مرشحون للنواب بـ"روح رياضية": يحزنون لانسحاب آخرين ويتمنون فوز منافسين
الحسيني سعيد أحد مرشحي "الروح الرياضية" في انتخابات النواب
تشهد انتخابات النواب 2020 بدائرة أكتوبر وزايد والهرم ظاهرة ملفتة تتمثل في تحلي عدد لا يستهان به من المرشحين بها بما يمكن تسميته بـ"الروح الرياضية"، والتي ظهرت في ترحيب مرشحين بترشح آخرين أو حزنهم على انسحاب أو استبعاد البعض الآخر، هذا فضلا عن غياب روح العداء الشخصي بين المتنافسين واختفاء ما كان يحدث من مظاهر عدائية في حملات الدعاية في الانتخابات السابقة من قبيل تقطيع المرشحين للافتات بعضهم البعض.
ومن أمثلة المرشحين الذين يتعاملون بروح رياضية مع كثير من زملائهم المرشحين، كان المرشح على المقعد الفردي مستقل، محمد الديب، الذي حول صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إلى ساحة للترحيب بوجود مرشحين منافسين له، كما أبدى أسفه على انسحاب أو عدم ترشح آخرين ممن كانوا ينوون الترشح، حيث رحب بترشح زميلته "ابنة النوبة وأسوان" عبير عصام، وأبدى أسفه لانسحاب أو عدم ترشح كل من المهندس إيهاب الهادي وفكري الهواري بنفس الدائرة.
هذه "الروح الرياضية" هي ما يؤكد عليها أيضا المرشح على المقعد الفردي بالدائرة، محسن دسوقي، مستقل، مرجعا سببها إلى "قرب المرشحين من بعضهم في مدينة أكتوبر، واللقاءات الكثيرة التي كانت تحدث بينهم، حتى من قبل الانتخابات، باعتبارهم أصدقاء ومعارف يعيشون الحياة السياسية بكل أنواعها، ويلتقون في النوادي والمناسبات، هذا فضلا عما أحدثته أزمة فيروس كورونا من متغيرات كان من بينها أنها "قربت الناس من بعضهم وجعلت هناك تكاتفا ومحبة فيما بينهم من أجل خدمة الناس".
ولا يقتصر الأمر، فيما يبدو، على أكتوبر فقط، ففي الناحية الأخرى من الدائرة مترامية الأطراف، وتحديدا الهرم، يرصد حسيني سعيد، المرشح الشاب على المقعد الفردي بالدائرة، والبالغ من العمر 29 عاما، غياب روح "العداوة" بين المرشحين في هذه الانتخابات على عكس ما كان عليه الحال سابقا، قائلا:"يمكن أن تكون هناك تنافسية، لكن مش شايف في عداوة زي زمان أو ما كان يحدث من ظواهر في الانتخابات السابقة مثل تقطيع اللافتات".
ويستطرد سعيد:"على العكس أرى أن هناك صداقة بين المرشحين، ومعظم المرشحين يتواصلون معي، وكلهم على درجة عالية من الاحترام، حتى من لم يتواصل معي أسمع أنه شخص محترم"، وهو يضرب مثلا بعلاقته الطيبة بالمرشح بنفس الدائرة علي حسين القاضي والذي تعود جذوره للمنطقة المجاورة لقريته بالهرم، قائلا:"لو ربنا ما وفقنيش، أتمنى الباشمهندس حسين يكون هو الموجود في المجلس".
ويدعو المرشح الشاب أخيرا جميع المرشحين بالدائرة، والبالغ عددهم نحو خمسين مرشحا، للاتحاد والاتفاق على قواعد للمنافسه الشريفة، وخاصة القلة ممن سيسعون من وجهة نظره لشراء أصوات، قائلا:"عايزين المرشحين كلهم يبقى هدفهم خدمة الدائرة، حتى في غير وقت الانتخابات، وما يستغلوش احتياجات الناس المادية لدخول مجلس النواب".