"أكتوبر".. معركة الكرامة
دبابات إسرائيلية تم تدميرها في "الثغرة"
تحتفل مصر والقوات المسلحة بمرور 47 عاماً على نصر أكتوبر المجيد، تلك الذكرى الغالية التى استرد الجيش المصرى فيها كرامة الأمة العربية، حين نجح فى عبور خط بارليف، وإجبار العدو الإسرائيلى على الانسحاب من جبهة القتال، وحيد طيرانه لمنع الاقتراب من قناة السويس لعدة كيلومترات، ثم إفشال خططه لتحويل هزيمته إلى نصر.
الإخوان حاولوا "تشويه الانتصار".. و"الوطن" تكشف أسراراً جديدة لتحطيم خط بارليف
«الوطن» تحتفى بـ«ذكرى النصر»، عبر مواجهة «حرب الشائعات والتشويه»، التى يمارسها أعداء الخارج وعناصرهم من جماعة الإخوان الإرهابية، التى حاولت تصوير ذكرى «البطولة والفداء»، إلى «هزيمة» فى مخيلتهم فقط، عبر تصوير أن «الثغرة» كانت «نكسة مصرية»، متناسين أن القوات المسلحة المصرية حاصرتها بأكثر من ضعف قوات العدو حينها، وكانت جاهزة لـ«تصفيتها»، لولا اتفاق «وقف إطلاق النار». وتكشف «الوطن» عن «أسرار خط بارليف»، التى اعتمدت عليها قوات العدو الإسرائيلى لتأمينه، مثل وجود أجهزة لرصد التحركات على بعد 10 كيلومترات من «الخط»، ما يساعدها على تعبئة الاحتياط، لمواجهة الاقتحام، لكن تلك الفكرة فشلت بسبب نجاح قواتنا المسلحة فى اختراق «الساتر الترابى»، ما قلل الفترة التى احتاجتها القوات للهجوم، بما أفقد العدو توازنه فى ساعات قليلة، إضافة لخطة الخداع الاستراتيجى، التى أبعدت احتمالات الهجوم المصرى عن أذهان العدو والعالم.
"وادى الموت".. قصة "طحن الجيش الإسرائيلى" التى حوّلها "إعلام الإخوان" لـ"هزيمة مصرية"
«من يضحك أخيراً.. يضحك كثيراً»، حكمة تناستها جماعة الإخوان الإرهابية وأعوانها حين سعوا لتسويق نظرية «المُحتل المهزوم»، حين نجحت قواتنا المسلحة قبل 47 عاماً كاملة فى تكبيده أكبر خسارة عسكرية فى تاريخه، لتجبره على «السلام»، إلا أن نظرية الأمن الإسرائيلى تحتم عليه أن يحافظ على غروره حين يتحدث عن «الجيش الذى لا يُهزم»، فيدعون أنهم هزموا الجيش المصرى فى «حرب أكتوبر»، استناداً لما يُعرف بـ«الثغرة»، وهى الرواية ذاتها التى يسوّقها «الإعلام الإخوانى»، حيث ذكرها موقع «رصد»، التابع للجماعة الإرهابية، واصفاً إياها بـ«نكسة 6 أكتوبر».
حديث «الإخوان» ليس الوحيد فى «محاولة اللعب فى عقول الشباب» فى هذه الأثناء، البعض على مواقع التواصل الاجتماعى يُشكك فى إتمامنا لـ«النصر» تحت دعوى عبور الجيش الإسرائيلى، بقيادة آرئيل شارون، بقرابة 600 دبابة، فقد منها الكثير بدفاع رجال الصاعقة والمظلات بدعم من المقاومة الشعبية بالسويس والإسماعيلية، حتى فشل فى احتلال أى من تلك المدن، لتتواصل خسائره، حتى أصبح لديه 400 دبابة فقط.
البداية كانت يوم «13 أكتوبر»، أى بعد 6 أيام من الخسائر المتتالية للعدو، لتُحلق طائرة استطلاع أمريكية، تمسح كل سماء مصر فى 25 دقيقة فقط، حيث كانت على ارتفاع 25 كيلومتراً، وتسير بسرعة لا توازيها أى طائرة أخرى فى العالم، لتنجح فى رصد أوضاع القوات المصرية، وتشاهد تحريك مصر لقوات مدرعة من المنطقة غرب قناة السويس، فيما عُرف باستعداد مصر لـ«تطوير الهجوم»، وحينها اقتحمت إسرائيل قناة السويس، وعبرت للغرب، لتضرب قواعد الصواريخ المصرية، لتتمكن طائراتها المقاتلة من العبور لاستهداف القوة المصرية.
واجهت مصر الموقف الإسرائيلى بخطط سبق أن تدرب عليها رجال قواتنا المسلحة قبل العبور، لتصفية «ثغرة» حال حدوثها، ليوقع رجال الصاعقة والمظلات خسائر كبرى بهم بدعم من «المقاومة الشعبية»، حتى نجحت القوات المصرية فى السيطرة على الموقف، وهو ما يتناساه «إعلام الإخوان» وهو يتحدث عن الحرب، كما أنه يتحدث عنها بلسان «حرب يوم الغفران»، وليس «نصر أكتوبر المجيد»، لكن على النقيض «طحن عظام الجنود الإسرائيليين» فى تلك المعركة، كما كانوا يقولون عن المصريين حينها كذباً.
تقارير "البنتاجون" أكدت "محاصرة الدفرسوار": "شارون و400 دبابة" محاطون بـ800 دبابة مصرية
الرجل الذى لعب دوراً بارزاً فى «تصفية الثغرة»، وهو الفريق أول كمال حسن على، قائد قوات المدرعات المصرية أثناء حرب أكتوبر المجيدة، وأكد أن رجاله نجحوا فى محاصرة القوات الإسرائيلية بضعف عددها. وعكفت قوات المدرعات المصرية على توفير كميات من الدبابات لدفعها تجاه «الثغرة» لتعويض الدبابات التى عبرت لشرق القناة لتطوير «الهجوم»، ليصبح هناك 800 دبابة حاصرت القوات الإسرائيلية، مقابل 400 دبابة للعدو، كما قص «قائد مدرعات أكتوبر» فى شهادته للتاريخ.
وروى الفريق أول كمال حسن على، فى مذكراته، كواليس لقاء جمع الرئيس الراحل أنور السادات بوزير الخارجية الأمريكى هنرى كسينجر فى نوفمبر 1973، ليقول له «السادات»: لدينا 800 دبابة، وإسرائيل 400، ولدىّ «صاروخ ونصف» لكل دبابة، وإذا أغلقنا مخرجهم للشرق فإنهم مقضىّ عليهم بلا جدال، كما جدد موقفه بعدها بشهر له، وقال إننا مستعدون لتصفية جيب الثغرة، وإن (حرب الاستنزاف الثانية)، كما قال «قائد مدرعات أكتوبر»، تجعلنا نكسب أرضاً جديدة كل يوم، تارة بالأمتار، وتارة بالكيلومترات، مشيراً إلى أنهم أُجبروا على الانسحاب من الثغرة، ثم من سيناء كلها بسبب «شراسة المقاتل المصرى».
"الصاعقة والمظلات" أذاقوا قوات شارون "المُرّ"
وفى لقاء «ديسمبر»، قال إن «كسينجر» قال لـ«السادات»، إنه طلب صورة الموقف من البنتاجون قبل قدومه لمصر، وأعطوه صورة عن حائط صواريخنا وقد استُكمل، والـ800 دبابة المحيطة بالثغرة، وعدد المدافع وغيرها، وقال إن السادات كان جاهزاً لـ«تصفية الثغرة»، لكنه حذر من ضرب أمريكا لمصر حال الإقدام على ذلك، حتى لا ينتصر السلاح الروسى الذى تستخدمه مصر على الأمريكى الذى تستخدمه إسرائيل. وأشار إلى أن «واشنطن» كانت تزود «تل أبيب» بأى كمية من الأسلحة والعتاد تطلبها حتى تقلب المعركة لصالحها، وهو ما لم يتحقق رغم ذلك.
"السادات" تحدى "تل أبيب" بإعلان خسائرها الحقيقية
وساق قائد «مدرعات النصر» أيضاً عدة أدلة للخسائر الإسرائيلية والانتصارات المصرية حينها، بداية من مساومة «تل أبيب» لحصولهم على أسراهم وجثث قتلاهم، ليرفض السادات المساومة، ويأمر بتسليم جثث قتلاهم لهم فوراً. حديث «قائد المدرعات» توافق مع ما ذكره الرئيس الراحل أنور السادات حين ذكر فى مذكراته «البحث عن الذات» أنه يتحدى إسرائيل أن تعلن عن خسائرها الحقيقية فى الثغرة أو سيناء لأنهم مُنوا بخسائر فادحة على أيدى قواتنا الخاصة والجوية، وخاصة فى «الثغرة»، مؤكداً أنهم وصفوا الثغرة بـ«وادى الموت».