مجلة طبية عالمية تدعو لاعتماد الطريقة المصرية لتشخيص "الكبد الدهني"
الدكتور جمال شيحة
دعت مجلة لانسيت الطبية العالمية، إلى اعتماد طريقة تشخيص مرض الكبد الدهني، التي أوصت بها جمعية رعاية مرضى الكبد الدهني، المرتبط باضطراب الأيض، بدلا من التعريف الذي اصطلح على تسميته "الكبد الدهني غير الكحولي" مزيلا بذلك أية إشارة لشرب الكحوليات في المسمى أو في تشخيص المرض والاعتماد على طريقه تشخيص بسيطة وأكثر فاعلية له.
وقال الدكتور جمال شيحة إن الأبحاث التي أجريت حديثا بمستشفى الكبد المصري التابعة لجمعية رعاية مرضى الكبد بالدقهلية، أثبتت بشكل واضح أن طريقة التشخيص الجديدة أكثر بساطة وفاعلية في تحديد مرضي الكبد الدهني المعرضون للإصابة بتليف الكبد وتزايد المضاعفات، مما سينعكس علي تحسين كفاءه علاج المرضى وتسريع وتيرة الدراسات السريرية الهادفة لاكتشاف علاجات فعالة لهم.
وأضاف الدكتور شيحة أن هذا التغير سيمكن الأطباء في الوحدات الصحية والأماكن الريفية من تشخيص المرض بكل سهولة ودقة، مما سيساعد في الاكتشاف المبكر للمرض مع تقليل الضغط على المستشفيات المركزية ومعاناة المرضى للوصول لهذه المستشفيات.
وأوضح إن مرض الكبد الدهني يحدث نتيجة تراكم جزيئات الدهون في الكبد، وهو أحد أمراض الكبد المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمرض البدانة ومرض السكري من النوع الثاني والتي غالبا ما تنتج عن العادات الغذائية غير الصحية ونقص ممارسه الرياضة.
وأشار إلى أن غالبا ما تكون المراحل الأولى من المرض بلا أي أعراض. ولكن مع تطور المرض، يصبح الكبد ملتهباً فضلاً عن كونه دهنياً، ما قد يؤدي إلى تليّفه أو تندّبه وإصابته بالسرطان، وللأسف في أن درجة الوعي بهذا المرض قليلة للغاية ويتم تشخيص أغلب المرضى في مراحل متأخرة منه.
وحذر "شيحة" من أن الإصابة بمرض التهاب الكبد الدهني تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في منطقة الشرق الأوسط، إذ تصيب أكثر من ثلث سكان منطقة الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن يصبح مرض الكبد الدهني (MAFLD) السبب الرئيس لجراحات زراعة الكبد لذا ينصح الخبراء بضرورة التحرّك للتصدي له، وإدراجه ضمن السياسات الراهنة والمبادرات الحالية التي تهدف إلى مكافحة البدانة والحدّ منها، لا سيما بين الأطفال والشباب.
وأكد أن مرض الكبد الدهني تهديد صحي حقيقي يلوح في الأفق، ليس فقط بسبب التكلفة العالية لعملية زرع الكبد، ولكن أيضًا لارتباطه ارتباطًا وثيقًا بالاضطرابات غير الكبدية مثل أمراض القلب الوعائية والسكر والعديد من الأورام التي هي السبب الرئيسي لوفاة مرضى الكبد الدهني".
ونقلت المجلة في ختام افتتاحيتها عن الدكتور جمال شيحة قوله "نأمل بأن يساعد هذا التطوير الجذري في طريقة تعريف المرض وتوصيات العمل من اللجنة في الحد من انتشار مرض الكبد الدهني، وتقليل عدد المصابين به وزيادة الوعي بمخاطره حول العالم ومن ثم تقليل العبء الاقتصادي والطبي له.