"المصري للفكر والدراسات": إسبانيا هي المحطة البديلة لإعلام قطر الإخواني في أوروبا
الجزيرة الإرهابية
كشف المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن الآلة الإعلامية القطرية، وجدت في إسبانيا ملاذًا آمنا جديدًا في جنوب أوروبا، بديلًا لنشاطها السابق في فرنسا، بعدما بدأت حكومة باريس في ملاحقة التمويل القطري الخفي داخل أجهزتها الإعلامية، أو الموجه لأنشطة خيرية عقب سلسلة من التحقيقات الاستقصائية.
ونشرت الصحف الإسبانية، حجم الأموال الهائلة التي تضخها قطر، من أجل السيطرة على المجتمع الإسلامي في فرنسا، ودعم الجماعات الإسلامية الراديكالية مثل الإخوان، وغيرها من التنظيمات الإسلاموية.
البسيوني: قطر وجدت الظروف المناسبة لاختراق الصحافة الإسبانية
وقال محمود بسيوني، الباحث بالمركز المصري: إن"التحرك القطري نحو إسبانيا ارتبط بزيادة الاستثمارات القطرية في إسبانيا مع توجه الحزب الاشتراكي الحاكم إلى التعاون مع قطر سعيا وراء تحرك استثماراتها في أوروبا باتجاه إسبانيا وغامر الحزب السياسي بغصب دول خليجية في سبيل دعم العلاقات مع قطر، كما نشطت إسبانيا في العمل على المصالحة بين دول الرباعي العربي وقطر ولكن المحاولات باءت بالفشل.
وأضاف البسيوني: "أن قطر وجدت الظروف مهيأة في إسبانيا، من أجل تنفيذ اختراقها الناعم للصحافة الإسبانية، وبدأت في استخدامها في تمرير رسائلها السلبية ضد مصر ودول الرباعي العربي، وجاءت الظروف مواتية للاختراق القطري الإخواني في الإعلام الإسباني الذي يعاني من أزمات مالية مرتبطة بظرف الكساد الاقتصادي الذي تمر به إسبانيا وفشل الحكومات اليسارية المتعاقبة في معالجته مع توجه الحكومة الحالية للإصلاحات بالتعاون مع أحزاب ليبرالية أخرى في ظل أزمته مع باقي أحزاب اليسار".
وتابع الباحث: "وجدت قطر في إسبانيا المناخ الملائم لتمرير رسائل المظلومية الإخوانية وتشويه ثورة 30 يونيو وتشبيه الحكم في مصر بعصر حكم الجنرال فرانكو في إسبانيا وهو ما يجد صدى لدى المجتمع الإسباني. استغلت قطر شعبية الدوري الإسباني والاعتماد في متابعة أخباره على الصحف الإسبانية وبذلك ضمنت متابعه ما ينشر في الصحف الإسبانية لدى المتابع العربي بنفس قوه متابعه ما تنشره الصحف الأمريكية والبريطانية".
واستكمل: "نتيجة الضغط على الحكومة الإسبانية عبر الإعلام الإسباني لإيقاف أي تعاون مستقبلي مع الحكومة المصرية وذلك عبر تشويه صورة الحكومة المصرية، وبذلك تضمن عدم تسليم المتهمين والمطلوبين من جانب إسبانيا إلى مصر مثل المقاول الهارب محمد علي".
وقال البسيوني: "إن التحرك القطري الناعم صاحبه استغلال لازمات إسبانيا الاقتصادية حيث قدمت قطر مجموعة من الخدمات الاقتصادية ذات التأثير العالي على صاحب القرار حيث وقعت مجموعه كبيرة من اتفاقيات التعاون الثنائي بين قطر وإسبانيا في مجالات التجارة والاستثمارات والدفاع والأمن والعدالة والثقافة والسياحة والصحة والتعليم والرياضة والشباب".
وأوضح: أن خلال العام الحالي ومع ضغط أزمة كورونا قامت قطر بزيادة حصتها من الغاز في السوق الإسباني لتصبح المزود الاستراتيجي الأول للغاز الطبيعي في الفترة من يناير إلى سبتمبر 2020.
وتصدرت المحفظة المالية القطرية رأس المال في معظم الشركات الإسبانية في قطاع العقارات، والخطوط الجوية، والنوادي الرياضية والضيافة وفي المجال الثقافي أقامت قطر معرض "فنانون إسبان في الدوحة" في الحي الثقافي كتارا خلال شهر يناير الماضي، بمشاركة 13 فنانًا إسبانيًا بارزًا لتضمن علاقات اقوى بالمجتمع الثقافي الإسباني باعتباره مكونًا يدعم توجه قطر لتفعيل التقارب الناعم مع المجتمع الإسباني.
وأشارالباحث: إلى ما يعانيه المجتمع الإعلامي والصحفي الإسباني من أزمات مالية ضخمة مهدت لتدخلات في السياسة التحريرية لها كما وضحها كتاب “المدير” الذى قام بتأليفه دافيد خيمينيث، المراسل السابق في آسيا والمدير لصحيفة “إلموندو”، والذى تحدث عن وجود نفوذ لأطراف خارجية على وسائل الإعلام.