وزير الأوقاف: الوقوف بقوة في وجه دعاة الفوضى والتخريب واجب شرعي
وزير الأوقاف
ألقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، اليوم، خطبة الجمعة بمسجد "التقوى" بقرية زاوية شوشة مسقط رأس المفتي، مركز الدلنجات محافظة البحيرة، بحضور اللواء هشام آمنة محافظ البحيرة، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، واللواء محمد والي مدير أمن المحافظة، وعدد من القيادات الشعبية والتنفيذية.
وجرى اتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية، ومراعاة البعد الاجتماعي، في إطار خطة وزارة الأوقاف، لإعمار بيوت الله مبنى ومعنى، ومشاركة من وزارة الأوقاف في احتفالات محافظة البحيرة، بعيدها القومي.
وفي بداية خطبته، أكد وزير الأوقاف، أن الصدق محمدة ومنجاة، وأن الكذب منقصة ومهلكة، مصداقا لقول رسولنا الكريم: "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا".
وأضاف: هذا ما نشاهده من جماعات الفتنة وأبواق الضلال، الذين لا هم لهم إلا الكذب والافتراء وبث الشائعات، ونحن على ثقة أن الله سيرد كيدهم في نحورهم، لأن الله يقول: "إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون"، ويقول سبحانه: "إن الله لا يصلح عمل المفسدين".
وأوضح أنه ليس شرطا أن تكون كذابا، بل يكفيك من الإثم أن تنقل كل ما تسمع دون تحقق، أو تنقل أو تشارك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما تجده على صفحات الآخرين دون تحقق، ويقول نبينا: "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع"، مؤكدا أن الإيمان والكذب لا يجتمعان، وأن الكذب من صفات النفاق، وفي ذلك يقول نبينا الكريم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان".
وأشار إلى أن الصدق في الأقوال يتبعه الصدق في الأفعال، وأن الصدق من خصائص وصفات الإيمان، قال تعالى "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".
ومن الصدق في الأفعال والأقوال موقف الأعرابي الذي جاء إلى النبي فآمن به واتبعه وقال: أهاجر معك فأوصى به النبي بعض أصحابه فلما كان يوم من الأيام التي لاقى رسول الله أعداء الله، غنم رسول الله فيها أشياء، فقسم وقسم له فأعطى أصحابه ما قسم له وكان يرعى ظهرهم.
فلما جاء دفعوا إليه فقال: ما هذا ؟ قالوا: قسم قسمه لك رسول الله، فأخذه فجاء به النبي، فقال: يا محمد ، ما هذا ؟ قال: قسمته لك، قال: ما على هذا اتبعتك، ولكني اتبعتك على أن أرمى هاهنا وأشار إلى حلقه بسهم فأموت وأدخل الجنة، فقال: إن تصدق الله يصدقك فلبثوا قليلا، ثم نهضوا إلى العدو، فأتى به النبي يحمل، قد أصابه سهم حيث أشار، فقال النبي: أهو هو؟
قالوا: نعم قال: صدق الله فصدقه، وكفنه النبي في جبة، ثم قدمه فصلى عليه، فكان مما ظهر من صلاته عليه: اللهم إن هذا عبدك، خرج مهاجرا في سبيلك، فقتل شهيدا، أنا شهيد عليه".
وفي ختام خطبته، أكد أن مصر دولة تبني وتعمر، وفي كل يوم نمر على ما تبنيه من الطرق والإسكان ودور العبادة، ونحن الآن في محافظة البحيرة، لافتتاح (29) مسجدا بتكلفة تزيد على (50 ) مليونا من الجنيهات، موضحا أن ديننا دين بناء، والحضارة الإسلامية حضارة عمران، كما أن الصدق في كل شيء سبيل البركة في كل شيء، وأن الكذب يمحقها، وفي ذلك يقول (صلى الله عليه وسلم): "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما".
وأكد أن الصدق مع الأوطان ليس كلاما ولا شعارات، وإنما عطاء وبناء، وحفاظ على البلدان، وأن نقف بقوة في وجه دعاة الفوضى والتخريب، وكشف ما يقومون به من فساد وإفساد، وألا نقف من قضايا الوطن موقفا سلبيا.