تعرف على كتاب "بناء الشخصية الوطنية" المقرر على أولى ثانوي وموضوعاته
كتاب "بناء الشخصية الوطنية"
أعلنت وزارتا التربية والتعليم والأوقاف عن بدء تدريس كتاب "بناء الشخصية الوطنية"، للصف الأول الثانوي، وأوضحت وزارة الأوقاف أن الكتاب أحد أهم ثمار التعاون بين وزارة الأوقاف ووزارة التربية والتعليم، وأحد أهم خطوات بناء الشخصية الوطنية، حيث يتناول الكتاب موضوعات في غاية الأهمية، وهي:
حب الأوطان فطرة إنسانية.
الانتماء للوطن قيمة عظيمة.
بناء الشخصية الوطنية في عالم متغير.
حفظ مصالح الإنسان .
حفظ مصالح الأوطان .
إجراءات الحماية المقررة للمقاصد الشرعية .
دور الأسرة في تعزيز الانتماء للوطن .
دور المعلم في بناء شخصية طلابه .
المؤسسات الوطنية ودورها في بناء الشخصية (القوات المسلحة المصرية نموذجًا).
دور الإعلام في تعزيز ثقافة الحوار المجتمعي ودعم الانتماء الوطني .
رؤية مستقبلية لإعادة بناء الإنسان المصري .
وتؤكد فكرة الكتاب والتي تقوم على أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان، وأن الحفاظ على الأوطان أحد أهم الكليات والمقاصد الضرورية التي أصّلها الشرع الشريف، وأن الوطنية الحقيقية ليست شعارات ترفع أو عبارات تردد ، إنما هي إيمان بالوطن، وعمل دؤوب لرفعة شأنه واستعداد دائم للتضحية من أجله .
ويهدف الكتاب على تعزيز قيم الانتماء الوطني، وتفاعل مؤسسات المجتمع من الأسرة ، إلى التعليم ، فالثقافة ، فالإعلام ، فسائر المؤسسات الوطنية ، في ترسيخ قيم المواطنة المتكافئة دون تمييز ، فالوطن لأبنائه جميعا، وهو بهم جميعا.
وجاء في المقدمة الأصلية للكتاب والتي كتبها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، قبل المعالجة التربوية من وزارة التربية والتعليم: مما لا شك فيه أن حب الوطن والحفاظ عليه فطرة إنسانية أكدها الشرع الحنيف، فهذا نبينا يقول مخاطبًا مكة المكرمة قائلاً: "واللهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ الله، وَأَحَبُّ أَرْضِ الله إلى الله، وَلَوْلاَ أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ؛ ما خَرَجْتُ”.
المواطنة الحقيقية تعني حسن الولاء والانتماء للوطن ، والحرص على أمن الدولة الوطنية ، واستقرارها ، وتقدمها ، ونهضتها ، ورقيها , كما تعني الالتزام الكامل بالحقوق والواجبات المتكافئة بين أبناء الوطن جميعًا , دون أي تفرقة على أساس الدين أو اللون أو العرق أو الجنس أو اللغة , غير أن تلك الجماعات الضالة المارقة المتطرفة المتاجرة بالدين لا تؤمن بوطن ولا بدولة وطنية , فأكثر تلك الجماعات إما أنها لا تؤمن بالدولة الوطنية أصلاً من الأساس , أو أن ولاءها التنظيمي الأيديولوجي فوق كل الولاءات الأخرى وطنية وغير وطنية , فالفضاء التنظيمي لدى هذه الجماعات أرحب وأوسع بكثير من الدولة الوطنية والفضاء الوطني .
ونستطيع أن نؤكد وباطمئنان على أمور، أهمها :
أولاً : أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان ، وأن العمل على تقوية شوكة الدولة الوطنية وترسيخ دعائمها مطلب شرعي ووطني، وأن كل من يعمل على تقويض بنيان الدولة أو تعطيل مسيرتها ، أو تدمير بناها التحتية ، أو ترويع الآمنين بها ، إنما هو مجرم في حق دينه ووطنه معًا .
ثانيا : أنه حيث تكون المصلحة ، ويكون البناء والتعمير ، فثم شرع الله وصحيح الإسلام، وحيث يكون الهدم والتخريب والدمار فثمة عمل الشيطان وجماعات الفتنة والدمار والخراب .
ثالثا : أن كثيرًا من المشكلات العصرية وحالات الشقاق التي تصل إلى حد الاحتراب والاقتتال المجتمعي أو الدولي أحيانًا , يمكن أن يُحلَّ الكثير منها بإقرار مبدأ المواطنة المتكافئة ، وترسيخ فقه المواطنة بديلًا لفقه الأقلية والأكثرية ، فمصطلح الأقلية والأكثرية يشعرك ابتداءً بأن هناك فريقين ، أحدهما قوي والآخر ضعيف , ولو بالمقياس العددي ، أما مبدأ المواطنة المتكافئة فتذوب فيه العصبيات الدينية والعرقية والطائفية والمذهبية والقبلية، وسائر العصبيات الخاطئة المدمرة .
رابعا : أن أكثر الدول إيمانًا بمبدأ المواطنة وحرصًا على تطبيقه وأكثرها إيمانًا بحق التنوع والاختلاف واعتباره إضافة وتراثًا ؛ هي أكثر الدول أمنًا وأمانًا واستقرارًا وتقدمًا وازدهارًا ، كما أن جميع الدول التي وقعت في فخ الاحتراب والاقتتال الطائفي أو العرقي أو المذهبي أو القبلي عصفت بها المحن , فسقطت وتمزقت وهوت وتشـرد أبناؤها وعانوا الأمرين , ولَم تقم لها ولا لهم قائمة .
خامسا : أن العلاقة بين الدين والدولة ليست علاقة عداء ولن تكون , فالدولة الرشيدة صمام أمان للتدين الرشيد , وإن تدينًا رشيدًا صحيحًا واعيًا وسطيًّا يسهم وبقوة في بناء واستقرار دولة عصرية ديمقراطية حديثة تقوم على أسس وطنية راسخة وكاملة , وإن دولة رشيدة لا يمكن أن تصطدم بالفطرة الإنسانية التي تبحث عن الإيمان الرشيد الصحيح , على أننا ينبغي أن نفرّق وبوضوح شديد بين التدين والتطرف , فالتدين الرشيد يدفع صاحبه إلى التسامح , إلى الرحمة , إلى الصدق , إلى مكارم الأخلاق , إلى التعايش السلمي مع الذات والآخر , وهو ما ندعمه جميعًا , أما التطرف والإرهاب الذي يدعو إلى الفساد والإفساد , والتخريب والدمار , والهدم واستباحة الدماء والأموال , فهو الداء العضال الذي يجب أن نقاومه جميعًا , وأن نقف له بالمرصاد , وأن نعمل بكل ما أوتينا من قوة للقضاء عليه حتى نجتثه من جذوره.
سادسًا : أن الوطنية الحقيقية ليست مجرد شعارات ترفع أو عبارات تردد , الوطنية إيمان وسلوك وعطاء , الوطنية نظام حياة وإحساس بنبض الوطن وبالتحديات التي تواجهه , والتألم لآلامه , والفرح بتحقيق آماله , والاستعداد الدائم للتضحية من أجله.
الوطني الحق لا يكذب وطنه , ولا يخون أهله , ولا يغشهم , ولا يخدعهم , ولا يتآمر عليهم , ولا يبيع قضاياهم بأي ثمن ثمين أو بخس , الوطني الحق كالمثقف الحق لا يباع ولا يشترى بالدنيا وما فيها.
الشخصية الوطنية هي التي على استعداد لأن تحترق لتنير دروب الوطن , ولأن تفتديه بنفسها وما تملك , وتعرف للوطن حقه وقدره , وتدرك أنها بلا وطن كالسمك بلا ماء , وكالطائر بلا هواء , وقد تغنى الشعراء كثيرًا بحب الوطن وعبروا عن آماله وآلامه وشعورهم تجاهه وحنينهم إليه"