كارثة بيئية في قنا.. سيارات الكسح تسمم مياه الترع والمصارف
كارثة بيئة خطيرة تتعرض لها الترع والمصارف في محافظة قنا، خاصةً في القرى والنجوع، تتمثل في قيام العشرات من سيارات الكسح بإفراغ حمولاتها من مخلفات بهذه الترع والمصارف، دون اعتبار لأي قوانين أو إجراءات للحفاظ على سلامة المواطنين، ودون وجود قرارات رادعة من جانب المسئولين، الأمر الذي بات ينذر بكارثة صحية، نتيجة زيادة الأمراض بسبب تناول منتجات زراعية ملوثة بأنواع مختلفة من السموم.
وبشكل ملحوظ، زادت سيارات الكسح في القرى ونجوع المحافظة، خاصةً مع عدم صلاحية الخزنات الأرضية التي مر على إنشائها عشرات السنين، وفي ظل عدم اكتمال مشروعات الصرف الصحي، التي من شأنها أن تحل المشكلة.
ورصدت "الوطن" عدداً من سيارات الكسح تلقي بالمخلفات الآدمية وغير الآدمية في الترع والمصارف بمراكز أبوتشت ودشنا وقوص وفرشوط، أمام أعين المواطنين والمسئولين في المحافظة، معللين ذلك بأن تلك المناطق لا يوجد بها صرف صحي، أو لم يتم الانتهاء من مشروعات الصرف بها.
"جمال محمود"، أحد المزارعين على ترعة "المرة"، في "أبو مناع قبلي"، تحدث لـ"الوطن" قائلاً إن عشرات السيارات تقوم بتفريغ حملاتها من مخلفات خزانات المنازل في القرى بترعة "المرة"، موضحًا أن هذه الترعة تروي مئات الأفدنة، وهو ما يضر بحياة المواطنين، الذين يتناولون منتجات تلك الزراعات.
وتابع أن كثيراً من المزارعين اشتكوا من تلك السيارات، التي لوثت مياه الري في الترع والمصارف بمراكز المحافظة، ولكن كان الرد يتمثل في ضبط سيارة او اثنتين، وسرعات ما يعود الحال إلى ما كان عليه، حيث يتم الإفراج عن تلك السيارات مقابل غرمة زهيدة، لا تتعدى 1000 جنيه، في حين أن حجم الأضرار والأمراض والخسائر، تفوق هذا المبلغ بمئات المرات.
وقال "عبد الناصر حسن"، أحد المواطنين، إن عدم ادخال الصرف الصحي في القرى هو السبب الرئيسي وراء انتشار سيارات الكسح، التي تفرغ الخزانات الأرضية بمنازل المواطنين، التي يلقون فيها مخلفات غير آدمية، ومياه الغسيل وغيرها من المخلفات الصناعية، التي لا يمكن معالجتها، وتضر بالزراعة عند القائها في مياه الترع والمصارف.
وأضاف أن خزانات المواطنين مر عليها عشرات السنين، حتى تشبعت الأرض منها، كما لوثت مخزون المياه الجوفية، التي تسربت إلى تلك المياه الملوثة خلال السنوات الماضية، مطالباً المسئولين سرعة الانتهاء من مشروعات الصرف الصحي بالمحافظة.
وقال "حمادي محمد"، أحد أبناء قرية "القارة"، بدائرة مركز أبوتشت، إنه أثناء ذهابه إلى أرضه الزراعية، فوجئ بقيام سيارة كسح بتفريغ حمولتها من مياه الصرف الصحي فى ترعة "المرة"، مشيرا إلى أنه حدثت مشادة كلامية بينه وقائد السيارة، مطالباً المسئولين بمحاسبة مرتكب هذه الواقعة، التي تضر بصحة المواطنين، وتصيبهم بأمراض خطيرة.
وفي المقابل، شدد محافظ قنا، اللواء أشرف الداوي، على ضبط هذه المخالفات، حفاظاً على صحة المواطنين، موضحاً أنه تم خلال الاجتماع التنفيذي للمحافظة، استعراض موقف 33 مشروعاً للصرف الصحي يجري تنفيذها بالمحافظة، وأن مسئولي الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي انتهوا من إعداد تقرير بالموقف التنفيذي للمشروعات التي تم استعراضها خلال الاجتماع.
كما وجه المحافظ بضرورة إعداد تقرير شهري، يوضح فيه معدلات التنفيذ ونسب التقدم في الأعمال الجاري تنفيذها، مشدداً على ضرورة المتابعة الميدانية للشركات المنفذة، والتشديد عليها لمضاعفة ورديات العمل، وأصدر قراراَ بتشكيل وحدة متخصصة لمتابعة معدلات تنفيذ تلك المشروعات، لضمان إنهائها وفقا للجداول الزمنية المقررة، تمهيداً لدخولها الخدمة وتلبية إحتياجات المواطنين، وزيادة نسب المناطق المخدومة بالصرف الصحي.
وأكد أن مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي تُعد من أهم المشروعات الخدمية ذات الأولوية، التي تقوم بتنفيذها الدولة على أرض المحافظة، لتحسين جودة الحياة للمواطنين، وتلبية احتياجاتهم الضرورية، حفاظاً على البيئة والصحة العامة، مؤكداً أن المحافظة مستمرة فى تنفيذ خطط الدولة، التي تستهدف توفير خدمة الصرف الصحي للمواطنين في كافة القرى والنجوع.