صور.. "الوطن" ترصد مراحل التجربة السريرية للقاح الصيني بـ"فاكسيرا"
لا تقل سن المتطوع عن 18 عاما ولا يعاني من أمراض مزمنة
متطوع أثناء أخذه الجرعة الأولى للقاح الصيني المحتمل ضد فيروس كورونا
استيقظ من نومه في الخامسة صباحاً، ارتدى ملابسه وجهز حقيبته، وتوجه إلى محطة القطار، ليستقل القطار المتجه من قريته كوم حمادة بمحافظة البحيرة إلى القاهرة، استعداداً للمشاركة في التجارب السريرية للقاح الصيني المحتمل فاعليته ضد فيروس كورونا المستجد، في الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات "فاكسيرا"، إحدى الجهات الثلاث التي خصصتها وزارة الصحة والسكان لاستقبال المتطوعين في الدراسة وهي مستشفى صدر العباسية ومعهد الكبد القومي.
جاء "عبدالواحد فياله"، إلى مقر" فاكسيرا"، في تمام العاشرة من صباح اليوم، وبمجرد دخوله "مركز التطعيمات الجديدة" الذي تم تخصيصه لاستقبال متطوعي التجربة الثالثة للقاح الصيني "فيروسيل"، استقبله أحد العاملين، ومنحه ملفا يتضمن المعلومات المتعلقة بعملية التطوع.
قرأ "عبدالواحد" الملف بعناية شديدة قائلاً: "أنا متابع قصة كورونا منذ ظهوره في مقاطعة ووهان الصينية وكان نفسي أخدم بلدي وبمجرد معرفتي عن فتح باب التطوع في التجربة السريرية، قررت المشاركة أملاً في إيجاد لقاح يواجه الفيروس".
بعد موافقة " عبدالواحد" وتسجيل بياناته، بدأت إحدى الممرضات بمرافقته إلى غرفة الفحص، وهي الغرفة المخصصة لقياس العمليات الحيوية للمتطوع من قياس درجة الحرارة وقياس الطول والوزن ومعرفة التاريخ المرضي للمتطوع.
بعد انتهاء الفحص توجه الرجل الأربعيني إلى الغرفة المخصصة لسحب عينة من الدم تم أخذها على مرحلتين، وذلك لدراسة حالته المناعية الحالية قبل إجراء الدراسة، ليتم مقارنتها بعد إجراء الدراسة، ثم ينتقل المتطوع إلى غرفة ثالثة ليقوم التمريض بأخذ مسحتين الأولى من آخر الحلق والثانية من الأنف، لإجراء تحليل pcr، والتأكد من أن المتطوع لا يعاني من فيروس كورونا المستجد، وهي إحدى شروط التسجيل في الدراسة، ليصل إلى المرحلة الأخيرة والخاصة بأخذ الجرعة الأولى من اللقاح عن طريق الحقن في أعلى الذراع، وبعدها ينتقل المتطوع إلى غرفة الملاحظة لمدة 30 دقيقة، لمتابعة حالته والتأكد من أنه بخير، وهناك يتم الاتفاق معه على مواعيد متابعته سواء من خلال الهاتف أو الحضور للمتابعة بالمركز.
مشاركة "عبد الواحد" في التجربة ، جاءت بسرعة لم يتوقعها، لدرجة أنه لم يخبر زوجته أو أولاده الأربعة، بأنه قرر المشاركة: "حبيت أخوض التجربة الأول وبعد كده أبلغهم على الأقل أكون ملم بكل المعلومات، وأعرف أجاوب على أي حد من أقربائي وجيراني يريد التطوع".
بعين خبيرة وبعقل متابع لأزمة كورونا، ومقارنة بأرقام المصابين داخل مصر وخارجها، أشاد "عبدالواحد" بتجربة مصر في مواجهة فيروس كورونا المستجد، قائلاً: "الحمد لله الأعداد عندنا بسيطة ومصر قدرت تعدي الأزمة على عكس بعض الدول التي تخطت الاصابات اليومية لها آلاف المصابين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل".
وأضاف "عبدالواحد": "من أول ما تابعت ظهور فيروس كورونا في مقاطعة ووهان، وتدخل الرئيس عبدالفتاح السيسي مباشرة، وقيامه بإعادة المصريين المقيمين في ووهان وخضعوهم للحجر الصحي، وأنا أدركت أننا سوف نتخطى هذه الأزمة، وزادت ثقتي في القيادة السياسية، وهو ما جعلني أشارك تطوعياً في التجربة الإكلينيكية للقاح الصيني في مصر".
بجوار "عبدالواحد"، جلس "نعيم عشماوي" الرجل الستيني والموظف على المعاش، في انتظار دوره لكي يأخذ اللقاح الذي طالما سمع عنه، وظل يتابع أخباره أولاً بأول، قائلا: "أول ما سمعت عن فتح التقديم للتجارب جيت على طول عشان أشارك خدمة لنفسي ولأولادي وأحفادي من بعدي حتى نتمكن من إيجاد لقاح آمن ضد فيروس كورونا المستجد".
وبسؤاله عن وجود أي تخوفات متعلقة بالمشاركة في الدراسة الإكلينيكية، أضاف " نعيم" :" اللقاح تم تجريبه في أكثر من دولة، ومصر واحدة من تلك الدول، ولا أعتقد أن أي لقاح يكون هدفه خدمة البشرية يمكن أن يضر أحدا" ، مؤكداَ أن مصر دولة تخاف على أولادها وتتمنى لهم الأفضل دائماً وأن الموافقة على تجريب اللقاح جاءت بعد مراجعة من وزارة الصحة.
الدكتور مصطفى المحمدي، مديرعام التطعيمات في المصل واللقاح، أكد أن عملية استقبال المتطوعين تتم يومياً من التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساءً على مدار الأسبوع حتى يوم الجمعة، لافتا ًإلى أن المركز استقبل 150 متطوعا في اليوم الأول لبدء التجربة رغم أن الموقع الخاص بتسجيل المتطوعين عمل في وقت متأخر من اليوم، لافتاً إلى أن عدد المترددين على المركز حتى منتصف اليوم وصل قرابة الـ100 متطوع.
وأضاف " المحمدي " لـ"الوطن" أنه يوجد شروط معينة لابد أن تكون مستوفاة في المتطوع حتى يتم قبوله في الدراسة وهي ألا تقل سن المتطوع عن 18 عاماً، وأن يكون المتقدم من الأصحاء ولا يعاني من أمراض مزمنة، وألا يكون قد تعرض لارتفاع في درجة الحرارة قبل خضوعه للتجربة بأسبوعين، أو حصل على تطعيم، وألا يكون سبق له الإصابة بفيروس كورونا المستجد من قبل، وإذا كانت المشارك من السيدات فيجب ألا تكون حاملا.