"نيفين": لا توجد تحصينات متوفرة لأمراض الأسماك
بعض الشركات أنتجت لقاحات من عترات محلية معزولة كطريقة للتحصين
نيفين عبدالخالق
قالت الدكتورة نيفين عبدالخالق، أستاذ مساعد أمراض الأسماك ورعايتها بكلية طب بيطرى جامعة المنصورة، إن الدولة أولت اهتماماً كبيراً بقطاع الاستزراع السمكى، حيث حققت نجاحاً ملحوظاً ساهم بالنهوض بالثروة السمكية من خلال إنشاء مزارع غليون وشرق بورسعيد. بالإضافة إلى مجهودات الشباب من خريجى الطب البيطرى والزراعة والثروة السمكية الذين أصبح أمراً حتمياً التعاون فيما بينهم للعمل لإيجاد حلول ابتكارية للنهوض بالقطاع مع الاستعانة بالخبرات من خبراء الاستزراع السمكى فى مختلف المجالات للنهوض بالصناعة، ولكن بالرغم من كل هذا إلى الآن ما زال يعانى البلطى المصرى الكثير من الخسائر الاقتصادية والنفوق الجماعى على كافة الأشكال منذ 2013 حتى الآن نتيجة الموت المفاجئ لكميات كبيرة أثرت سلباً على القطاع السمكى.
وتم إجراء العديد من الأبحاث والتجارب للوقوف على الأسباب المؤدية لظاهرة النفوق الجماعى لأسماك البلطى. وقد عزا الكثير من الباحثين أسباب النفوق إلى تغيرات مناخية وتلوث بالمياه بالإضافة إلى العدوى البكتيرية وخاصة البكتيريا العقدية أو الميكروب السبحى (Streptococcus) وقد قامت بعض الشركات بإنتاج لقاحات من عترات محلية معزولة كإحدى طرق الحلول من خلال التحصين، ولجأ البعض الآخر لرفع كفاءة الأسماك من خلال استخدام المنشطات المناعية والبروبيوتك والمطهرات مع تحسين جودة المياه.
وبالرغم من أنه فى عام 2017 أعلنت «الفاو» عن وجود نوع من الفيروسات تسبب فى خسائر عالمية فى العديد من الدول الذى أطلق عليه (Tilapia Lake virus) والذى مع الأسف بعد هذا الإعلان أدى بدوره إلى وقف تصدير البلطى فى مصر إلا أنه حتى الآن عام 2020 إلى حد علمى لم يوجد أى بحث أو رسالة علمية تؤكد مصداقية وجود فيروس البحيرات بالبلطى المصرى. بل الجدير بالذكر حالياً فقد سجلت باحثة بكلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة وجود نوع آخر من الفيروسات المؤدية إلى النفوق الجماعى سواء للأسماك الكبيرة أو الزريعة وقامت بعزل نوع من الفيروسات يسمى Viral Nervous Necrosis فى 2020 ولم ترصد وجود فيروس البحيرات فى العينات المعزولة سواء فى المزارع أو المفرخات. ولكن وجب التنويه وطمأنة المستهلكين فبالرغم من النفوق العالى فى الأسماك إلا أنه لا يمثل خطراً على حياه الإنسان كمستهلك للأسماك.
أما عن الطرق المثلى للمكافحة للإصابة الفيروسية بالرغم من وجود تحصينات ظهرت لمثل هذه الفيروسات باليابان وبعض دول العالم إلا أنه لا يوجد تحصينات متوفرة لفيروسات الأسماك بمصر حتى الآن ولذلك تتمثل طرق الوقاية من خلال تطبيق معايير الأمان الحيوى بالمزارع والمفرخات والتى أصبحت أمراً حتمياً لتفادى الكثير من المشكلات المرضية والحد من انتشار العدوى من مزرعة إلى أخرى أو حتى داخل المزرعة سواء كانت هذه العدوى بكتيرية أو فيروسية. بالإضافة لزيادة وعى الكثير من المربين لأسماك البلطى بدور البحث العلمى والأسس والتقنيات الحديثة لزيادة الإنتاج وتفادى حدوث الأمراض فأصبحت تقام العديد من المعارض التى يزورها كثير من أصحاب شركات الأدوية والعلماء والباحثين بالمجال مع أصحاب المزارع ويلتقون سوياً لاستعراض المشكلات وطرق الحلول. هذا بالإضافة إلى توفير العديد من الدورات التدريبية للمزارعين لنشر ثقافة الأمان الحيوى وطرق تطبيقه لتفادى حدوث المرض أو انتشاره.