رحلة مرشد الإخوان من "الطب البيطري" إلى "بدلة الإعدام"
بديع
قضت محكمة جنايات بورسعيد، المنعقدة بمجمع محاكم طرة، برئاسة المستشار سامي عبدالرحيم، اليوم السبت، بحكمها فى إعادة محاكمة محمد بديع وصفوت حجازي ومحمد البلتاجي و45 آخرين من قيادات جماعة الإخوان، في أحداث العنف التي وقعت في محافظة بورسعيد في أغسطس 2013، والمعروفة بـ"أحداث قسم شرطة العرب"، في اتهامهم بالتحريض على العنف والانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون، وترويع المواطنين، بالمؤبد على مرشد الإخوان.
ويعد هذا هو المؤبد الخامس الصادر بحق مرشد الإخوان، فقد حكم على "بديع" بالإعدام في قضية غرفة عمليات رابعة، ثم أعيدت المحكمة وحكم عليه بالمؤبد، وحكم عليه بالإعدام مرة أخرى في قضية العدوة، وستعاد المحاكمة، ونال حكما نهائيا بالمؤبد في أحداث الإسماعيلية، وحكما نهائيا بالمؤبد في قضية قطع طريق قليوب، وغيرها من الأحكام.
وقضى محمد بديع عبدالمجيد محمد سامي أستاذ علم الأمراض بكلية الطب البيطري بجامعة بني سويف والمولود في 7 أغسطس 1943، بمدينة المحلة الكبرى بمصر عامه الـ77 في زنزانته وحيدا حزينا بعدما وصل إليه وضعه من سوء.
المرشد العام الثامن لجماعة الإخوان المسلمين والذي تم انتخابه في 16 يناير 2010 خلفا للمرشد السابق مهدي عاكف، بعد انتخابات هي الأولى من نوعها في تاريخ الجماعة الإرهابية، خاصة في ظل وجود مرشد عام حي وليس ميتا، كما المعتاد، عمل أستاذا متفرغا بقسم الباثولوجيا بكلية الطب البيطري جامعة بني سويف.
وكان بديع تلميذا مخلصا لسيد قطب، رأس الإرهاب والعنف بالعالم الإسلامي في العصر الحديث، وصاحب عدد من النظريات المتطرفة، التي اعتمدت عليها جميع جماعات العنف وكل الأفكار المتطرفة.
ويعتبر سيد قطب رأس الإرهاب والتطرف، الملهم الأول لبديع فقد كانت القضية الأولى في حياة "بديع" سنة 1965م مع سيد قطب والإخوان، وحُكم عليه بخمسة عشر عامًا، وتعددت القضايا، حتى تم القبض عليه يوم الثلاثاء 20 أغسطس 2013 بتهم التحريض على العنف في أحداث ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة، وكل ما تلاها من تطبيقات عملية لفكر سيد قطب المتطرف والعنيف.
كان اعتناق "بديع" فكر سيد قطب فأل سوء على مدار حياته، فقد تسبب في محبسه في مقتبل حياته، وهو في الثانية والعشرين من عمره، والآن يقضي "بديع" عامه الـ77 في السجن، ومن المؤكد أنه سينهي حياته فيه، فقد حكم على المرشد بإعدامين وخمسة مؤبدات، في أحكام نهائية باتة، وهو ما يعني أن المرشد سينهي حياته لا محالة في السجن كما بدأ.