خبراء: هيكل لم يرسم سياسة إعلامية للدولة وإعلامنا مترهل وعشوائي
أسامة هيكل وزير الدولة للإعلام
قال عدد من خبراء الإعلام، إن أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام، لم يرسم سياسة إعلامية للدولة في الداخل والخارج، وإن إعلامنا لا يزال يعاني الفوضى والترهل، ويتسم بالعشوائية.
وطالبوا في تصريحات لـ"الوطن"، بوضع صلاحيات محددة للوزير، لا سيما في ظل وجود هيئات إعلامية وصحفية مستقلة بنص الدستور.
وقال الدكتور سامى الشريف، عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة، إنه يجب أن يعمل وزير الإعلام على رسم السياسة الاعلامية للدولة في الداخل والخارج.
وتابع قائلا: "ليس هناك نصوص مكتوبة لما هي السياسة الإعلامية للدولة، التي يجب أن تلتزم الوسائل الاعلامية بتنفيذها، هذا يعني أننا في خواء فكري، وهو أمر يتطلب تدخل القيادة السياسية مباشرة، في ضبط الأداء الإعلامي العشوائي الذي ينهار".
الشريف: نحن في خواء فكري.. والغزاوي: ليس لدينا خطة أزمات.. والعالم: هل نشعر بأن مصر بها انتخابات نيابية؟
وواصل الشريف الذي كان قائما بأعمال وزير الإعلام عقب ثورة يناير قائلا: المشكلة الأزلية في المجتمعات المختلفة هي هل يجب أن تكون هناك وزارة للإعلام أم لا؟ فالدول الديمقراطية في معظمها، لا يوجد بها وزارة، لكن يوجد هيئة أو مجلس أعلى للإعلام، لكن في الدول الديكتاتورية ترى وجوب وجود وزارة للاعلام باعتبارها مدافعة عن الدولة والنظام الحاكم وأنه بمثابة رقيب على وسائل الإعلام.
وتابع الشريف: بعد ثورة 25 يناير، ثار التساؤل هل تستمر وزارة الاعلام أم لا؟ وكانت الإجابة الأكثر هى إلغاء وزارة الإعلام، وهو ما حدث، وتوليت رئاسة اتحاد الاذاعة والتليفزيون والقائم بأعمال الوزارة وكنت ممن يرى إلغاء الوزارة، ثم أعيدت، ثم ألغيت ثم أعيدت، إذًا هناك خلل في فهم الدولة للإعلام، حتى عندما عاد كان وزير دولة للإعلام، بما يعني وزير بلا حقيبة، فوزير لدولة تكون يده مغلولة، ثم أن هناك مجلس أعلى للإعلام، وهيئة وطنية للصحافة، وهيئة وطنية للإذاعة والتليفزيون.
وأكد أستاذ الإعلام أن ملف الإعلام يحتاج لإعادة نظر كاملة، وأن المهم ما هي الصلاحيات الممنوحة له، وما الذي يستطيع أن يقوم به من دور "لأن وزارة الإعلام طوال تاريخها، كانت منوط بها وسائل الإعلام القومية الرسمية كالإذاعة والتليفزيون، لكن عندما أصبحت وسائل الإعلام الرسمية، تقلص دورها لحساب القنوات والاذاعات والصحف الخاصة، فالقانون لا يعطي الولاية لوزير الإعلام على هذه الوسائل" بحسب تعبيره.
وشدد على أن وسائل الإعلام، "فشلت في مواجهة الاعلام المعادي الذي لديه قدرة على التسويق فالاعلام المصري يتهاوى أمام الإعلام، الذي يستهدف إسقاط الدولة" على حد قوله.
بينما قالت الدكتورة آمال الغزاوي، عميد المعهد الكندي العالي لتكنولوجيا الإعلام الحديث، "لا نشعر بدور وزير الإعلام، لانه لم يأخذ وقتا كافيا ليظهر مجهوده، ووجود وزير الإعلام مطلوب، ليقنن الفوضى الإعلامية التي نعيشها"، لكنها أكدت أنه لم تظهر المهام الواضحة للوزير حتى الآن.
وطالبت الغزاوي بضرورة أن يكون هناك خطة طويلة المدى، وقالت "هناك عشوائية وعدم ترشيد في الإعلام، نسير بسياسة القطيع، فالاعلام يفتح موضوعا تافها، ويسير وراء موجة السوشيال ميديا، وعلى العكس هناك قضايا حيوية يجب إلقاء الدور عليها، أحيانا تهمش لأن الكل يسير بالتقليد دون رؤية".
كما طالبت أستاذ الإعلام بضرورة أن تكون هناك سياسة الأزمات، وعقبت قائلة: "هناك تخبط شديد وتأخر في التغطية الاعلامية، وهناك فقر في الاستديوهات، وفقر في الإخراج والإعداد خاصة في تليفزيون الدولة، إعلام الدولة مترهل يحتاج وقتا طويلا ليضاهي الإعلام في القنوات الخاصة، رغم أن لدينا كوادر عالية".
وعلى الوتيرة ذاتها، تحدث الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، مؤكدا أن وزير الإعلام ليست لديه صلاحيات حقيقية لادارة الاعلام أو إنتاج المسلسلات أو وضع خريطة البرامج، أو التأثير في برامج التوك شو أو محتوى الصحف.
وتابع العالم: "طالبته بعمل دراسة على وسائل الإعلام ومضمونها، لكن لا تتحدث بارتجال بأن الشباب لا يقرأ، وإذا كان الشباب لا يقرأ، ما هي دوافع عدم القراءة أو المشاهدة؟ هل لأن برامج التوك شو انتقلت من عرض جانبي الموضوع إلى مجرد وسائل دعائية؟ فهذا مثلا لا يرضى الشباب"
وأكد العالم على ضرورة مراجعة محتوى وسائل الإعلام متسائلا: "هل هذا المحتوى يتابع الأحداث الحقيقية، التي منها على سبيل المثال انتخابات بعد أيام قليلة، هل من يتابع الإعلام يشعر بأن مصر بها انتخابات نيابية بعد أيام قليلة؟".