مديون وعايش على حصيرة.. القصة الكاملة لسائق "توك توك" أعاد 140 ألف جنيه لصاحبها
العامل محمد الشقراني
خطفت عزبة "الفواريقة" التابعة لمركز سمالوط شمال محافظة المنيا، الأنظار، بعد نشر "الوطن" أمس، قصة العامل البسيط سائق الـ"توكتوك"، الذي ضرب مثالا في الأمانة، وأعاد مبلغ يتخطى 140 ألف جنيه لصاحبه، لتتحول القرية الصغيرة إلى أفراح، بما فعله أحد أبنائها البسطاء.
كانت الوطن نشرت أمس، قصة محمد شقراني صاحب الـ45 عاما، تحت عنوان: سائق "توك توك" يعيد 140 ألف جنيه لصاحبها: "مديون بس مأكلش عيالي حرام"، رغم كونه عاملا بسيطا يعيش على الكفاف، وإذا به فجأة، يعثر على كيس أسود ملفوف، اعتقد في البداية، أن به شيئا صلبا، وحينما أمسك به ورفعه من الأرض، اكتشف أنها نقود ذات عمله غريبة لا يعرفها.
تردد الرجل قليلا، قبل أن يستدعي أحد المارة من الشباب، ليسأله: "هي مش دي فلوس، تطلع أيه؟"، فرد عليه الشاب: "دي دولارات أمريكية يا عم الحج"، في أثناء ذلك، أخذ العامل يبحث في محتويات الكيس، وإذ به يعثر على صورة من بطاقة الرقم القومي لصاحب النقود، ليقرر على الفور إعادة المبلغ إلى صاحبه.
خرج "شفراني" من منزله في ذلك اليوم، وهو في حالة سيئة، وتراكمت عليه الديون، ويحتاج جنيها واحدا، فهو يعمل بالأجر اليومي، والرزق على الله".
لم يدخل الطمع إلى قلب ابن مدينة سمالوط بالمنيا، أو تسيطر أهواؤه عليه، ولكنه اصطحب شقيقه بـ"التوكتوك" وبحثا عن صاحب الحقيبة، "أنا مش معايا موبايل وخدت تليفون أخويا واتكلمنا مع ناس كتير إن اللي يلاقي صاحبها يقول لي، والحمد لله لقيناه في بلد تانية وروحتله لحد عنده وأديته الشنطة وفلوسه مش ناقصة جنيه".
يعيش "عم محمد" على الحصير، لأنه لا يملك رفاهية شراء عفش، لما عليه من ديون تصل لـ9 آلاف جنيه، يسدد منها شهريا نحو 900 جنيه، "كنت شغال شيال وبعد فترة كبيرة تعبت وعملت عملية في ضهري ومبقتش قادر اشتغل والديون اتكومت عليا، فنزلت على توكتوك آكل منه عيش، بس عمري ما أأكل ولادي حرام".
لم يسق الشيطان "أبو محمود" ليستولي على ما وجد من أموال بل كان ما يهمه هو إيجاد صاحبها "بسرعة" على حد قوله لـ"الوطن"، "كنت بجري وكأنها فلوسي، خايف صاحبها يجراله حاجة أو يجيله جلطة ولا يموت عشان ضاعت منه، هو كان أهم حاجة عندي ومفكرتش غير في كدة، ومبصتش لجنيه منها، الغنى غنى النفس".
ولأن حال الدنيا يتبدل في لحظة، وجد أحمد منيسي أحمد عبدالجابر، ضالته المتمثلة في حقيبة بها "تحويشة العمر" التي جمعها خلال سفره بالخارج، وذلك حينما طرق "عم محمد" بابه ليعطيه إياها، ليشعر بسعادة لم تغمره من قبل.
يعيش "منيسي" في منطقة أبو شعبان بقرية ساقية داقوف مدينة مطاي بالمنيا، والتي تعد بعيدة نسبيا عن "عم محمد"، لكن سعي الرجل الأربعيني ساقه إلى صاحب الأموال ولأن "المال الحلال مبيضيعش" على حد قول الأول، والذي كان قريبا من فقدان الأمل أن يجدها.
3 آلاف جنيه، كانت مكافأة "المنيسي" لـ"عم محمد" على أمانته وإعادة مقتنيات الحقيبة كما هي، بعد أن ضرب مثالا على الشهامة والأمانة وأثبت أن الدنيا "لسه بخير".