في ذكراه.. قصة مجمع البابا ديوناسيوس "14" لدحض بدعة "موت الروح"
غلاف كتاب السنكسار
يحيي الأقباط في صلواتهم بالكنائس الأرثوذكسية، اليوم الأحد، بحسب "السنكسار الكنسي"، ذكرى انعقاد مجمع البابا ديوناسيوس "14" لدحض بدعة موت النفس -الروح-.
"والسنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الأحد، 3 توت لعام 1737 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنَّه في مثل هذا اليوم عام 243 ميلادي، اجتمع مجمع مقدس بمدينة الإسكندرية، في السنة الثانية من رئاسة البابا ديوناسيوس، البطريرك الـ14 في تاريخ بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بسبب قوم ظهروا في البلاد العربية، كانوا يعتقدون أن النفس تموت مع الجسد وفي يوم القيامة تقوم معه، ووضعوا في ذلك مقالات وأرسلوها إلى قوم بالإسكندرية.
ويشير السنكسار، أنه لما بلغ الأنبا ديوناسيوس ذلك صعب عليه الأمر جدا وحاول ردعهم عن هذا الرأي، فلم يرتدعوا فجمع هذا المجمع وناظرهم، وبين لهم خطأهم بحسب العقيدة المسيحية، ولما لم يتوبوا ويرجعوا عن رأيهم، حرمهم ووضع لهم مقالا قال فيه: "إن محبة الله للبشر عظمية جدا. وان النفس لا تموت، ولا تضمحل. بل هي باقية بقاء الملائكة والشياطين. لأنها روحانية، لا تقبل استحالة ولا فسادا. وأن النفوس بعد خروجها من الجسد ترجع إلي الله الذي أعطاها حيث تبقى في مواضع الانتظار حسب استحقاقها، إلي يوم القيامة عندما يبوق في البوق، فتقوم الأجساد بكلمة الله وتتحد كل نفس بجسدها، وتنال معه إما النعيم أو العذاب الذي لا ينتهي".
ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "13 شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية.
و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.