الأيام الأخيرة في حياة جميل راتب: "لا عربية ولا شقة.. مات مستور"
جميل راتب
يعتقد قطاع كبير من الجمهور، أن حياة الفنانين، لا يُعكر صفوها أي شيء، ويعيش أغلبهم في ثراء فاحش، قد يكفي أحفادهم، لكن يخفى عن البعض أن هناك شريحة من الفنانين ينتمون إلى الطبقات المتوسطة ولا يعرفون سبيل هذا الثراء، ويُعد الفنان جميل راتب، الذي تحل ذكرى وفاته الثانية، اليوم السبت، واحدًا من هؤلاء الفنانين.
ويقول هاني التهامي، الذي كان يتولى إدارة أعمال الفنان جميل راتب، لمدة 15 عامًا، لـ"الوطن" إن الفنان الراحل كانت حياته قوامها الأساسي "الستر" والبساطة، مؤكدًا أن المنزل الذي كان يعيش فيه خلال السنوات الأخيرة قبل وفاته ليس ملكه ولكنه كان مستأجرًا، قائلًا: "البيت رجع لصاحبه بعد وفاة جميل راتب مباشرة".
وأوضح "التهامي" أن منزل جميل راتب، الذي عاش فيه لمدة 20 عامًا تقريبًا في صغره، باعه للسفارة البلجيكية بالقاهرة، قبل سنوات من وفاته، مؤكدًا أنه لم يكن يملك أي عقارات أو سيارات أو أموال: "مات مستور وحياته كانت بسيطة خالص".
جميل راتب، الذي رحل في مثل هذا اليوم، قبل عامين، بعد صراع طويل مع المرض، استمرت رحلة عطائه لعشرات السنوات، ونجح على مدار مشواره الفني في تقديم أعمال متنوعة، استطاع من خلالها أن يحتفظ بمساحة في قلوب مُحبيه.
"راتب" تحدّث كثيرًا عن الموت، لا سيما في الأعوام الأخيرة، وكان دائمًا ما يؤكد أنه لا يخشى الموت، إذ قال في أحد الحوارات التليفزيونية، عندما سألته الإعلامية راغدة شلهوب، بقولها: "هل أنت خائف من مواجهة الموت؟"، ليُرد عليها: "الموت بالنسبة لي هيبقى راحة، راحة من مشكلات مختلفة، زي المرض وتقدم العمر، ومشكلات الحياة، مش خايف من الموت، لكن خايف من عذاب المرض".
"راتب"، في حواره الأخير مع "الوطن" فسّر أسباب حرصه على تلقي العلاج داخل مصر في أيامه الأخيرة، وعودته من فرنسا وقطع رحلة العلاج هناك، إذ قال: "الأطباء لم يستطيعوا فعل شىء نظراً لكبر سني، رغم أنهم حاولوا تقديم حلول، وقد قبلت وضعي كما هو وفضلت العودة إلى مصر مرة أخرى، لأنني أريد أن أعيش وأموت على أرضها".
الفنان الراحل أوصى مدير أعماله، وهو على فراش الموت، بأن يُقام له عزاء بعد وفاته، يحضره من يحبه من الفنانين وكبار النجوم، بالإضافة إلى تجميع كل صوره والجوائز التي حصل عليها طوال حياته بمعرض خاص، حتى يظل اسمه عالقاً بذهن الجمهور.