ضبط عصابة سرقت فيلا أقدم فدائية بالإسماعيلية أثناء تشييع جثمانها
أمنة دهشان
تمكن رجال البحث الجنائي بالإسماعيلية من ضبط تشكيل عصابي سرق مشغولات ذهبية تقدر بنصف مليون جنيه من فيلا لواء شرطة بالمعاش ونجل أقدم فدائية بإقليم القناة، وذلك أثناء انشغال الأسرة في تشيع جنازة الفدائية.
وتلقى اللواء ياسر نشأت، مدير أمن الإسماعيلية، بلاغًا من المقدم محمد هشام، رئيس مباحث مركز الإسماعيلية، يفيد بتلقيه بلاغًا من اللواء دهشان جمعة دهشان، مفتش سجن بورسعيد السابق، وبالمعاش حاليًا، نجل الفدائية الحاجة آمنة دهشان أقدم فدائية بالقناة، بسرقة منزله في منطقة التعاون بالإسماعيلية، خلال تشييع جنازة والدته، والتي توفت في الثامن من الشهر الجاري عن عمر يناهز 95 سنة.
وأمر مدير الأمن بتشكيل فريق بحث ضم النقباء سيد نصر الله وملهم البلتاجي وعمر الطحاوي، للوصول إلى مرتكبي الحادث، وتبين من التحريات إلى قيام 4 أشخاص وراء ارتكاب وقائع السرقة، وجرى ضبطهم وبحوزتهم 14 قطعة ذهبية تصل سعرهم إلى نصف مليون جنيه، واعترفوا بسرقة الفيلا مستغلين إنشغال أسرة الفدائية الحاجة آمنة دهشان، بتشييع جنازتها وتلقى العزاء، كما اعترفوا أيضًا بسرقة 4 ساعات ماركات عالمية من فيلا أخرى ل "علاء.ا"، وتم إعادة المسروقات إلى أصحابها.
وبعرض المتهمين وهم "سيف.ج.ي" 21 عامًا وشهرته "توتا" و"عبد الرحمن.هـ.ر" 20 عامًا، وشهرته "حلقولو" و"رضا م.ع" 22 عامًا، عاطل، و"محمد.ع.ع" 30 عامًا مقيم بعرايشة مصر، وشهرته "حميز" على النيابة العامة، قررت حبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.
والفدائية آمنة دهشان، إحدى الفدائيات التي تعاونت مع الجنود المصريين في معركة الشرطة ضد الاحتلال الإنجليزي في 25 يناير 1952 في محيط مبنى ديوان محافظة الإسماعيلية بعد رفض الشرطة تسليم أسلحتها لقوات الاحتلال، وكان عمرها وقتها 27 عامًا.
وهى أول فدائية تساعد الجنود خلال حرب النكسة وحرب 73، وأول من قدمت الطعام وفتحت منزلها للجنود في 5 يونيو، وأول سيدة ريفية تولت منصب عضو مجلس محلي محافظة، وأول سيدة حملت رخصة السلاح، وقد عاصرت الحرب العالمية الثانية، وحرب 48 والعدوان الثلاثي، ونكسة 67 وحرب الاستنزاف وحرب 6 أكتوبر 1973.
وهي أقدم معمرة في محافظة الإسماعيلية، وشاركت في المقاومة الشعبية، وكانت السيدة الوحيدة التي حصلت على تصريح دخول مدن القناة أثناء فترة حرب أكتوبر وما قبلها، ولم يتوقف دورها عند ذلك، بل استكملت مسيرتها من خلال العمل العام والتطوعي، ورُشحت عضو مجلس محلي بالإسماعيلية، كأول ريفية عام 1989 لخدمة أبناء قريتها، تحفر بين طيات ذاكرتها أهم حقبة في تاريخ مصر.
والفدائية الراحلة آمنة دهشان من أبناء البدو جاءت أسرتها إلى مدينة الإسماعيلية قبل تأسيسها وعاشت وتزوجت من ابن عمها خلال فترة حكم الملك فاروق، وأنجبت من الأبناء 8 ولديها 45 حفيدًا، ولدت في 16 نوفمبر 1925، وتعلمت في كتاب القرية، أحبت الحياة الريفية وكانت الزراعة عشقها الأول، وكانت تبحث عن الأراضي لشرائها واستصلاحها وكانت تشرف بنفسها على أعمال الزراعة وجني المحصول.