترك، إن الرئيس ترامب، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تحدثوا أمس، وتمت الموافقة على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل ومملكة البحرين.
وتابع البيان: "هذا اختراق تاريخي لتعزيز السلام في الشرق الأوسط. إن فتح الحوار والعلاقات المباشرة بين هذين المجتمعين الديناميكيين والاقتصادات المتقدمة، سيواصل التحول الإيجابي للشرق الأوسط ويزيد الاستقرار والأمن والازدهار في المنطقة".
من جانبه، أكد وزير الداخلية البحريني، الفريق أول، راشد بن عبدالله آل خليفة، أن إعلان تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل، يعد إجراء سياديا ويمثل موقفا شجاعا يعكس حكمة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.
يذكر أنه جرى الإعلان عن الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل في البيت الأبيض في 13 أغسطس الماضي، عقب محادثات قال مسؤولون إنها استغرقت 18 شهرًا، وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيستضيف حفل توقيع الاتفاق الدبلوماسي التاريخي لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات يوم 15 سبتمبر الجاري، في واشنطن، وفقًا لوكالة "رويترز".