بعد إغلاق مدرسة بسبب كورونا.. أهالي "فوه": " خايفين نودي ولادنا"
مدرس:"الشائعات سبب الذعر والمدرسة يجري تعقيمها يوميا"
تعقيم مدرسة بكفر الشيخ بعد إصابة عاملين بكورونا
قبل أيام قليلة كانت الحركة داخل مدرسة الشهيد أحمد نصر الله حماد الاعدادية بنين بمدينة فوه التابعة لمحافظة كفر الشيخ، تسير بشكل طبيعي، طلاب صغار تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً، يتلقون دروسهم في مجموعات التقوية بمدرستهم، وفق قرارات وزير التربية والتعليم بتفعيل المجموعات داخل المدارس منعاً للدروس الخصوصية.
تحولت الحركة الطبيعية في لحظات إلى ذعر بين الأهالي، بعدما أشيع إصابة 5 معملين وإداريين بفيروس" كورونا"، زاد القلق عقب قرار الدكتورة بثينة كشك، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، بإغلاق المدرسة وتعليق مجموعات التقوية عقب وفاة إداري متأثراً بالفيروس.
خوف الأهالي لم يأت من فراغ، إنما جاء بعد شائعات كثيرة طالت المدرسة الأكبر على مستوى مدينة فوه، التي تضم 30 فصلاً دراسياً ونحو 1500 طالباً، خلال الأيام الماضية، مادفع البعض لتعليق الدراسة التي من المقرر أن تبدأ يوم السبت المقبل، وخاصة عقب تصريح وكيل الوزراة، بأن قرار تعليق الدراسة بها وارد حال ارتفاع الإصابات، لكن إدارة المدرسة، أكدت لـ" الوطن" أنها تشهد حالة من الاستقرار وحملات التعقييم التي تتم مرتين يومياً، مطالبة وكيل التعليم بالتراجع عن تلك القرارات.
" خايفين نودي ولادنا المدرسة، محدش هيضحي بأولاده علشان التعليم، لكن خوفنا كمان زاد بعد وفاة شخص من المدرسة على خلفية إصابته بفيروس كورونا، مبقناش عارفين نعمل إيه، والدراسة هتبدأ يوم السبت، حتى لو مفيش حاجة فالشائعات خوفتنا وخوفت الأولاد، مش عارفين إزاي هنوديهم بعد وفاة شخص كانوا بيتعاملوا معاه أيام الدراسة"، بهذه الكلمات عبرت جيهان محمد، ولي امر طالب بالمدرسة عن خوفها.
وقررت الدكتورة بثينة كشك، وكيل وزارة التربية والتعليم بكفر الشيخ، إغلاق مدرسة بمدينة فوه، عقب وفاة معلم وإصابة 4 آخرين أثناء مجموعات التقوية، مشيرة إلى إيقاف مجموعات التقوية بالمدرسة وعزل المدرسين منزلياً فضلاً عن متابعة الطلاب.
وقالت مها علي، ولي أمر طالب بالمدرسة، إنه من الأفضل تعليق الدراسة أسبوعاً حتى يتماثل المصابين للشفاء ولا تنقل العدوى للطلاب :" الأسبوع فيه يومين تدريس وفقاً للنظام الجديد، مش هيخسروا حاجة لما يعلقوا الدراسة أسبوع، لكن الشائعات قتلتنا، السوشيال ميديا بقت حرب بين المدرسين اللي بيدافعوا عن مدرستهم بعد وفاة إداري وإصابة معلمين بالفيروس، وبين أولياء الأمور، وفي النهاية الطلاب بيشوفوا الحرب دي وبيتأثروا نفسياً".
من جانبه أكد "خميس الأحول" مدرس دراسات اجتماعية بالمدرسة، في تصريحات لـ" الوطن"، أن المتوفي "علي فتحي السباح" إداري بالمدرسة أصيب هو وزوجته التي تعمل إدارية بنفس المدرسة، وكانا في إجازة قبل إصابتهما بأسبوع ولم يحضرا المدرسة، فضلاً عن إصابة سامح سيد روحه، مدرس، وحينما شعر بأعراض برد وسخونية ، جرى منحه إجازة لحين تماثله للشفاء، ونتيجة الأشعة والتحاليل اكدت إصابته بالفيروس، وهو معزول منزلياً وصحته جيدة جداً.
وأضاف خميس: "لاداعي للقلق، كل الأمور طبيعية، وحملات الرش والتعقيم تتم بشكل دقيق من خلال التنسيق مع مديرية الصحة، بالإضافة إلى عزل مسئول الإعلام التربوي منزلياً بعد إصابته لكنه بصحة جيدة، والأمور طبيعية وبقول للناس متخافوش ودوا اولادكم المدرسة، احنا في ناس بتتحايل علينا نشغل مجموعات التقوية مرة تانية علشان أولادهم، وبنتمنى الدكتورة بثينة تتراجع عن القرار".
المدرسة التي تقع على كورنيش مدينة فوه وتُعد من أكبر المدارس بالمدينة، أصبحت مادة خصبة للشائعات، ما دعا سامح سيد روحه، المدرس المصاب بكورونا، والمعزول منزلياً لتدوين بوست على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك" يدعو الناس للتوقف عن ترديد الشائعات قائلا: "فجأة الكل ساب المشكلة ومسك فى النتيجة، يعنى إيه ؟، نفهم بالراحة كده و نمشى خطوة بخطوة ، لو أنا كمدرس أصبت بكورونا وخبيت كان إيه ممكن تكون النتيجة، أكيد أعداد متزايدة من الاصابات بين زملائي فى العمل أولا و طلابى ثانيا، و ده شئ أرفض المشاركة فيه نهائياً أو أن أكون سبب لأذية أى شخص".
ووتابع: " قبل الإصابة لو دخلوا على صفحتى بالفيسبوك هتجدوا أني اعتذرت عن العمل يومي الإثنين و الثلاثاء بسبب دور برد عادي و لما تحسنت اشتغلت يوم الاربعاء و الحمدلله كنت فى كامل صحتى و لكن الاربعاء ليلا شعرت بالحرارة و اعتذرت عن العمل أيضاً الخميس و الجمعة و لم أذهب للمدرسة، و عندما ذهبت لإجراء الكشف وعمل الأشعة المقطعية اكتشفت اصابتى بالكورونا وأبلغت على الفور إدارة المدرسة و التى قامت بالاجراءات اللازمة من تطهير و غيره".
معلم مصاب بكورونا:" أنا في إجازة وربنا يسلم مدرستنا من شرور مروجي الشائعات "
وأوضح المدرس" أنه فقد زميلا عزيزًا مستنكرا موقف أولياء الأمور بشأن منع أبتائهم من الذهاب للمدرسةخوفا عليهم من الإصابة بالفيروس لافتا إلى أن التلاميذ يخرجون للشارع ويأكلون من المطاعم: "بدل ما تقفوا جنبنا فى الأزمة و تدعمونا حتى لو بجركن كلور أو ديتول قطعتوا فى فروة المدرسين و طلعتوا إشاعات على ناس كتير جوة المدرسة و بصراحة مفيش حد يستاهل أننا نقف جنبه بعد كده، ربنا يسلم مدرستنا من شروركم و إحنا قادرين نخليها عروسة بعد كده، شهادة حق العاملين بالمدرسة عملوا اللى عليهم و زيادة من أجل سلامة أبناءكم و معتقدش أن فيه طالب أو طالبة اتصاب، الحمدلله على أنى بلغت شهادتى".
من جانبها قالت وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، إن المدرسة ظهرت فيها إصابات بفيروس كورونا، وبلغت أعداد الإصابات 5 حالات، وتوفى أحد المعلمين، وتم إيقاف مجموعات التقوية تماما في المدرسة، وباقي الحالات مستقرة ومن المقرر أن يعودوا لأعمالهم يوم السبت المقبل، وحال عدم قدرتهم على العمل سيتم إعفائهم مؤقتا من الحضور.
وكيل التعليم: سنعفي المصابين من الحضور لحين تماثلهم للشفاء
وأضافت وكيل تعليم كفر الشيخ، أنه يجرى متابعة الطلاب الذين حضروا مجموعات التقوية بالمدرسة بالتنسيق مع صحة المحافظة، مشيرة إلى أن أحد الطلاب ظهرت عليه أعراض كورونا وهو معزول منزلياً منذ أسبوع، وتابعت قائلة: "لو لقينا فيه إصابات لاقدر الله بين الطلاب هنعلق الدراسة في المدرسة، صحة أولادنا أهم من أي حاجة ".
وأضافت وكيل الوزارة، أنه يجرى تعقيم المدارس بشكل يومي بعد انتهاء مجموعات التقوية، فضلا عن إجراء فحص درجات الحرارة، باستخدام كواشف حرارية للطلاب والمعلمين خلال دخولهم وخروجهم، ويجرى عزل المشتبه بإصابتهم فورا، والتأكد من سلامة وصحة الطلاب.
وأوضحت كشك، اتخاذ الإجراءات الوقائية بجميع المدارس قبل دخول الطلاب مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي، خلال المجموعات، والالتزام بعدد معين، بحيث يكون هناك مسافات آمان بين الطلاب، مشيرة إلى أنه جرى توزيع الطلاب في المدارس التي اكتشفت حالات اشتباه بها، على فصول أخرى، وأنه سيجرى إغلاقها اذا استدعى المر ذلك، وفقا توجيهات مديرية الصحة؛ إذ أن هناك تنسيقا كاملا بين المديريتين.